منتخبنا السعودي أصبح يحتاج لوقفة من الجميع من أجل نسيان ما تعرّض له من كبوات في السنوات الاخيرة، والتركيز على الفترة المقبلة، لاسيما في ظل إقباله على بدء رحلة التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، وكذلك التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا بالامارات 2019. تلك الوقفة، تبدأ من حسم ملف المدرب المقبل للمنتخب، وإن كانت المؤشرات تؤكد أن الاتحاد السعودي لكرة القدم اقترب من إعلان التعاقد مع المدرب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا مدرب مارسيليا الفرنسي الحالي، وأن الطرفين على وشك إعلان التعاقد بعد فترة طويلة من المفاوضات. -ملف التعاقد مع المدرب أخذ فترة طويلة بدون شك منذ رحيل المدرب الاسباني خوان لوبيز كارو بعد الإخفاق في نهائي خليجي 22 التي أُقيمت بالرياض، وهو ما حدا باتحاد اللعبة إعلان الاستغناء عن المدرب بعد فترة من التردد، بسبب ضيق الوقت لا سيما وأن نهائيات أمم آسيا 2015 بأستراليا كانت على الأبواب، لكن في النهاية رضخ اتحاد الكرة لرغبة الجميع من نقاد وجماهير بالاستغناء عن المدرب والاستعانة بالروماني أولاريو كوزمين مدرب الأهلي الاماراتي بشكل مؤقت. في حال تم التعاقد مع المدرب الارجنيتي بيلسا صاحب التجربة العريضة في عالم التدريب، فإنه سيصدم بواقع مؤلم في بداية مشواره مع المنتخب السعودي، حيث إنه سيتحتم عليه تحقيق انطلاقة قوية مع الاخضر لكسب رضا النقاد والمشجعين، وهو أمر مهم في بداية أي مدرب حيث لا يكفي دعم مسؤولي اتحاد اللعبة له، بل الأهم هو كسب احترام الجماهير والإعلام، ولن يتحقق ذلك إلا بالبداية القوية. -منذ أن خرجت أنباء التعاقد مع بيلسا، بدأت تلاحقه الشائعات حول قيمة التعاقد معه بأنها وصلت إلى 250 مليون ريال لخمس سنوات، وهو الامر الذي نفاه مصدر مسؤول باتحاد الكرة، وقال: إن هذا الكلام منافي للحقيقة، لكن ما يدعو للدهشة والعجب، كيف عرف من يروّج لتلك الشائعات بقيمة الصفقة، مع العلم بأن العقد لم يتم توقيعه بعد، إلا إذا كان من روّج لتلك الشائعات جلس على طاولة المفاوضات مع المدرب. -لا أعرف متى سنترك القيل والقال، ونتفرغ للعمل أو على الأقل نترك من يريد العمل يكمل مسيرته بدلاً من ملاحقته بشائعات تحبط من عزيمته وتحد من طموحه. -أعرف أننا نعيش في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الشائعات تسري كالنار في الهشيم وبسرعة البرق وتصبح على كل لسان، لكن علينا أن نتحرى الدقة في كل ما نسمعه، أو يأتي إلينا دون أن نبحث عنه. -أقول لمن يروّج الشائعات: إن بيلسا لم يمنح موافقته النهائية للاتحاد السعودي، ومن المفترض أن يقوم بعمل زيارة للمملكة، يقف من خلالها على أرض ثابتة، والتعرف على حجم المسؤولية على عاتقه، لكي يحقق النجاح في تجربة جديدة عليه، أرى أنها ستكون في غاية الصعوبة. -بيلسا اسم كبير في عالم كرة القدم، لكن اسم المدرب ليس كل شيء في عالم الساحرة المستديرة، فلا نريد أن تكون تجربة بيلسا مشابهة لتجربة الهولندي ريكارد الذي لم يقدم أي جديد للأخضر، بالرغم من المقابل المادي الكبير الذي حصل عليه قبل رحيله.