مصر: الفنانة السورية نسرين طافش تستأنف على الحكم بحبسها 3 سنوات.. الأربعاء    إغلاق مؤشرات أسواق الأسهم الأمريكية مرتفعة    انخفاض أسعار النفط في أكبر خسارة أسبوعية في ثلاثة أشهر    الجنيه الإسترليني يرتفع مقابل الدولار الأمريكي وينخفض مقابل اليورو الأوروبي    بيان «الصحة» عكس الشفافية الكبيرة التي تتمتع بها الأجهزة الحكومية في المملكة    "الترفيه" تنظم عروض "سماكداون" و "ملك وملكة الحلبة" في جدة الشهر الجاري    محمية عروق بني معارض.. لوحات طبيعية بألوان الحياة الفطرية    اليوم المُنتظر    «النصر والهلال» النهائي الفاخر..    بأمر الملك.. إلغاء لقب «معالي» عن «الخونة» و«الفاسدين»    «الأونروا»: الصراع في غزة مستمر ك"حرب على النساء"    عقد المؤتمر الصحفي لبطولة "سماش السعودية 2024" في جدة    جريمة مروّعة بصعيد مصر.. والسبب «الشبو»    أمانة الطائف تنفذ 136 مبادرة اجتماعية بمشاركة 4951 متطوعًا ومتطوعة    أبها يتغلب على الاتحاد بثلاثية في دوري روشن وينعش آماله في البقاء    المملكة وأذربيجان.. تعاون مشترك لاستدامة أسواق البترول ومعالجة التغير المناخي    رئيس مجلس القيادة الرئاسي يوجه بسرعة العمل على فتح الطرقات وتقديم المساعدة    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام أبها    إدانة المنشأة الغذائية عن حادثة التسمم الغذائي وإغلاق فروعها بالرياض والخرج    ميتروفيتش: لم نحسم لقب الدوري حتى الآن    نمو الغطاء النباتي 8.5% بمحمية "الإمام تركي"    توسيع نطاق الاستثناء الخاص بالتصرف العقاري    مدير «الصحة العالمية»: الهجوم الإسرائيلي على رفح قد يؤدي إلى «حمام دم»    "درع الوقاية 4".. مناورات سعودية – أمريكية بالظهران    غداً.. منع دخول المقيمين لمكة دون تصريح    تركي الفيصل يرعى حفل جائزة عبد الله بن إدريس الثقافية    31 مايو نهاية المهلة المجانية لترقيم الإبل    موعد مباراة الهلال القادمة بعد الفوز على التعاون    «الدفاع المدني» محذراً: التزموا البقاء في أماكن آمنة وابتعدوا عن تجمُّعات السيول    الشرطة تفرق اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين في معهد الدراسات السياسية بباريس    الفوزان: : الحوار الزوجي يعزز التواصل الإيجابي والتقارب الأسري    جامعة الإمام عبدالرحمن تستضيف المؤتمر الوطني لكليات الحاسب بالجامعات السعودية.. الأربعاء    رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء    الجمعية السعودية للإعاقة السمعية تنظم "أسبوع الأصم العربي"    الصحة العالمية: الربو يتسبب في وفاة 455 ألف إنسان    سحب لقب "معالي" من "الخونة" و"الفاسدين"    إشعار المراسم الملكية بحالات سحب الأوسمة    تحويل حليب الإبل إلى لبن وإنتاج زبد يستوقف زوار مهرجان الألبان والأغذية بالخرج    "تقويم التعليم"تعتمد 45 مؤسسة وبرنامجًا أكاديمياً    "الفقه الإسلامي" يُثمّن بيان كبار العلماء بشأن "الحج"    المملكة: صعدنا هموم الدول الإسلامية للأمم المتحدة    وزير الدفاع يفتتح مرافق كلية الملك فيصل الجوية    " عرب نيوز" تحصد 3 جوائز للتميز    وزير الطاقة: 14 مليار دولار حجم الاستثمارات بين السعودية وأوزبكستان    وفيات وجلطات وتلف أدمغة.. لعنة لقاح «أسترازينيكا» تهزّ العالم !    انطلاق ميدياثون الحج والعمرة بمكتبة الملك فهد الوطنية    الخريجي يشارك في الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للدورة 15 لمؤتمر القمة الإسلامي    136 محطة تسجل هطول الأمطار في 11 منطقة بالمملكة    قصة القضاء والقدر    كيفية «حلب» الحبيب !    من المريض إلى المراجع    أمير جازان يطلق إشارة صيد سمك الحريد بجزيرة فرسان    بيان صادر عن هيئة كبار العلماء بشأن عدم جواز الذهاب للحج دون تصريح    نائب أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ    مباحثات سعودية فرنسية لتوطين التقنيات الدفاعية    ما أصبر هؤلاء    هكذا تكون التربية    اطلع على المهام الأمنية والإنسانية.. نائب أمير مكة المكرمة يزور مركز العمليات الموحد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسي يمني: الموقف السعودي تاريخي و«عاصفة الحزم» بدّدت أوهام الانقلابيين
قال ل « اليوم » : إنه إذا لم يخرج المعزول «طواعيةً».. فلن يُغادر البلاد حيّاً
نشر في اليوم يوم 08 - 05 - 2015

قال السياسي اليمني وعضو مؤتمر الحوار الوطني، الدكتور حمزة الكمالي: إن عاصفة الحزم التي قادتها المملكة، مثلت نقطة تحول في تاريخ اليمن والمنطقة العربية، وأكد أن التحرك العربي الذي قادته المملكة في إطار "عاصفة الحزم"، بدّد أوهام العصابة الحوثية والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأربك الانقلابيين وخلق واقعاً جديداً لا يمكن تجاهله. وأوضح الكمالي، أن موقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شجاع ومشرّف، معتبراً أن المملكة خاطرت بمصيرها وتحملت من أجل اليمن، وتقدمت بجهدها لتدحر هذه العصابة، كان بإمكان المملكة أن تستثمر أوراق اللعبة، وتدع اليمنيين يتقاتلون 100 عام، لكن المملكة أكدت للعالم وللإقليم بأنها لن تقبل أن يموت اليمن وهي تتفرّج. والأهم من ذلك، أنها حمت نفسها بحماية اليمن.
وبينما أشار إلى ما اعتبره "تواطؤاً أمريكيا" أكد أيضاً أن إيران مثلما تذرعت بسياسة مكافحة التطرف والإرهاب في العراق لبسط نفوذها هناك، ها هي تعيد اللعبة القذرة في اليمن لتقيم بيئة حاضنة للتوسع الحوثي، وبذات الوقت تسهل بيئة حاضة أخرى لنمو الجماعات الإرهابية المتطرفة.
وأضاف، أن "الحوثيين"جماعة مجنونة، ضمن المنظومة الفارسية، تأخذ أوامرها من إيران.. لو كانوا يملكون قراراً منعزلاً عن إيران، لاختلف الأمر.
ووصف عبد الملك الحوثي بأنه رجل مسلوب الإرادة لطهران، حتى خطابه الإعلامي يأتي من طهران.! واعتبر الكمالي أن الرئيس المعزول صالح، رجل مهووس بالسلطة ومجنون بها، وعضّ الأيدي التي أكرمته، وذكّر كيف استقبلته المملكة وعالجته بعد إصابته الخطيرة في حادث تفجير جامع النهدين في صنعاء، مشيراً أيضاً إلى أن الجيش في اليمن هو المشكلة، داعياً لإعادة هيكلته بإشراف عربي ليكون وطنياً ولا ينتمي لأشخاص.
(اليوم) التقت د. حمزة الكمالي، وكان هذا الحوار:
موقف مشرف
 في البداية.. كيف ترى الموقف السعودي من الأزمة اليمنية؟
موقف السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، موقف شجاع ومشرّف، كان بإمكان المملكة أن تترك الأمر ليطول أمد الصراع، وبالتالي تطول الأزمة، المملكة خاطرت بمصيرها وتحملت من أجل اليمن. وتقدمت بجسدها لتدحر هذه العصابة، كان بإمكان المملكة أن تستثمر أوراق اللعبة، وتدعنا نتقاتل 100 عام، لكن المملكة أكدت للعالم وللإقليم بأنها لن تقبل أن يموت اليمن وهي تتفرّج. والأهم من ذلك، أنها حمت نفسها بحماية اليمن. وأقولها صريحة، كان ممكناً للسعودية أن تكتفي بتأمين حدودها، ولن يستطيع أي حوثي التسلل أو التهديد، وتدع اليمنيين يتحاربون، لكنها آثرت التدخل من أجل الشعب اليمني، لأن أمن اليمن من أمن المملكة،
انهيار وتآمر
 كيف وصل اليمن إلى ما وصل إليه، من انهيار الدولة، وتآمر السلطة السابقة برئاسة علي عبد الله صالح؟
لم تبدأ مشكلة اليمن مما حدث قريباً، لكن المشكلة بدأت منذ صعود علي عبد الله صالح للحكم، هذا الرجل الذي استلم البلاد وبنى جيشاً على أساس مناطقي، عشائري مكّنه من ­­السيطرة على البلد ومؤسساته ل33 عاماً، على الجانب الآخر، كان هناك ما سُمي بالوحدة بين الشمال والجنوب عام 1990، ومن ثم حرب الانفصال عام 1994 التي جُرح فيها الجنوب كثيراً بسبب قيام صالح وجماعته من حزب الإصلاح، بتحويلها لحرب اجتياح بدل حرب استعادة دولة.
بالمقابل نشأ ما يُعرف ب"الحراك الجنوبي" عام 2007، للمطالبة بمطالب حقوقية، ثم تحول لحراك سياسي للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية، التي تم نهبها في 1994، بعد ذلك وفي 2011 انطلقت الثورة الشعبية، للإطاحة بنظام حكم صالح، لتأتي المبادرة الخليجية في اليمن، لتكون مخرجاً واتفاقية لنقل السلطة، نتج عنها حوار بين جميع الفرقاء السياسيين، في مارس 2013، خرج بمخرجات مقبولة من الجميع، لكن للأسف اضطر صالح ومعه الحوثيون للانقلاب على كل ذلك من أجل العودة للسلطة. وتم هذا عبر دعم الحوثيين المسلح طيلة الفترة الماضية. ونحن نعلم أن حرباً استمرت ثماني سنوات بين الدولة زمن صالح والحوثيين، منذ 2003 وحتى 2010، وهي حرب عبثية.
حرب عبثية
 ماذا تقصد بكلمة "عبثية"؟
لأنها حرب استهلكت ميزانية الدولة، أراد بها صالح تصفية خصومه السياسيين داخل الجيش وتسليح الحوثيين بطريقة غير مباشرة، ثم أتى الحوثيون وتوسعوا عبر محاولتهم دخول مدينة دمّاج، ومن ثم عمران، بمساعدة صالح، ودخلوا صنعاء، أعقبه الدخول الكبير في سبتمبر 2014 ومن ثم الانطلاق للسيطرة على محافظات أخرى، لاحتجاز المشهد السياسي بشكل كامل تجريف الحياة، ولم يكن هذا التحرك بمساعدة صالح فقط، ولكن بمساعدة إيرانية واضحة على المستويات الاستخبارية والعسكرية والمادية المباشرة عبر سفن الأسلحة التي ضبطت في خليج عدن وفي ميناء الحديدة تحت مسمى "جيهان" و"شاهين" وغيرهما.. إذاً نحن نتحدث عن مشروع فارسي خطير بالمنطقة عبر لاعبين جدد مثل صالح والحوثيين للأسف الشديد.
منظومة فارسية
 برأيك.. كيف صعد الحوثيون كجماعة، إلى قمة المشهد السياسي اليمني؟ هل هم ضمن المنظومة الفارسية الإيرانية أم هم نتاج طبيعي لمرحلة عدم الاستقرار باليمن؟
إذا تحدثنا عن الحوثيين، فإننا يمكن أن نفهم أنهم كأشخاص يحاولون تمثيل الطائفة الزيدية في اليمن، ونحن نعلم أن الزيدية هي أقرب المذاهب لأهل السنة والجماعة، مما تكون إلى الشيعة، لكن دخول إيران على الخط والمد الإثنى عشري، وأنا لا أتحدث عن مد ديني بقدر ما أتحدث عن مذهب سياسي، يسعى للسيطرة على السلطة، وحكم اليمن بالقوّة. هذا هو الانحراف الرئيس، حيث وضع الحوثيون الوثيقة الفكرية التي طرحوها في الإعلام علناً بشكل مباشر، وتتحدث عن أن الحكم ينبغي أن يكون في "البطنين".. أي الحسن والحسين، وهذا يعني أن المد الإثنى عشري تحرك بشكل مباشر لتحفيز الحوثيين للسيطرة على السلطة بوعاء ديني وكل مفاصل الدولة اليمنية. وبصراحة لم يكن هذا التحرك ليؤتي ثماره لولا الدعم غير المحدود من قبل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
..وتواطؤ أمريكي
 كيف؟
تلاحظ أن الحوثيين ظلوا أكثر من عام ونصف يحاولون السيطرة على مساحة قدرها 5 كيلومترات في منطقة دماج شمال صعدة، ثم سيطروا على العاصمة صنعاء في أقل من ثلاثة أيام.. هذا يعطينا مثالاً بسيطاً جداً، الأهم من ذلك، وجود تواطؤ أمريكي واضح مع الحوثيين، وأقصد هنا أن السفارة الأمريكية في صنعاء، والتي تعتبر أهم سفارة في العالم داخل اليمن، ظلت الوحيدة التي لم تغلق أبوابها عقب سقوط صنعاء، وظلت مفتوحة مع وجود الحوثيين بالعاصمة.! وأيضاً كانت هناك طائرات أمريكية دون طيار تحارب جنباً إلى جنب مع ميليشيات الحوثي في البيضاء.. بزعم محاربة تنظيم القاعدة هناك.!
أكاذيب حوثية
 ولكن اسمح لي بالقول، إن الحوثيين يقولون، إن لهم قاعدة شعبية..؟
(يضحك).. هم يروجون لهذه الأكاذيب، ومع ذلك، لاحظ أنه حتى محاولة استمالة الحوثيين للناس، كانت بأعذار كُشفت لاحقاً، لأنهم استغلوا الأوجاع الاجتماعية، مثلاً تحدثوا عن رفضهم رفع أسعار المشتقات النفطية، وهيّجوا الشارع، واحتشدوا في صنعاء وحاصروها عبر مخيمات وفرها أتباع الرئيس المخلوع، أي أن التحرك كان مدروساً بشكل كامل.
الحوثيون يتذرعون بمحاربة الدواعش والتكفيريين، رغم أننا لم نَرَ أية زيادة لعمليات تنظيم القاعدة مثلما رأيناها مع وجود الحوثيين في السلطة.
دور إيراني
 ..وماذا عن الدور الإيراني؟
للأسف أقول، إن إيران مثلما تذرعت بسياسة مكافحة التطرف والإرهاب في العراق لبسط نفوذها هناك، ها هي تعيد اللعبة القذرة في اليمن لتقيم بيئة حاضنة للتوسع الحوثي، وبذات الوقت تسهل بيئة حاضة أخرى لنمو الجماعات الإرهابية المتطرفة لأنها بنقيضها الديني أكبر محفز لنمو التطرف، وهذا ما استخدمه الحوثيون ضمن عدة ذرائع واهية لصناعة التوسع القبيح الذي رأيناه على أرض الواقع، حتى إنه عندما يتحدث الحوثيون عن شعارات وطنية، لم يعد يصدقهم أحد باستثناء أتباعهم.
شرعنة الانقلاب
 سمعتك تقول ذات مرة، إن الحوثيين دخلوا صنعاء برعاية أممية.. اشرح لنا ذلك؟
بالفعل.. وهذا معروف ولدينا شواهد على ذلك، الحوثيون دخلوا صنعاء تحت سمع وبصر المبعوث الأممي السابق، جمال بن عمر، حيث اقتحموا الوزارات، وحاصروا الوزراء، ووضعوا الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية، وبدا بن عمر وكأنه يعطي شرعية سياسية لهذا الانقلاب. حيث اتجه الحوثيون للتوسع باتجاه تعز وذمار وعدة محافظات أخرى، وهنا كان كل شيء يتجه نحو هدف واحد، لاستكمال الانقلاب وعودة علي عبد الله صالح مع الحوثيين كطرفين يستوليان على السلطة.
تواطؤ ابن عمر
 هل تقصد بذلك أن مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر تواطأ مع الانقلابيين؟
بالطبع نعم.. وأجزم بذلك، لأنه حتى آخر لحظة، مثلاً قبل أربعة أيام من لقائنا هذا، كان يقول، إنه "على وشك اتفاق سياسي".. الرجل يتحدث عن اتفاق سياسي فيما الانقلابيون يتوسعون للسيطرة ويضربون ويقصفون ولا يسمعون أي نداء، كان يتحدث عن مجرد لقاءاته مع الحوثيين وأتباع صالح، فيما الإصلاح يرفض، الناصريون والاشتراكيون كذلك وغيرهم.. عن أي اتفاق سياسي وشيك كان يتحدث؟ هذا كافٍ للريبة فيما يعلنه بن عمر، للأسف إنه تواطؤ أممي عبر هذا المندوب الذي رأيناه جميعا في كل تحركاته.
هوس "صالح"
 دعني أعد لعلي عبد الله صالح.. ما حقيقة الدور الذي يلعبه في اليمن؟ وكيف انقلب على حلفائه في دول الخليج وأولهم السعودية؟
هذا الرجل مهووس بالسلطة ومجنون بها، لك أن تتخيل كيف عض الأيدي التي أكرمته، ولعلك تذكر كيف استقبلته المملكة وعالجته بعد إصابته الخطيرة في حادث تفجير جامع النهدين في صنعاء، حتى إن الأشقاء السعوديين، أحضروا أمهر الجراحين في العالم لترقيع وجهه، ووقفوا معه، لأنهم يؤمنون كثيراً بأهمية رمز الدولة، ولكن بعد توقيع الاتفاقية الخليجية، شعر صالح بأنه فقد السلطة، وأن مشروعه في توريث الحكم لابنه، قد ضاع، لينقلب صالح، من رجل يعمل مع الخليج، إلى رجل يعمل ضده، وارتمى في أحضان المشروع الإيراني الفارسي ويصبح رجل إيران الأول في المنطقة.. حتى عبد الملك الحوثي، ليس بمثل هذه القوة، وأقولها بصراحة، الحوثي لم يكن يحلم بأن يصل لما وصل إليه، بدون عبد الله صالح.
هذا التحول الدراماتيكي من صعدة، وصولاً إلى حدود عدن وتعز، لا يأتي إلا بقوات عسكرية نظامية، وهنا أتحدث عن قادة الجيش الذين صُرفت عليهم الأموال، واشتريت ولاءاتهم عبر صالح وإيران، فكانوا العمود الرئيس لتحرك الحوثيين العسكري على الأرض.
بيد إيران
 السؤال الآن.. كيف ترى سقوط عاصمة عربية بمثل هذه السهولة، بيد بعض أبنائها إذا جاز التعبير؟
أختلف معك.. اليمن لم تسقط بيد الحوثيين.. اليمن سقط بيد إيران. وأقول لك كيف؟ جماعة كل أوامرها تأتي من إيران.. لو كان الحوثي يمتلك قراراً منعزلاً عن إيران، لكان الأمر مختلفاً. إنه رجل مسلوب الإرادة لطهران، هل تتخيل أنه حتى على مستوى الخطاب الإعلامي للحوثي، فإنه يأتي من إيران.! أرجو أن تفهم أنني لا أتحدث عن "عميل" بل عن نموذج إيراني واضح، من أكثر دولة تتحدث الآن عن ضرورة إعادة المياه للحل السياسي؟ إنها إيران.. ليس حباً في حل سياسي، ولكن لحماية أتباعها من السقوط الذريع. خاصة وأن علاقة الحوثيين بإيران ليست عادية، لم تقتصر على الدعم العسكري، أو المادي.. لا لا.. حتى الموقف السياسي للحوثي تتم إدارته من إيران.
ومع ذلك، أنا لا أنزع المواطنة عن الحوثيين.. هم يمنيون بالأخير، وهذا مقرون بنزع سلاحهم، وانسحابهم من المدن وتخليهم عن العنف والاستقواء، هنا يمكنني قبول الحوار السياسي.. مشكلتنا مع الحوثيين ليست في انتمائهم السياسي أو الديني، لكن المشكلة أنهم حملوا السلاح وانقلبوا على العملية السياسية، وأنهم يتبعون إيران.. إذا كان لدى الحوثيين قرار سياسي مستقل، وسلموا الأسلحة فلن تكون هناك مشكلة.
ودعني أقل، إن المشكلة الحقيقية بالحوار، هي مع علي عبد الله صالح، لأنه سبب الأزمة، وإزاحته عن المشهد كفيلة بحل كل التناقضات.
لن يخرج حيّاً
 برأيك.. كيف يُزاح صالح من المشهد اليمني؟
أمام صالح فرصة تاريخية لن تتكرر، للتسليم التام والانسحاب النهائي في هذا التوقيت بالذات.. هو قدم مبادرة، ولكنه لم يُقدم أية بادرة لحسن نيّة فعلياً على الأرض تجعلنا نصدقه. هو يقدم مبادرات للإعلام، دون أن يقدم حلولاً على الأرض، وأقولها لك بصريح العبارة: هذا الرجل، إذا لم يخرج من المشهد طواعية وبشكل سلمي، فإنه لن يغادر المشهد حيّاً، وسيغادره مذموماً مدحوراً.
للأسف، صالح رفض الخروج المشرف، وكان قد أتيح له الخروج بشرف، وفق الاتفاقية الخليجية في 2011، ولكنه انقلب عليها، ويأبى الآن إلا أن يخرج بطريقة سيئة ومهينة، بإصراره على لخبطة الأوراق والتلاعب بالعملية السياسية، لذا فإنه المخرّب الأساسي في الوضع اليمني والعقل المدبر للانقلاب.
عاصفة الحزم
 كسياسي يمني.. كيف ترى عاصفة الحزم؟
،أستطيع أن أقول بصراحة، إن التحرك العربي الذي قادته المملكة في إطار "عاصفة الحزم"، بدّد أوهام هذه العصابة الحوثية، وأربك الانقلابيين ولخبط جميع أوراقهم، واستطاعت "العاصفة" أن تخلق الواقع الجديد، الذي رأينا فيه مقاومة شعبية على الأرض، وتحركاً عسكرياً يواجه الانقلابيين، بعد أن كانت تسلم وحدات عسكرية بأكملها للحوثيين دون مقاومة.
أهداف عاصفة الحزم كانت واضحة، وعلى رأسها حماية الأمن القومي الخليجي والعربي، والعاصفة استطاعت تدمير الصواريخ الباليستية التي سيطرت عليها عصابة الحوثي وميليشيات صالح، وحدت من خطورتها على الوطن والشعب والإقليم، كما أخرجت قوة الطيران من معادلة الصراع.
رسالة للعالم
 هل تعتقد أن حرب التحالف مثل نقطة تحول في إدارة الصراع في اليمن؟
برأيي، فإن عاصفة الحزم رسالة من العرب للعالم، أننا نستطيع أن نحمي أمننا القومي، وأنه بمقدورنا تأمين أنفسنا بالشكل الذي نراه في مصلحتنا، ولم نعد نقبل أن نبقى عالةً على أحد.. أما فيما يتعلق بالداخل اليمني، فإن عاصفة الحزم أيضاً، تشمل خطة سياسية واقتصادية وإغاثية تبنتها عملية "إعادة الأمل" كما تشمل أيضاً انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي، وكل هذه "الحزمة" ستعمل على إصلاح الدولة وتأهيلها وانتشالها وإعادتها للمسار الصحيح.. والأهم الآن هو البناء الحقيقي للدولة، وبهذا السياق، أعتقد أن دول الخليج بقيادة السعودية، مؤمنة بأن دولة ناجحة في اليمن ستحقق استقراراً بالمنطقة، وأنه إذا أصبحت اليمن دولة فاشلة، فهذا يعني أنها ستكون مصدرة للإرهاب، وللتطرف الشيعي، وأيضاً مصدرة للمشاكل والأزمات، وهذا ما يجب وقفه بأي حال من الأحوال.
3 سيناريوهات
 بعد الإعلان الرسمي عن وقف "عاصفة الحزم".. كيف هو المشهد اليمني الآن؟
للأسف، لا يوجد أي أفق سياسي، باستثناء المؤتمر المزمع عقده بالرياض، 17 من الشهر الجاري للقوى الوطنية اليمنية، والذي سيحضره منشقون عن تيار صالح، لدعم الشرعية ومناقشته مستقبل البلاد.
وأعتقد أن هناك ثلاثة سيناريوهات، أولها أن يستمر الحوثي وصالح في تعنتهما، فتستمر العمليات العسكرية والمقاومة الشعبية في دحرهم وهزيمتهم، ومن ثم نتحدث عن حوار "المنتصر" مع من هم "معتدلون" من الطرف الآخر.. الثاني فهو تدخل إيراني صريح وهو مستبعد بالمناسبة لأن الولايات المتحدة ستتدخل هي الأخرى حرصاً على مصالحها مع دول الخليج، وأن أمريكا مهما كانت قريبة من إيران، خاصة بعد توقيع الاتفاق النووي، فإنها لن تضحي بمصالحها الخليجية.. والمخاوف هنا من أن تتحول اليمن لساحة مواجهة دولية لتصفية الصراعات.
أما السيناريو الثالث، وهو الأهم وأتمنّاه شخصياً، فيتلخص في أن يُحكّم الحوثيون وصالح عقولهم، ويُسلموا ويستسلموا لحقن دماء اليمنيين.. لكن للأسف، فإن كل ما يجري على الأرض، يؤكد أنهم مصرّون على انقلابهم، للسيطرة على السلطة، ولا يكترثون بكل الأرواح التي تُزهق والخسائر التي تلحق بالبلاد.
غير كافية
 هل تعتقد أن الضربات الجوية كافية لتأمين اليمن؟
لا توجد معركة تحسم من الجو، المعركة تحسم على الأرض، وأعتقد أن تشكيل قيادة مركزية على الأرض، للتنسيق، مطلب ضروري، سيكون نقطة تحول مهمة، وسنرى تقدماً كبيراً على الأرض وأتوقع تشكيلها خلال الأيام القليلة المقبلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.