أقام نادي الصم بالمنطقة الشرقية أمس الأول الحفل الرمضاني الرابع عشر تحت عنوان (نسمع بأعيننا.. ونتكلم بأيدينا) وذلك في مقر النادي، حيث شارك الحضور القاضي بمحكمة الاستئناف الشيخ الدكتور صالح اليوسف، ومدير تعليم المنطقة الشرقية الدكتور عبدالرحمن المديرس، ومدير فرع مكتب رعاية الشباب فيصل العبدالهادي، وعدد من منسوبي مراكز الصم في دول مجلس التعاون، ومنسوبي نادي الصم بالدمام. وعبر رئيس مجلس إدارة النادي ناصر السهلي عن شكره لولاة الأمر على ما يولونه من اهتمام لفئة الصم، ولكل من ساهم في تطوير ودعم نادي الصم بالمنطقة الشرقية، ومشاركتهم إنجازاتهم وبرامجهم الموسمية، وذكر السهلي أن عدد الصم في المنطقة الشرقية حوالي 30 ألفا من كلا الجنسين، نصفهم ضعفاء في القراءة والكتابة، مشيرا إلى أنه لا يمكن تجاوز مرحلة الضعف إلا من خلال تكثيف التعليم والدورات والكفاءات المؤهلة التي يفتقدها الصم بشكل عام. «اليوم» وعلى هامش اللقاء التقت بعدد من مستفيدي نادي الصم بالمنطقة الشرقية، وأجرت معهم اللقاءات التالية والتي تحدثوا فيها عن مشاعرهم بهذه المناسبة وأحوالهم مع شهر رمضان المبارك.. في البداية تحدث خلف المطيري أحد ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم فقال: الأجواء الرمضانية في النادي جميلة، فالجميع هنا يحتفل بقدوم رمضان قبل أيام من دخوله، والكل يبتسم لنا ويبادلنا مشاعر الفرح والسرور، صحيح أن هناك صعوبة كبيرة لدينا في التواصل مع إخواننا الأسوياء فهم يتحدثون ويضحكون ويتمازحون، وأنا لا أعرف ماذا يقولون! ولكن وبمجرد ما أشاهد الابتسامة.. أبتسم!!، ليس لشيء أعرفه، ولكن كي أبين للمجتمع بأنني مشارك فعال، وأنني شخص لدي أفكار وآراء يمكن أن يستفيد منها الكثير، ومن المؤسف أن نرى تجاهلاً للشخص الأصم أثناء مشاركته الحوار مع الأسوياء؛ بسبب أنه أصم فقط، وهذا الشيء يسبب لنا نحن فئة الصم الكثير من الإحباط". تعلم لغة الاشارة وقال ماجد الغامدي: أنا فرد من أفراد هذا المجتمع، ولدي القدرة على الاندماج مع الكثير، ولكن المشكلة في عدم تعلم لغة الإشارة من الأسوياء، فأنا لا أريد من المجتمع إلا أن يتعلم القليل من لغة الإشارة ليبادلونا الكلام وليعرفوا ماذا نريد. وعن الأجواء الرمضانية التي يعيشونها في النادي، قال: "الأجواء الرمضانية هنا جميلة، ونعيش أيام رمضان الكريم كباقي الناس، فتجدنا نجتمع على مائدة الافطار سويا قبيل أذان المغرب ونؤدي الصلاة جماعة ومن بعد صلاة التراويح نقوم بممارسة بعض الأنشطة الرياضية المتوفرة في المركز، كما نقوم يوميا بحفظ آيات من القرآن الكريم، الجميع هنا سعداء، ونعيش في أجواء تملؤها الراحة والطمأنينة". نكهة خاصة من جانبه، قال عبدالرحمن القرني وهو أحد أعضاء نادي الصم: "نجتمع على سفرة واحدة عند الافطار فنتناول الفطور مع بعضا البعض كل يوم، الحقيقة ان رمضان له نكهة خاصة في قلوبنا؛ فهو يزيد من روح الألفة والتحاب في الله بيننا، بالرغم من أننا صم ولكن لدينا القدرات الكبيرة التي توازي إخواننا الأسوياء في المجتمع، بل إن البعض منا لديه الموهبة والاختراع والقدرات العقلية الفذة والتي تجعله في خدمة نفسه ومجتمعه»، وعن الحفل الرمضاني، قال: "أشعر بسعادة كبيرة لتواجدكم معنا اليوم، فالحضور الكبير لهذه الفعالية يشعرنا بقربكم منا». أنا لا أسمع ولكن أتحدث!! عبدالرحمن بن أحمد طالب في جامعة جالوديت للصم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويجيد الكتابة والقراءة باللغة الإنجليزية، لكنه لا يجيد لغته العربية الأم، شاركنا أحمد بكلمات صفها بالعربية فقال: «نحن لا نسمع !! لكن قد نتحدث، لسانك يصفني بالأبكم ولساني يجيبك: أنا أصم، ولو كنت أسمع لأجبت: أنا لست أبكم، أذني لا تسمع لكن لساني يتحدث، ثقوا يا أصدقاء بأنني أتحدث بطلاقة، أعلم أنني أصم، ولتعلم أني لست أبكم، فأنا أتكلم؛ فلا تحرمني هذه النعمة. وعن مشاعره في رمضان قال طالب: "رمضان شهر كريم ونستغل أوقاتنا هنا في حفظ القرآن الكريم وبعض العلوم التي نستفيد منها، كما نقوم بممارسة بعض الألعاب والأنشطة الرياضية من وقت لآخر، علاوة على أن النادي يقوم ببعض الفعاليات الترفيهية والثقافية لنا طيلة الشهر الكريم، وهذا ما يساعدنا في استغلال اوقاتنا بشكل إيجابي". كما عبّر فهد عايض عن الشعور الذي يعيشه هو وزملاؤه بشكل يومي داخل أروقة النادي في شهر رمضان، حيث قال: "نمارس الألعاب الرياضية، والمسابقات الثقافية وسط أجواء رمضانية تتسم بالألفة، وأكد فهد أن الصم ليسوا في معزل عن المجتمع، بل هم جزء مشارك وفعّال في كل مناسبة وموقف، خصوصًا في شهر رمضان، وقال أيضًا: نجتمع بشكل يومي بعد صلاة التراويح في النادي ونقيم المسابقات بيننا والتي تزيد من ثقافتنا العلمية، كما نستغل أوقاتنا في حفظ القرآن الكريم وتعلم تفسير آياته، الحمد لله نعيش في ألفة وتآخ، ونتمنى أن يحفظ أمن بلادنا وأن يعيد علينا رمضان بكل خير وسلام". تكريم أحد أفراد النادي أصم يشارك في احدى الفعاليات التي اقيمت أثناء التكريم جانب من حضور الفعالية ويبدو الشيخ صالح اليوسف ومدير التعليم المديرس بعض الأنشطة الرياضية التي يمارسها الصم في شهر رمضان الاجتماع على مائدة واحدة في احدى المناسبات