في الجلسة المعتادة لمجلس الوزراء الموقر برئاسة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كان التنويه إلى الدعوة الصادقة التي نادى بها -يحفظه الله- للوقوف في وجه من يحاولون اختطاف العقيدة الإسلامية السمحة بمبادئها وتشريعاتها من قبل فئة ضالة من الإرهابيين الذين اعتادوا على ممارسة القتل والترويع والتخريب لتمرير معتقداتهم الغارقة في بؤر الإجرام والتدليس، وواجب الشعوب الإسلامية وفي مقدمتها المملكة التي اكتوت بنيران أفاعيل تلك الفئة المضللة أن تقف في وجهها بصلابة ورباطة جأش في محاولة جادة ودؤوبة لاحتوائها وتقليم أظافر أصحابها التي أخذت تمتد إلى كثير من الأقطار والأمصار الآمنة المطمئنة. ولا شك أن محاولة اختطاف الإسلام من قبل تلك الفئة الإرهابية هي محاولة يائسة؛ لأن أصحابها يمارسون بكل أساليبهم وأعمالهم الشيطانية صورًا من التطرف والغلو والكراهية والحقد والاصرار على سفك الدماء وإهدار القيم النبيلة التي جاءت في تعاليم الإسلام وسنة خاتم الأنبياء والرسل -عليه أفضل الصلاة والسلام-، وبتلك الأساليب والأعمال الضالة فإن تلك الفئة الإرهابية تحاول تشويه صورة الإسلام الناصعة أمام الرأي العام في كل مكان من أجزاء المعمورة رغم علم أصحابها يقينًا أن أفاعيلهم تلك متضاربة تمام التضارب مع نقاوة الإسلام وصفائه وسماحته. ويقف المتابع لكل الأحداث التي تمور في كثير من دول العالم التي منيت بأفاعيل تلك الفئة الخبيثة من الإرهابيين على صور شنيعة وفظيعة من صور الإجرام التي لم يعرف لها التاريخ القديم والأوسط مثيلًا، فثمة مصادرة للحريات وإزهاق للنفوس المعصومة وعبث بأمن واستقرار الشعوب، وإزاء ذلك فإن دول العالم دون استثناء مطالبة اليوم بالوقوف بشكل جماعي لا فردي لمكافحة التطرف والغلو وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا لوقف جرائمهم في حق الإنسانية ووضع الحدود الفاصلة لاستهتارهم بكل القيم والأعراف والقوانين، وقد كانت المملكة وهي من أولى الدول التي عانت الأمرين من صور الإرهاب وفظائعه في مقدمة الداعين لاحتواء الإرهاب ووقف تمدده الأخطبوطي والقضاء على أي فكر أو عمل يقود إلى استمرارية تلك الظاهرة وتفرعها. إن الإرهاب لا وطن له ولا دين، ومن دواعي المسؤولية فإن المملكة سعت دائمًا إلى حشد الجهود الدولية ونادت بتضافر العمل الجماعي المنسق لمكافحة ظاهرة الإرهاب واحتوائها وتجفيف منابعها ومحاربة الجهات التي تقف وراءها دون تفريق بين جنس أو لون أو ديانة أو مذهب، وهدفها من ذلك كله إيقاف موجات التطرف وإثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات والنزاعات السائدة في كثير من دول العالم جراء محاولة الإرهابيين تمرير معتقداتهم الخاطئة وأفاعيلهم الدنيئة وممارساتهم الخالية من أبسط قواعد الإنسانية بين صفوف الشعوب المسالمة والمطمئنة والآمنة. وسوف تقف المملكة باستمرار وراء الخطوات الساعية لتوفير المناخات المناسبة والملائمة والمتاحة على مختلف المستويات العربية والإسلامية والدولية للإسهام برؤية جماعية تستهدف محاربة الإرهاب أينما وجد، وملاحقة الإرهابيين للقصاص منهم ووقف جرائمهم ضد الإنسانية، وضد كافة شعوب العالم الساعية لبناء أوطانها وتجنيب أراضيها العبث للحفاظ على استقرارها وأمنها وتقدمها.