أصدرت محكمة عسكرية أمس، حكماً بسجن مدون وناشط تونسي ستة أشهر بتهمة تحقير الجيش. وكانت السلطات قد اعتقلت ياسين العياري في مطار تونسقرطاج عند عودته من فرنسا في 24 ديسمبر الماضي، وفي اليوم التالي، مثل العياري أمام قاض عسكري أعلمه أن محكمة عسكرية أدانته غيابيا منذ 18 نوفمبر وقضت بسجنه ثلاث سنوات. وفي محاكمة ثانية يوم 20 يناير الماضي، خفضت المحكمة العسكرية عقوبة السجن إلى سنة واحدة، لكن هيئة الدفاع عن العياري طعنت في الحكم في الطور الاستئنافي ليجري التخفيض في العقوبة مجدداً، أمس، إلى ستة أشهر وهو حكم نهائي. وقالت هيئة الدفاع: إن الحكم جاء "قاسياً وظالماً" وكان لابد من نظر القضية منذ البداية أمام المحاكم المدنية. وكانت تعليقات المدون والناشط التونسي، الذي يعيش في فرنسا، مثيرة للجدل، وهو مساند للرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي لم يفز في الانتخابات، ومنتقد للرئيس الحالي الباجي قائد السبسي. ونشر العياري انتقادات على موقع "فيس بوك" موجهة إلى وزير الدفاع آنذاك غازي الجريبي بسبب عدم تعيين رئيس جديد للمخابرات العسكرية، واتهمه بإضعاف المؤسسة العسكرية. واعتبر قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية أن تعليقات العياري فيها تشهير بقيادات عسكرية ومن شأنها الحط من "معنويات" القوات المسلحة ووجه له تهم "المس من كرامة الجيش" و"التشهير بقادة عسكريين بما من شأنه تقويض الانضباط العسكري". من جهة ثانية، قال متحدث باسم وزارة الدفاع التونسية أمس الثلاثاء: إن الجيش بدأ عملية عسكرية كبرى بجهة القصرين بهدف القضاء على العناصر الإرهابية. وأفاد المتحدث بلحسن الوسلاتي بأن ولاية القصرين في وسط غرب تونس تشهد عملية عسكرية كبرى لتعقب الجماعات الإرهابية المسلحة وسط الجبال والمرتفعات. وأوضح الوسلاتي أن العملية مكنت من تدمير عدة مواقع تتحصن بها الجماعات المسلحة والقضاء على عدد من العناصر الإرهابية. وبدأ الجيش عمليات تمشيط واسعة وقصفاً مكثفاً ومركزاً منذ مساء السبت الماضي، في جبال الشعانبي وسلوم والسمامة بجهة القصرين، وهي مناطق تتحصن بها كتيبة عقبة ابن نافع، المليشيا العسكرية لتنظيم أنصار الشريعة المحظور والمصنف إرهابيا. كما تجري عمليات تمشيط أخرى في الجبال والمرتفعات بولايتي جندوبة والكاف شمال غرب تونس قرب الحدود الجزائرية.