يتذكر أبناء الشعب السعودي الأوفياء كلمات الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- عند شروعه في اتخاذ خطواته الاصلاحية الكبرى التي أدت إلى تحقيق قفزات نهضوية نوعية في مجالات تنموية عديدة: «شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة، وأطلب منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا علي بالنصح والدعاء» وبهذه الكلمات الصادقة بدأ في اتخاذ خطواته الاصلاحية المعهودة التي اتسمت بمواقف شجاعة تنم عن حرصه الشديد على بناء الوطن على أسس وقواعد صحيحة وخدمة المواطنين دون تفرقة بين شخص وآخر. تلك قناعات راسخة أدت إلى تدشين حركة تحديثية بالمملكة كان لها مردودها الايجابي في رسم نهضة صاعدة في مختلف المجالات والميادين لاسيما تلك الاصلاحات ذات الارتباط بنظام الحكم وأجهزة الدولة والبقية الاقتصادية والاجتماعية، حيث خطت المملكة في عهده الزاهر خطوات واثقة نحو نهضة هائلة شهد بها القريب والبعيد، فهو- يرحمه الله- رجل المهمات الصعبة ومهندس الاصلاحات الاقتصادية والسياسية، والاجتماعية، وقد اتخذ تلك الخطوات الاصلاحية لما فيه خير الوطن والمواطنين، فتأسيس هيئة البيعة وتشكيل هيئة كبار العلماء واستحداث نظامي القضاء وديوان المظالم هي خطوات اصلاحية أدت إلى تطوير نوعي بالمملكة. ولعل من اللافت للنظر اهتمامه الكبير- يرحمه الله- بالتعليم فسعى إلى إدخال الكثير من الاصلاحات عليه وإعادة تأسيسه بما في ذلك تطوير التعليم العام واعتماد مشروع برنامج الابتعاث الخارجي وغيرها من المشروعات التعليمية الحيوية التي ارتبطت بحاجة سوق العمل وحاجة مشاريع التنمية الكبرى التي تمت في عهده الزاهر - يرحمه الله- كما أن المملكة بقيادته الرشيدة عرفت بسن مجموعة من الأنظمة والقوانين الحقوقية التي كان لها أثرها الواضح لحماية حقوق المواطنين والمقيمين وبسط قواعد العدالة في المجتمع السعودي ومنها على سبيل المثال لا الحصر نظام الحماية من الايذاء والعنف ونظام حماية الطفل. لقد عرف- يرحمه الله- بالحكمة البالغة والرأي السديد في سائر الخطوات الاصلاحية التي اتخذها لمصلحة الوطن والمواطنين، وادراكا منه بأن المجتمع لن ينهض ونصفه معطل فقد اتخذ من القرارات الهامة ما أدى إلى تفعيل دور المرأة حيث أضحت عضوا في مجلس الشورى وفي المجالس البلدية، فأصبح للمرأة صوت مسموع داخل مجتمعها واضحت عضوا فاعلا ومشاركا في الحراك المجتمعي فمكنها من المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات المحورية العامة، ومن جانب آخر فقد كانت له اليد الطولى- يرحمه الله- في ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح بين اتباع الديانات والثقافات المختلفة. وقد تمكن- يرحمه الله- باقتدار من اتخاذ خطوات سديدة وفاعلة لرأب الصدع العربي والمناداة بالتضامن ووحدة الصف والكلمة، وله مواقف شجاعة ومشهودة في انهاء وتسوية الخلافات العربية- العريقة، ومواقفه مشهودة لنصرة الشعب الفلسطيني والدعوة لسلام دائم في منطقة الشرق الأوسط، وقد سعى لتوطيد العلاقات العربية وتوحيد الكلمة والصف والهدف بين العرب والمسلمين، وقد حظي- يرحمه الله- بثقة مطلقة من سائر الشعوب العربية والاسلامية والصديقة واحترام شديد من قبل زعماء العالم لدوره الفاعل بالمساهمة في حلحلة الأزمات المعقدة والخروج منها بسلام، فهو صاحب شخصية نافذة ومؤثرة كان لها حضورها البارز في مختلف القضايا الشائكة التي ساهم في ايجاد الحلول القاطعة لتسويتها بطرق عقلانية وصائبة فلا عجب والحالة هذه أن يسمى برجل المهمات الصعبة وأن يسمى في الوقت ذاته «ملك الانسانية». كاتب وإعلامي سعودي