يرعى اليوم قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - بمدينة خاتم الأنبياء والرسل - عليه أفضل الصلوات والتسليمات - وفي يوم من أيام شهر رمضان العظيم، جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية؛ لتستمر هذه الجائزة الهامة في تقديم خدماتها الجليلة للاسلام والمسلمين؛ تعزيزا لمسيرة السنة المطهرة وأهميتها في قلوب وعقول ونفوس المسلمين في كل مكان. ولا شك أن اهتمام القيادة الرشيدة بهذه الجائزة العظيمة يشكل منعطفا هاما ورئيسيا في اهتمامها بشؤون المسلمين، والعمل على تأكيد أهمية السيرة النبوية الشريفة في حياة المسلمين منذ بعثة الرسول الكريم وحتى اليوم، فالاحتفاء برعاية هذه الجائزة يدل دلالة واضحة على استمرارية قادة هذا الوطن المعطاء منذ عهد التأسيس وحتى اليوم؛ لخدمة الأهداف النبيلة التي جاء بها الاسلام والسيرة العطرة لخاتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. ورعاية تلك الجائزة الاسلامية الكبرى تدل بوضوح على مواصلة الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله – لخدمة الاسلام والمسلمين، وخدمة كل ما من شأنه إعلاء أهداف السنة النبوية الشريفة وتعزيز مسيرتها المظفرة في قلوب المسلمين داخل المملكة وخارجها في ديار خصها الله بوجود بيته العتيق فيها ووجود مدينة الرسول الأعظم على أراضيها الطيبة. لقد حققت جائزة الأمير نايف للسنة النبوية منذ إنشائها الكثير من الأهداف المرجوة لخدمة الاسلام والمسلمين، وما زالت تؤدي تلك الرسالة التي يتجدد الاحتفاء بها كل عام في مثل هذه الأيام المباركة من أيام شهر رمضان العظيم، فقد ثبت أن هذه الجائزة أدت الى تعزيز وتعميق مكانة الرسول العظيم - عليه الصلاة والسلام - في قلوب المسلمين أجمعين، وتذكرهم دائما بسيرته العطرة ورسالته الاسلامية التي قام بها. إن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذه الجائزة تجدد اهتمامه الكبير بالسيرة النبوية المشرفة وضرورة الاهتمام بها؛ لأنها ترسم النموذج الحي لما يجب أن يضطلع به المسلمون من مبادئ وقيم جاءت بها رسالة الاسلام لخير البشرية ورفاهيتها وسعادتها في الدارين، والاقتداء بخطوات خاتم الأنبياء والرسل المؤدية الى تحقيق نصرة الاسلام والمسلمين وإعلاء مكانتهم بين أمم وشعوب الأرض. وطيبة الطيبة التي تحتفل بزيارة خادم الحرمين الشريفين الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، تحتفل اليوم بتدشين جائزة نايف للسنة النبوية، وما أحوج الأمة الاسلامية في عهدها الراهن للالتفاف حول سيرة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - والاقتداء بها لصناعة حاضرهم الأفضل ومستقبلهم الأمثل، فالتمسك بسيرة المصطفى العظيم منار يضيء دروب المسلمين ويذلل كافة مصاعبهم وأزماتهم. والاحتفاء اليوم بجائزة نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة بمدينة الرسول، يؤكد من جديد اهتمام القيادة الرشيدة بالمضي قدما لخدمة الاسلام والمسلمين، ومن صور تلك الخدمة الاهتمام بسنة المصطفى الكريم - عليه الصلاة والسلام - القائل: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ» وقد ظل قادة المملكة منذ تأسيسها وحتى اليوم أوفياء لهذه السنة والتمسك بها وتعزيز أدوارها. وتذكر هذه الجائزة بالدور الكبير الذي قام به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - يرحمه الله - حيث نذر نفسه ووقته لهذا العمل العظيم المتمحور في خدمة السيرة النبوية واعلاء شأنها تحقيقا لرسالتها السامية في حياة المسلمين أجمعين، وتحقيقا لأهدافها الكبرى لخدمة العقيدة الاسلامية السمحة بكل أهدافها السامية المرسومة لاسعاد البشرية وانتشالها من كافة أزماتها في كل زمان ومكان. لقد حققت هذه الجائزة منذ إنشائها وحتى اليوم أهدافها السامية لخدمة السنة النبوية المشرفة، وتشجيع البحوث العالمية الخاصة بالسنة، بما يمثل في حقيقة الأمر منهاجا راسخا لربط الناشئة والشباب بالسنة النبوية، وتشجيعهم على العناية بها وتحقيق رسالتها الكبرى لخدمة الاسلام والمسلمين، فما أحوج الأمة الاسلامية في وقتها الراهن للعودة الى الهدي النبوي الشريف لرفع قدرهم وإعلاء مكانتهم بين شعوب وأمم العالم قاطبة.