عاد الروماني كوزمين اولاريو إلى السعودية من البوابة الأوسع مدرباً لمنتخبنا الأخضر في مرحلة هي الأهم من حيث مستوى الوعي الجماهيري والتطلع العام إلى الصدارة والبطولات، وبالطبع العاصمة الرياض بجماهيرها والتعاطي العام هنا مع الكرة لن تكون للسيد كوزمين بمثابة بوخارست، حيث مسقط رأسه، فهناك الكثير من التحديات والكثير من ردود الفعل والتقولات المصاحبة لهذا الحضور الذي تسبقه خلفية تاريخية مع الملاعب السعودية، وتحديداً مع نادي الهلال، وهي بالطبع لا تخفى على الجميع، حيث تسببت في إبعاده بقرار من سمو الرئيس العام آنذاك الأمير سلطان بن فهد، وبما في هذه الخلفية من سلبية مؤثرة في تاريخ كوزمين فله أيضاً وقفات مع حصد الذهب والصعود إلى المنصات، وهو ما يُحمل كوزمين مسؤولية تاريخية مع المنتخب السعودي في المرحلة القادمة، خاصة ان حضوره المستعار للرياض من فريق أهلي الإمارات فيه قول ورد من الوسط الرياضي كافة محلياً وعالمياً تجاه الاتحاد السعودي لكرة القدم تحديداً، وهناك نعوت واسعة تجاه الاتحاد في صدد هذا الاختيار؛ غير أن كوزمين وصل محملاً بحزمة من الثقة التي يجب أن تحترم وتدعم للظروف المحيطة بالمنتخب، فربما يكون حضور كوزمن لتدريب المنتخب هنا هو آخر الحلول المتاحة «الكي» أمام إدارة المنتخب والاتحاد السعودي؛ لانتشال الفريق من معمعة التخبطات والنتائج الهابطة والتراشق المكثف بين المسؤولين بشأن تحديد المسؤولية تجاه نتائج المنتخب الأخيرة والمحبطة للجمهور العريض المتحفز للنتائج المفرحة، والموازية لحجم الإمكانات والسمعة الرياضية السعودية. عموماً حضر كوزمين بتاريخه الرياضي وعصاميته التي تُذكر وروحه القتالية وفق ما تحقق للفرق التي تولى تدريبها في السعودية وقطر والإمارات، كذلك شخصيته الحازمة ليكون هو الورقة الأهم الآن والتي تعلق عليها الآمال والطموحات الرياضية، خاصة ونحن على أبواب منافسة آسيوية قوية تحتاج قدرات عالية من التأهب النفسي والفني معاً، فنأمل أن يجُب هذا الحضور ما قبله عند كل الأطراف المعنية بالمنتخب السعودي، سواء من الجماهير التي يجب أن تحترم هذا القرار وتدعمه بالثقة والمؤازرة، وكذلك من إدارة المنتخب التي يجب عليها تهيئة الظروف المحفزة للنتائج الإيجابية في المنافسات المقبلة بعيدا عن الشخصنة الإدارية والتعالي بالمناصب على حساب النتائج، كذلك هناك جملة استحقاقات ترافق السيد كوزمين وهو يتولى هذه المهمة التاريخية في مرافقة منتخبنا الأخضر مدرباً، ومنها استيعاب حجم المهمة وهيبتها، فهو مدرب منتخب وليس مجرد فريق محلي تتطلع جماهيره إلى الذهب والعودة إلى المنصة الآسيوية بقوة.