تزايدت خلال السنوات الماضية معاناة اهالي المنطقة الشرقية من سوء تنفيذ وصيانة الطرق، وارتفاع نسب الحوادث والضحايا بعد ان تحول اغلبها الى «حفريات وترقيع» ومصيدة للسيارات. ورغم طرح «اليوم» تلك القضية الهامة في ملفها الشهري بمنتصف شهر سبتمبر الماضي، تحت عنوان «طرق الشرقية سالك وهالك» الا ان المشكلة لا تزال مستمرة والضحايا يتساقطون يوميا، وانطلاقا من اهمية الموضوع، تعاود «اليوم» رصد المشاكل والإهمال الذي طال طرق المنطقة الداخلية والرئيسية، وكذلك مطالب أهالي المنطقة وتضعها امام وزير الطرق والنقل الجديد المهندس عبدالله بن عبدالرحمن المقبل. متابعة المقاولين في البداية يطالب المواطن منصور المنصور بصيانة أغلب الطرق السريعة وإعادة تأهيلها بشكل جديد بعد ان راح ضحيتها الكثير من الشباب والعوائل، ويتساءل: ماذا ينقصنا عن بقية الدول، فالطرق سيئة واغلب إنارتها تحتاج إلى تغيير؟، وكذلك نريد من وزارة الطرق متابعة المقاولين، فالكثير منهم يعيدون صيانة الطرق بشكل سيئ، دون مراعاة الجودة او الدقة، وهذا مرفوض، فمركباتنا تكسرت وإطاراتنا أصبحنا نغيرها قبل انتهاء مدتها بسبب سوء حالة الطرق والحفريات التي لا يخلو شارع منها، ونتمنى أن تكون الشرقية من أفضل المناطق خصوصا أن موقعها الجغرافي مميز ويقصده الكثير من السائحين من المناطق ودول الخليج. تحويلات وإغلاقات ويقول أحمد الخالدي: إن كثيرا من ضحايا الحوادث بسبب سوء الطرق والسلامة المرورية فيها، كالتحويلات والإغلاقات التي انهكت المنطقة وفقدنا شوارعنا الرئيسية بسبب المشاريع المهمة والحيوية التي أبت أن تنتهي، واغلبها متعثر، كالدائري والساحلي واللذين سيسهمان «عند انجازهما» في تقليل الزحام والضغط الذي شهدناه خلال الثلاث السنوات الماضية، ونأمل من وزير النقل المهندس عبدالله المقبل أن يسلط الضوء على طرق الشرقية لسرعة إنجاز المشاريع المتعثرة. دقة غائبة ويطالب عبدالعزيز الأحمد، وزير النقل الجديد بمتابعة المقاولين ومعاقبتهم، مشيرا الى ان أغلب المقاولين سيئون لا يملكون دقة العمل وانهاء المشروع بشكل ممتاز، او أنهم يملكون الدقة لكن لا يبالون في العمل من كثرة المشاريع التي لديهم، وللأسف نكون نحن الضحايا، والنتيجة انه لا طرق جيدة ولا سرعة في التنفيذ. أسرع وقت ويقول سلطان الشهراني: «نحزن عند سفرنا للدول المجاورة ورؤية أفضل التصاميم والتنظيم وجودة الطرق، وعندما نعود إلى المنطقة الشرقية نجد سوء الطرق والتكسير في شوارعنا نتيجة عدم مبالاة المقاولين بجودة الطرق»، مؤكدا ان المهم لديهم هو الانتهاء من صيانة الطرق او تنفيذ مشروع بأسرع وقت ممكن، وتسليمه بعيدا عن الجودة دون خوف من حساب او عقاب وهذا ما جعلهم يتمادون في افعالهم. تصدع وتشقق وتتعرض الكثير من الطرق بالشرقية للتصدع والتشقق بعد إنشائها بفترة قصيرة، ومثال على ذلك طريق الظهران – بقيق الذي لم يزد عمره على عامين، نظرا لعدم تطبيق معايير الجودة في تنفيذه، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 60 % من الحوادث الخطيرة التي تتسبب في وفيات وإصابات خطيرة تقع على الطرق السريعة، وإن أكثر من 2000 كيلو متر من الطرق السريعة بالمنطقة غير مغطاة مروريا من أمن الطرق، كما الميزانيات المرصودة لصيانة الطرق بالشرقية غير كافية وتستخدم ميزانيات الصيانة في تنفيذ المشاريع. والتحويلات على الطرق السريعة التي تحت الانشاء او الصيانة ليست مثالية ولا تتم متابعة المقاول او معاقبته، وكثير من الحوادث تقع في مناطق العمل التي بها تحويلات. وهناك طرق وتقاطعات تؤرق المواطن ولم يجد لها حلولا، ومنها مجمع الكباري بالظهران وكبري القشلة بالقرب من القاعدة الجوية، وتقاطع طريق بقيق مع طريق ابو حدرية، اضافة لتعثر كثير من المشاريع وعد سحب المشروع من مقاوليها، ومنها على سبيل المثال «الطريق الدائري المكمل لطريق الرياض – الرياض، الطريق الساحلي». استجابة بطيئة وتشكل حوادث التلفيات عائقا في انسياب الحركة المرورية سواء داخل المدن او على الطرق السريعة، رغم أن نظام المرور ينص على ضرورة تحريك السيارة عند اتصالهم بغرف العمليات للإبلاغ عن الحادث، كما ان الاستجابة للحوادث سواء داخل المدن او على الطرق السريعة بطيئة جدا، تصل إلى أكثر من ساعة في أغلب الأحيان، مما يتسبب في تعطيل الحركة المرورية وانسيابيتها، اضافة لذلك فإن اجراءات الاعتمادات المالية ثم طرح المناقصة لأي طريق او كوبري ثم التصاميم تستغرق وقتا طويلا قبل الترسية لأي مشروع، وهي إجراءات عقيمة، علاوة على معاناة فرع وزارة النقل والطرق بالشرقية من نقص شديد في عدد المهندسين والفنيين، لدرجة أن مهندسا واحدا يتولى الاشراف على عدد كبير من المشاريع مما يفقده التركيز والمتابعة. «اليوم« وثقت أوضاعها بالكلمة والصورة في «ملف الشهر» طرحت «اليوم» في منتصف سبتمبر الماضي في ملف الشهر قضية «الطرق في المنطقة الشرقية»، تحت عنوان «طرق الشرقية سالك وهالك»، ضمن المشروع الذي أطلقته الصحيفة منذ ما يقارب العام، من خلال «ملف شهري» يتيح الحوار والنقاش الموضوعي حول قضية أو فكرة أو مشكلة، ربما غفلنا عنها بحكم تسارع وتتابع الأحداث في حياتنا اليومية، والتي لقيت التجاوب والتفاعل من المسؤولين والناس. ويفرض موضوع الطرق في الشرقية نفسه لكون معظمها تربط الحركة مع مناطق المملكة الأخرى ومع دول الجوار، ومساحة المنطقة واسعة مما يجعلها بوابة المملكة الشرقية، وهو ما يستدعي ضرورة تقصي أوضاع الطرق بشكل دائم، خاصة وان المنطقة تحتضن ما يقارب نصف النشاط الصناعي في المملكة، ومثلما هي حاضرة الصناعة في بلادنا، هي أيضا قاطرة الاقتصاد الرئيسية، وابرز الملف العوائق التشغيلية لإتمام المشاريع بالسرعة المرجوة مثل تعثر وتأخر المقاولين، والممتلكات التي تعترض المشروعات، وترحيل الخدمات التي تعيق الطرق وما يتطلب ذلك من اذونات ونزع ملكيات، وكذلك ضرورة الحصول على الموافقات الفنية لمسارات الطرق. تعثر التنفيذ يؤجل حلم اهالي الشرقية بافتتاح الطريق الدائري طريق النعيرية ما زالت كما هي عليه منذ سنوات الطرق المؤدية إلى حفر الباطن تحتاج إلى توسعة تشققات الاسفلت اكمنة ثابتة ومصائد للسيارات
