أكثر ما يتردد في هذه الايام حديثنا عن الإرهاب والتطرف والوطنية... فبيننا من لا يعرف الوطنية إلا بتطرف.. ومنا من يتطرف بارهاب.. ومعنا من يتطرف ويرهب لأنه لا يحب الوطن. ذلك هو واقع الحال الذي أشغل القلوب المريضة وملأ الرؤوس الخاوية.. وتمادى به الأشقياء ممن كان الكذب والتدليس وشحن العواطف والتغرير هو ما يمرقون به إلى كل من لا يعلمون بأنهم لا يعلمون شيئا..!! الواقع يقول: ان هناك خللا (ما) نعانيه ونعرفه ولكن تكمن مصيبتنا في اننا نتجاوزه ولا نعترف به!! ذلك الخلل بدأ عندما تم فسح المجال للبعض من انصاف المتعلمين بأن يكون لهم دور في التوجيه والتأثير فكان كل ما يأتي منهم غير مكتمل وفي أحيان كثيرة مشوش وضبابي ومشتت يخلق الاختلاف أكثر مما يأتي بالائتلاف.. ويجعل العداء والحقد بين أطياف المجتمع الواحد بل وحتى بين مكون الطيف الواحد لتبقى الكراهية هي الشغل الشاغل الذي نعيش نتائجه اليوم.. لو عدنا بالذاكرة لسنوات قريبة مضت سنجد أن ما كان يميز مجتمعنا المحافظ هو ذلك الحب الذي لا يعرفه هؤلاء ممن لا يجيدون في حياتهم إلا صناعة خطاب الكراهية.. حتى جعلونا نتصيد الثغرات فيما بيننا ونبحث عن الزلات ونضخم الهفوات فكرهنا أي شي لا يحفزنا على الكره.. وتغافلنا عن كل تلك الأشياء التي ترسم لنا طريقا يؤدي الى الخير والحب والسلام والتعايش.. ألم يحن الوقت لنهز رؤوسنا فتتحرك عقولنا وتبدأ في التفكير وتحليل النتائج التي يسعون اليها وكانت وبالا على واقعنا.. ولأنهم شياطين فلنحصن انفسنا وابناءنا من شرورهم ونتجنب الاستماع اليهم وعدم تصديقهم لأن ما يحرمه علينا ديننا الحنيف وينهانا عنه رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم هو أن لا نتباغض أو يكره بعضنا بعضا او نتقاطع أو يحقد أي منا على غيره وان نكون عباد الله إخوانا.. كل ذلك هو الأولى والاحق بأن يكون نهجا نتبعه ومبتغى نعمل لاجله وغاية نهدف إلى تحقيقها... تجنبوا الحقد والكره والبغضاء بل ابعدوها عنكم وأزيلوها من نفوسكم ولا تسمحوا لعقولكم بأن تفكر فيها أو بها أو لها.. اجعلوا حياتكم خالية منها.. تلك الصفات هي السبب والمسبب لكل ما تعاني منه نفوسنا قبل مجتمعاتنا من البؤس والحزن والشقاء.. استبدلوا كل ذلك بما يسعدنا ويعطي لحياتنا قيمة ويجعل لوجودنا معنى.. الحب.. اجعلوه المسيطر والمحرك.. لأنه إن كان فسنملك القوة والتأثير التي بها يمكن أن نكون... إعلامي