هناك الكثير من الجهات تكون شغلا شاغلا للكثيرين ويملأ صخبها وسائل الاعلام بكل انواعه، اخبار وتصريحات وغثاء كغثاء السيل والمحصلة هي كما قال استاذي في الجامعة big zero، وسأذكر هنا عدة امثلة لهذه الجهات أو التي يصح لي ان اسميها منظمات، علما بأن كل ما اقوله ليس مجرد رأي لي ككاتب على باب الله بل هو قناعتي تنبع من لغاليغ عقلي ومسلماتي. أولى هذه المنظمات هي منظمة الاممالمتحدة، والتي لم تتحد فيها الأمم يوما على شيء فيه مصلحة لسبب بسيط انها تعطي لبعض الدول حق الفيتو عدو الديموقراطية الاول، فهذه المنظمة لم تجرؤ يوما على معاقبة الكبار كأمريكا وبريطانيا ابدا بل هي معهم في السراء والضراء، وكعادتي وحتى أكون منصفا فإن هذه المنظمة لم تفلح في نظري أبدا الا في شيء واحد فقط ألا وهو القلق، فما سمعت أو شاهدت أو قرأت تصريحا لأمينها العام الا وهو يعرب عن قلقه تجاه امر ما، فقط هذا ما افلحت به، حتى اني قرأت أنه في عام 2014 فقط أعرب الامين العام بان كي مون عن قلقه أكثر من 113 مرة تجاه الأوضاع في العالم فلو غيروا اسمها من الاممالمتحدة الى الامم القلقة لكان خيرا لها لتصبح اسما على مسمى بدلا من امم لم ولن تتحد ابدا. مثال آخر لم اقتنع به أيضا هو جامعة الدول العربية التي لم تجتمع يوما لغير اصدار الشجب والاستنكار والتنديد، ليت الجامعة العربية شكلت يوما ما جيشا عربيا سموه درع العرب وحررت به فلسطين وساندت كل شعب يطغى عليه حاكمه بطشا وظلما، لم يجتمع العرب فيها على رؤية واحدة ولم يكن لهم من اسمها نصيب لا في قضية فلسطين ولا في العراق ولا مصر ولا ليبيا ولا تونس واليمن. جهة أخرى ايضا هي هيئة السياحة والاثار، وحتى لا اسخف من جهود الاخرين ولا يكون النقد سهلا، فأوجه سؤالي لمسؤوليها رغم جهودكم وكل ما تقدمون هل استطعتم على الاقل الحد من الارقام الهائلة للمسافرين التي تتزايد سنويا؟ هل استطعتم ارضاء عملائكم حتى في عطلة نهاية الاسبوع؟ هل استطعتم ان تمنحوا دبي فرصة اقل في يوم اجازة اضطرارية لعطل سوء الاحوال الجوية، الجواب لا، فالمسافرون واموالهم يخرجون باعداد هائلة في اي عطلة دون اي تفكير وبحث لأي برنامج سياحي داخلي، ومن يذهب للسياحة الداخلية فهو غالبا لا يستطيع تحمل تكاليف الطيران للخارج لان بقية التكاليف متساوية. اخر مثال لدي هو مكتب مكافحة التسول، والذي فعلا استغرب ان تُصرف عليه مبالغ طائلة ورواتب للموظفين وميزانيات وهو عديم الفائدة بل مشلول الحركة، لا يقدم اي دور بل انني من هنا وعبر هذا المنبر أطلب من معالي وزير الشؤون الاجتماعية تغيير اسمه من مكتب مكافحة التسول الى مكتب مكافأة التسول نظرا لمكافأته للمتسولين بصمته واعطاء الفرصة والحرية لهم دون حسيب ولا رقيب، في كل رمضان وفي كل مساجد المملكة يبدأ البرنامج التسولي المنظم ولم اجد يوما مراقبا او مسؤولا يمنع ذلك ناهيك عن المتسولين عند اشارات المرور والمحال التجارية, الله يرحمنا. * ماجستير إدارة أعمال- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن