تنشط حلبة البحرين الدولية في تقديم فعاليات ترفيهية عالمية، ومع سباق الجائزة الكبرى الذي يقام حالياً، فهذه الأنشطة والفعاليات تتوسع وتزداد، ولكن يبدو أن هذه الفعاليات ينقصها الدعاية القوية التي تليق بحدث كبير كهذا، لذا فإن السائح الخليجي الذي يجب أن يكون أكثر ما يركز عليه في الأنشطة السياحية والترفيهية في أي دولة بسبب سلوكه الاستهلاكي «الكريم»، هو أقل الحاضرين. نحن بحق نحتاج للتعاون في هذا المجال ليتسنى لنا تنشيط فعاليات تصرف عليها الملايين لإنجاحها، ولكن لا يستفيد منها السوق المحلي كثيراً. كنت قد كتبت في مقال من جزأين بعنوان «نحو سياحة خليجية ناجحة» قبل فترة وتحدثت عن العمل السياحي الخليجي المشترك على أثر اجتماع وزراء السياحة الخليجيين في الربع الأخير من العام 2014، وعن معدلات الإنفاق الخليجي من أفراد وحكومات على السياحة، وفي المقال الثاني تناولت فيه حقائق عالمية عن السياحة وأن الدول الخليجية اليوم، أصبحت محطة جذب ليس للسائح الخليجي بل للعربي على أثر ما يحدث من أزمات أمنية بمنطقة الشرق الأوسط. لا أحد ينكر اليوم، أن الدول الخليجية باتت غنية بالمشاريع السياحية، وإن كان بعضها يعتمد على جلب العروض الخارجية بدل استغلال الموارد المحلية، ففي بلداننا الخليجية هناك فعاليات دولية وأخرى كبيرة، وكذلك مهرجانات ضخمة، يصرف عليها أموال طائلة لإنجاحها، ولكن غالبيتها يستعان بعروض عالمية ودولية وأجنبية وعربية. فبعد أن كان يسود مفهوم خاطئ عن السياحة مفاده أن المهرجانات عبارة عن مسرح يستعان فيه بكبار نجوم الغناء العرب لتنشيط السياحة في الصيف والشتاء وفي أي مناسبة، حتى أصبح موروثا، بات هناك وعيّ كبير اليوم لدى القائمين على هذه الفعاليات لتقديم وتأسيس المشاريع السياحية على الأقل بأسلوب مختلف، ولكن النقص يكون في الترويج أو اختيار الوقت. في الحقيقة ليست هذه المشكلة بالنسبة لما أراه في الفعاليات الخليجية، فالمشكلة تكمن في التنسيق وتسهيل الأمر، ولطالما تمنيت أن يتم توحيد السياحة الخليجية حتى يكون التنقل بين بلداننا أكثر سهولة، وأن يتم التنسيق بين بعضهم ليتسنى للسائح الخليجي أن يختار الذهاب للفعاليات الخليجية دون سواها، في ظل سهولة السفر وكثرت شركات الطيران والعروض الكبيرة على برامج ومحفزات السفر التي تقوم بها بعض البلدان والشركات للترويج لبلدانها وهو أمر أكثر من جيد. وفي ذات الوقت الذي ننتظر فيه القطار الخليجي واضعين أيدينا تحت ذقوننا لتنقضيي الأعوام ونراه بأعيننا، لماذا لا نستغل المنافذ البرية والبحرية في برامج السياحة البينية للدول الخليجية الملاصقة لبعضها، باستخدام بواخر سياحية أو باصات سياحية. مازلت أروج لمفهوم قرية سياحية خليجية متكاملة يستغل فيها كل الفعاليات والأنشطة بالدول الست ويضع جدول أعمال للجمهور وتسهل له الممرات البحرية والبرية بوسائل تنقل مبتكرة.