تتقدم القوات المسلحة السعودية جيوش 18 دولة عربية وأجنبية، من بينها قوات الناتو، المشاركين في تدريبات «الأسد المتأهب 2015»، في نسختها الخامسة، وسط تركيز على عمليات مكافحة الإرهاب. وانطلقت التدريبات، أمس الثلاثاء، في الأردن، بمشاركة 10 آلاف عسكري، من مختلف الأسلحة البرية والبحرية والجوية، في تظاهرة عسكرية تشمل، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، كلاً من الأردن، والكويت، والبحرين، وقطر، ومصر، والإمارات، ولبنان، والعراق، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وباكستان، وأمريكا، وكندا، وبلجيكا، وبولندا، وأستراليا، بالإضافة إلى الناتو. وبين مدير العقيدة والتدريب المشترك في الجيش الأردني العميد فهد الضامن، خلال مؤتمر صحفي أعلن فيه بدء التدريبات، أن «النسخة الخامسة من تدريبات الأسد المتأهب تأتي متزامنة مع ما تمر به المنطقة والعالم من صعود التيارات المتطرفة، البعيدة كل البعد عن القيم الإنسانية، التي تقترف الجرائم البشعة بحق المؤمنين من جميع الأديان، مما يستلزم التنسيق المشترك، وتبادل الخبرات لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه». وقال الضامن، في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الثلاثاء، إن «النسخة الخامسة من الأسد المتأهب، الذي انطلقت أولى نسخه عام 2011، تعتبر ملتقى للقادة العسكريين على كافة المستويات الاستراتيجية والعملياتية والتعبوية». وحول أهداف التدريبات، أشار العميد الضامن أنها «تهدف إلى مكافحة الإرهاب، وعمليات أمن الحدود، وعمليات الإخلاء، والعمليات الإنسانية، وإدارة الأزمات، وعمليات المعلومات والشؤون العامة، والعمليات النفسية، والاتصالات الاستراتيجية، والتخطيط للعمليات المستقبلية، وعمليات البحث والإنقاذ، والعمليات المدنية والعسكرية، وحماية المنشآت الحيوية، وعمليات مكافحة الإرهاب الإلكتروني». وانطلقت النسخة الأولى من تمرين الأسد المتأهب في يونيو/حزيران 2011، بعد أربعة أشهر من اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، وهو ما اعتبرته دمشق آنذاك استهدافا ضدها عبر عمليات عسكرية دولية. بينما تنطلق النسخة الخامسة من «الأسد المتأهب» تزامنا مع تحرك تحالف دولي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ضد النفوذ الإيراني في المنطقة، وتصديه في المرحلة الأولى لمحاولات الحوثيين الاستيلاء على اليمن، فيما لا تزال العمليات العسكرية جارية على قدم وساق لتطهير اليمن من المتمردين. ومن جهته، قال مدير التمرين والتدريب في القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ريك ماتسون، الناطق الإعلامي باسم القوات الأمريكية المشاركة في «الأسد المتأهب»، إن «النسخة الخامسة من التدريبات تكتسب أهمية خاصة للولايات المتحدةالأمريكية والشركاء العسكريين، وتهدف لتسهيل الاستجابة للتهديدات التقليدية وغير التقليدية، تتضمن المهام المنوي التدرب عليها أمن الحدود والقيادة والسيطرة ومكافحة القرصنة الإلكترونية، وإدارة ساحة المعركة». وأشار ماتسون أن «التمرين سيشهد مشاركة فيلق الرد السريع في حلف الناتو، وحلفائهم من الدول ال 18 المشاركة، بينما تتنوع القوات بين برية وجوية وبحرية، إذ تتكون القوات البرية من خليط من قوات العمليات الخاصة وقوات المشاة البحرية التابعة لوحدة مشاة البحرية الاستكشافية 26 (أمريكية)، من خلال عدة مناطق تدريبية في الأردن، وستستخدم هذه القوات الدروع والمدفعية والهندسة والمشاة الآلية لتعزيز المواءمة العملياتية بين الأنظمة المتشابهة». وعلى صعيد العمليات الجوية، قال ماتسون إن «القوات الأرضية ستدعم من قبل الطائرات العمودية والمجنحة، التي ستستخدم في عمليات الإسناد الجوي القريب، بالإضافة إلى أغراض النقل والتنقل». وتشارك السعودية ضمن تحالف دولي، تشكل في أغسطس/آب 2014، ويضم 60 دولة، ويشن منذ سبتمبر/أيلول الماضي غارات جوية تستهدف تنظيم «داعش» في العراق وسوريا. وأفاد مصدر عسكري، ل«اليوم»، أن «التدريبات ستتضمن اختبارات على أسلحة جديدة، من بينها مشاركة قاذفة أمريكية في إسقاط قذائف على أهداف محددة بميادين القتال». ونفى المصدر أن تكون تدريبات «الأسد المتأهب» تستهدف أطرافاً في المنطقة، مشددا «لا علاقة لها بالأحداث التي يشهدها الإقليم». وتستمر تدريبات «الأسد المتأهب 2015» نحو أسبوعين، وتنتهي في 19 مايو/أيار الحالي، وتجري في ميادين التدريب التابعة للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي وعدد من مدارس ومراكز تدريب صنوف الأسلحة البرية والجوية والبحرية، فيما تشهد لأول مرة مشاركة واسعة من الوزارات والأجهزة الأمنية والمنظمات الحكومية وغير الحكومية المعنية بإدارة الأزمات.