ماذا عساي أقول والحديث عن حبيبتي التي هي بمثابة أمي التي رعتني واخلصت الرعاية لسنوات طويلة أمد الله في عمرها على الخير والصلاح والفلاح والتقوى، فهي وإن كانت ورقية إلا أنها أكثر دفئا من أحضان كثير من الأمهات اللاتي لا يرعين الأمومة حق رعايتها ولا البنوة كذلك، فبعد فقدي لوالدي رحمهما الله، تعلقت بها فكانت نافذة للحياة لروحي كما هي نافذة يطل منها معظم أدباء ومثقفي المنطقة الشرقية وكثير من أدباء العالم العربي الذين وفدوا إليها حبا لها ولمثقفيها ولكونها في منطقة أشرق منها نور الحضارات قبل غيرها من مناطق وطننا الحبيب وحق لنا الفخر بها نحن أهل المنطقة الشرقية مطلع الشمس ومنبع البترول وغابات النخيل وثمارها. بدأت صحيفة اليوم الغراء مسيرتها مع صدور نظام المؤسسات الصحفية عام 1383 ه، عندما فكر عدد من المثقفين في إصدار صحيفة في المنطقة، حيث صدر العدد الأول بتاريخ 20 شوال 1384ه الموافق 21 فبراير 1965م وكانت تصدر مرة في الأسبوع بثماني صفحات، ثم تحولت إلى جريدة نصف أسبوعية اعتباراً من العدد رقم 164 وتاريخ 2 من ذي الحجة 1385ه الموافق 24 مارس 1966م. ثم بدأت تصدر ثلاث مرات في الأسبوع اعتباراً من العدد رقم 514 وتاريخ 19 رجب 1391ه الموافق 8 سبتمبر 1971م باثنتي عشرة صفحة. ثم تحولت إلى جريدة يومية اعتباراً من العدد رقم 1320 وتاريخ 29 رجب 1398ه الموافق 4 يونيو 1978م وتتجاوز صفحاتها الأربعين وتنفرد بملاحق يومية وأسبوعية متخصصة. وإن تحدثت هنا عن صحيفة (اليوم) فالحديث عن (نصف قرن من الكفاح والتميز) لاشك أن الصحيفة تعرضت خلالها لهزات ولكنها لم تلتفت لها، بفضل الله ثم بفضل رجالها المخلصين والعاشقين لها من خلال عشقهم الممتد للمنطقة ولكل ما من شأنه اعلاء مكانتها ولا شك في أن العلم والأدب والثقافة عامة هي أدوات المشكاة التي تجعلها تنير دروب التميز وتضيف للمنطقة جمالا وابهارا برجالها ونسائها المخلصين من مثقفي المنطقة ككل برغم شساعتها، إلا أن الحب والإخلاص يفتح الآفاق ويصنع المعجزات. ويعتبر تاريخ أول اصدار متواضع لصحيفة اليوم هو تاريخ لعلامة فارقة في فكر مثقفي المنطقة ولا شك ، حيث صدر العدد الأول من الصحيفة بتاريخ 20 شوال 1384ه الموافق 21 فبراير 1965م، ومنذ ذلك الحين ومقر الصحيفة البسيط آنذاك هو بيت الثقافة الجميل والرائع والذي يأوي إليه كل عاشق متيم بالأدب والعلم ومزجج بالفكر المعتدل بلا تطرف من أي نوع من أنواع الغلو والتطرف، حيث رأس ويرأس تحريرها رجال لهم خاصية الفكر الذي يعتمر الوسط في كل مناحيه فلا ضرر ولا ضرار ابدا. يوم ميلاد جريدة اليوم هو 21 فبراير، وبعد هذا التاريخ بشهر فقط يأتي يوم الأم 21 مارس، واعتبره تاريخا مميزا وربطا من حيث لا قصد، بين احتفاليات عاطفية مجيدة ومميزة وحيث تأتي المقارنة مشابهة جدا لا فرق بين عرفان بالجميل لأم أو لصحيفة بمثابة الأم ترعى أبناءها بحب. كل عام وأنت بخير يا حبيبتي فبيني وبينك من وشائج قربى الأدب ما ليس ينفصم -بإذن الله- فلا ترتجف روحي ولا ينبض قلبي لغيرك مهما كانت المغريات، فكوني بخير أنت وكل أفراد أسرتك بكافة توجهاتهم وتخصصاتهم ودمت قرونا بحب. مهتمة بالشأن الاجتماعي