تدرس هيئة البحرين للثقافة والآثار مشروع إنشاء مواقف السيارات الذكية في المناطق القديمة بالمحرق، فيما ناقشت مع مسؤولين وممثلين عن المجتمع المحلي للمدينة الجهود المتعلقة بالمشاريع العمرانية التراثية التطويرية فيها. وقالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار أن مشروع المواقف الذكية للسيارات عبارة عن مقترح مقدم من رئيس مجلس بلدي المحرق، مشيرة إلى أنه يقع ضمن اهتمامات الهيئة المعنية مع مختلف الجهات بالحفاظ على هوية المناطق التراثية والقديمة وإيجاد الحلول المناسبة لمختلف الخدمات التي ترفد الأهالي بسبل الراحة وبما يتناغم مع الهوية التراثية للمحرق. وأكدت الشيخة مي على القيمة الثقافية العالية لمدينة المحرق، مشيرة إلى أهمية تنسيق الجهود والسعي لإيجاد تواصل فعلي يزيد من فعالية إنجاز المشاريع العمرانية والحفاظية في المدينة، قائلة: "مدينة المحرق بعراقة بيوتها، والثقافة الأصيلة التي تكتنزها، يجب أن نتمسك بها ونجعل من ذاكرتها سبباً يدفعنا للاعتزاز أكثر بهويتنا الوطنية". وأضافت: "تناول اللقاء مجموعة من المشاريع الحيوية التي تقوم على إنجازها هيئة البحرين للثقافة والآثار، والتي تعمل من خلالها على إنشاء بنية تحتية تحافظ على الخصوصية التاريخية للمدينة، ومن بينها مشاريع الارتقاء بالسوق القديم ومقترحات الارتقاء بمستوى الخدمات في المحرق، كتوفير مواقف إضافية للسيارات وتجميل شوارع ومداخل المدينة بما يضفي روحاً جمالية للمنطقة تتكامل مع التراث العمراني في المدينة ويصنع تجربة مغايرة بالنسبة لزوار المكان". لافتة إلى أن اللقاء تطرق كذلك إلى ضرورة الحفاظ على النسيج العمراني للمدينة من خلال ترميم البيوت التاريخية وحفظها من الاندثار، والتأكيد على أهمية الأخذ باشتراطات ترميم وبناء المباني بما يعزز النسيج العمراني التاريخي في المحرق و يحافظ على كفاءة الخدمات المقدمة في المدينة. من جهته، أكد وفد المحرق على توافق رؤيته مع رؤية هيئة البحرين للثقافة والآثار في الحفاظ على هوية المحرق التاريخية وضرورة تكامل الجهود بين كافة الجهات من أجل الإنجاز الثقافي والتراثي فيها، مشيداً بالمشاريع التي تقوم بها الهيئة في المدينة، مشيرين إلى أهمية خلق وعي بأهمية هذا المكان والحرص على عدم المساس بمكوناته التاريخية والتراثية وفق الاشتراطات والمواصفات المحددة والمتوافق عليها. ورداً على سؤال أوضح محمد آل سنان رئيس مجلس بلدي المحرق أن مواقف السيارات الذكية عبارة عن حاملة سيارات عمودية متحركة تتحمل ما يصل إلى 14 سيارة في مساحة لا تتجاوز المساحة المخصصة لوقوف سيارتين، كما يمكن وضع عدد من هذه المواقف متجاورة لتتحمل عشرات السيارات في مساحة قليلة. وأضاف إن "هذا الاقتراح المطبق في عدد من دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية يشكل حلاً مثالياً لصغر مساحات مواقف السيارات وبكلفة معقولة مع إمكانية فرض رسوم معينة على مستخدمي المواقف الذكية لتغطية النفقات".