أوصى خبراء تربويون خليجيون بوضع خطة وطنية للتربية الخاصة تتضمن مناهج مخصصة لتشخيص وعلاج حالات صعوبات التعلم، وفقاً لبيئة المنطقة العربية واحتياجاتها، مستفيدين من أحدث المناهج التي توصلت إليها الدول المتقدمة. وقال الخبراء - خلال الحلقة الرابعة من سلسلة المنتديات العلمية، التي أقامتها كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي أمس الأول، في مركز الأميرة الجوهرة البراهيم في المنامة، تحت عنوان (التوجهات الحديثة في مجال صعوبات التعلم)، بإدارة الدكتورة نادية التازي، أستاذ علم النفس الاجتماعي المشارك بجامعة الخليج العربي-: إن الحاجة لبحث التوجهات الحديثة في هذا التخصص تنبع من أهمية هذا التخصص وعلاقته بمستقبل الأجيال. فيما لفتت الدكتورة ميادة محمد الناطور، أستاذ التربية الخاصة المساعد بالجامعة الأردنية إلى أن هذا التخصص ذو طبيعة متعددة التخصصات فهو يشمل القراءة والطب واللغة العربية والتربية، وهي ميادين تشهد تطورات مستمرة، وهو يدفع إلى مواكبة التطورات المتعلقة بالكشف والتدخل في علاج صعوبات التعلم، مؤكدة أن هذا التخصص يتميز بالحداثة وما زالت مكوناته قيد التكون، من خلال البحث والتجربة. من جانبه، شدد الدكتور زيد محمد البتال أستاذ التربية الخاصة وصعوبات التعلم بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية على أهمية التدخل المبكر لمعالجة مشكلة صعوبات التعلم، وفقاً للمقاييس المعيارية لكل مجتمع. مبيناً ان هناك ثلاثة عوامل مسببة لصعوبات التعلم عند الاطفال، منها: عوامل جينية موروثة، والوضع الصحي للام أثناء الحمل، والعامل الثالث الذي يشتغل التربويون على امكانية معالجته وهو العامل البيئي، والذي تشير الدراسات إلى أن سوء المعاملة وتدني الوضع الاقتصادي والجهل تعد أسبابا اجتماعية مؤدية لصعوبات التعلم. من جهته، تناول الدكتور منصور صياح نموذج الطبقات الثلاث في قياس صعوبات التعلم الذي تتمثل المرحلة الأولى منه في دمج جميع الأطفال وقياس تحقيقهم متطلبات مهارية ومعرفية عامة، ومن خلال المرحلة الأولى تتأهل مجموعة أولى، وفي المرحلة الثانية يتحول التعليم للأطفال من تعليم عام إلى تعليم مكثف، وعلى أثر هذا التعليم المكثف تتأهل مجموعة ثانية وهو ما يدل على أن الأطفال الذين صنفوا في المرحلتين الأولى والثانية لديهم أسباب بيئية المنشأ أدت إلى انخفاض التحصيل لديهم وليست أسبابا ذاتية، وفي المرحلة الثالثة يخضع من تبقى من الأطفال إلى تعليم وتدريب خاص ومكثف، ومن لم يتجاوز هذه المرحلة يصنف على انه يعاني صعوبات تعلم فردية المنشأ ويحول إلى أخصائي صعوبات التعلم.