ناقشت ورشة عمل بعنوان "الإعلام الصحي"، نظمتها جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، الحضور الصحي الموثوق في مختلف وسائل الإعلام، ورسم خارطة لتطوير العلاقة بين المؤسسات الصحية والإعلام. وألقى المشاركون أوراقهم على مدى 6 ساعات، أثاروا فيها إشكالات عدة يواجهها الإعلام الصحي في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية. واستعرض أستاذ الطب بجامعة الملك سعود المشرف على كرسي السمنة الدكتور عائض بن ربيعان القحطاني - خلال ورقته - ما تحتاجه المؤسسات الصحية من وسائل الإعلام، وأبدى عدم رضاه عن اهتمامات الكثير من المراكز الصحية والمستشفيات التي لا تعطي للإعلام دوراً لائقاً في دورها الانمائي كجهة تهم المواطن في المقام الأول، بينما يلاحظ اهتمام هذه الجهات بالأخبار التسويقية والتي لا تحمل أي مضمون توعوي، كما عاتب القحطاني الجهات الإعلامية صحافية كانت أو مرئية على عدم توافر الصحافي المتخصص في الشأن الصحي، والذي نادى بأهمية توفيره من سنوات، إلا أن هذا يصطدم بعقبات أولها خوف الجهات الصحية ورهبتها من الإعلام، وإخفاق الجهات الإعلامية في تقريب الأهداف المطلوبة بينها وبين الجهة الصحية. وأوضح القحطاني أن المعلومات الصحية التي تصل للناس عبر التليفزيون تصل لنسبة 40 %، و30 % عبر الصحف، و20 % عبر المجلات وأخيراً 10 % من الراديو، كما أكد القحطاني أنه ورغم المستوى المنشور للمعلومات الصحية المخجل، تأتي 90 % منها مغلوطة وغير دقيقة، وبعض تلك المعلومات يجب عدم نشرها بتاتاً. وبيّن القحطاني أن 20 % من الأطباء يعرفون لأول مرة المعلومة الجديدة الطبية عبر برامج التواصل الاجتماعي، لا المؤسسات الصحية؛ وذلك لضعف الحس الإعلامي التوعوي داخل المؤسسة الصحية. وأوضح المشرف العام على الإدارة العامة للعلاقات الجامعية والإعلام بجامعة العلوم الصحية، الدكتور إبراهيم البعيّز، علاقة الإعلام بالمؤسسات الصحية، مطالبا أن تتضافر الجهود لصناعة بيئة صحية متواصلة مع المجتمع، ليس فقط بالجانب السريري، إنما بالجوانب التوعوية التي تؤسسها وتقوم عليها عبر وسائل الإعلام، كما تطرق البعيّز إلى عناصر الاتصال الإعلامية، موضحاً أن افتقار الصحفي لأي عنصر يعني حدوث الفشل في إيصال الرسالة التي تريد المؤسسة الصحية إيصالها للإعلام والعكس صحيح. فيما ألقى وكيل وزارة الإعلام لشؤون الإذاعة سابقاً إبراهيم الصقعوب كلمة بيّن فيها أن الصورة خدمت الإعلام الجديد، مؤكداً أن تأثيرها أقوى من تأثير النص الصحفي، وهي مطلوبة خصوصا في الإعلام الصحي بكثرة، إلا أن هذا الأمر لا تهتم به المؤسسة الصحية إلا في فعالياتها الداخلية بين منسوبيها فقط، دون الاهتمام بنشر ثقافة الوعي الصحي إعلاميا ليستفيد أكبر قدر من شرائح المجتمع منها. مؤكدا أن المؤسسة الصحية لو عملت على ذلك ولو في وسائل التواصل الإعلامي فقط لقامت بمسئوليتها الاجتماعية بشكل جيد؛ نظراً لأن وسائل التواصل الاجتماعي تقدم خلاصة الخلاصة وهذا ما يريده الجمهور العام. وبين المدير التنفيذي لإدارة التوعية والإعلام بالهيئة العامة للغذاء والدواء عبدالرحمن السلطان أن المهمة الإعلامية في المرحلة القادمة يجب أن تأخذ في الاعتبار الحاجة الماسة لتوعية الجمهور، فهناك تلاعب كبير في صحة المعلومات، خصوصاً في جانب الطب الشعبي، حيث أثبتت التحاليل المخبرية احتواء هذه الوصفات على أدوية مسحوقة ومضافة بشكل عشوائي وغير علمي، بل وتتسبب في أضرار فادحة للمستهلك على المدى البعيد. من جانبه، بين الدكتور فهد الطياش أهمية تحفيز المؤسسات الإعلامية على الدفع بمختصين في مجال الإعلام الصحي، عبر تخصيص جوائز ومسابقات خليجية تعزز رغبة الإعلاميين في التنافس لما فيه فائدة الجمهور والمجتمع بشكل عام. كما أشار الدكتور عبدالرحمن الصغير، المشرف على موسوعة الملك عبدالله العربية للمحتوى الصحي، إلى أهمية الاستفادة من إمكانات الموسوعة ومعلوماتها الموثّقة والمعتمدة، داعياً كذلك إلى ضرورة التنبه لانعدام الموثوقية في كثير من المواقع التي تروج لمعلومات صحية بعيدة كل البعد عن المصداقية والاعتمادية السليمة.