تبرع قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمركز الدولي لمكافحة الارهاب- الذي قام بتأسيسه "يحفظه الله" قبل نحو عشر سنوات- بمبلغ مائة مليون دولار يدل دلالة واضحة على استمرارية مكافحته للارهاب في أي جزء من أجزاء هذه المعمورة وسعيه الدؤوب لتقليم أظافر الارهابيين، وقد أثنى الأمين العام للأمم المتحدة على هذه الخطوة المباركة، وأثنى على مايقوم به المركز من بحوث ودراسات لمكافحة الارهاب والحد من انتشاره في كثير من الأمصار والأقطار والعمل على احتواء أخطاره المحدقة بأرواح البشر وممتلكاتهم ومنجزاتهم الحضارية، ولاشك أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين "يحفظه الله" بهذه القضية الهامة ودعمه للمركز يهدفان الى الاستمرارية في مكافحة تلك الآفة التي مازالت تقض مضاجع الآمنين وتحاول النيل من سلامة وأمن كافة المجتمعات البشرية. وقد قام المركز منذ انشائه بدعم أكثر من مائة مشروع لمكافحة الارهاب في العالم، حيث غطت بهذا الدعم مجموعة من الركائز الهامة والاستراتيجية التي تسعى الأممالمتحدة من خلالها لمحاربة ظاهرة الارهاب في كل مكان، وهو جهد يشكر عليه المركز، فقد أدت هذه الأعمال مجتمعة الى تشجيع كافة الدول الأعضاء بالأممالمتحدة للاهتمام بهذه الناحية وتقديم دعمها للمركز ليستمر في تحقيق أهدافه النبيلة الكبرى لمحاصرة تلك الظاهرة الخبيثة واحتوائها ومحاولة اصابتها في مقتل، وقد استجابت الدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة لنداءات خادم الحرمين الشريفين المتواصلة بمكافحة الارهاب فاقتفت أثر المملكة بدعم المركز لأهمية أدائه لرسالته الهامة بملاحقة الارهاب والارهابيين. ولاشك أن مساهمة خادم الحرمين الشريفين بدعمه السخي الأخير للمركز جاءت في وقت مناسب على صعيد مكافحة تلك الآفة التي بدأت تنتشر في بعض البلدان محاولة زرع الرعب والقتل والترويع ونشر الفساد في الأرض، وليس بخافٍ أن المركز سوف يقوم بأدوار هامة وبارزة في المساهمة بالتعاون مع مختلف الكيانات لمكافحة الارهاب ومحاولة السيطرة عليه ضمن مؤسسات الأمن في العالم حشدا لكافة الجهود التي تصب كلها في روافد مكافحة الارهاب واجتثاث جذوره أينما وجد، والشكر المرفوع من الأمين العام للأمم المتحدة لخادم الحرمين الشريفين على مواقفه النبيلة الكبرى والهامة يدل على أهمية مواصلة المكافحة، ويدل من جانب آخر على معاضدة المليك المفدى للمنظمة الدولية لتمضي قدما في تحقيق برامجها لمكافحة تلك الظاهرة الخبيثة. ولاشك أن دعم خادم الحرمين الشريفين للمركز والمواقف التضامنية للأمم المتحدة مع تشجيع هذا الدعم وغيره من المواقف الدولية المعلنة يدل على أهمية التضامن الدولي المنشود واستمراريته لاحتواء ظاهرة الارهاب والحد من تسلطها على كثير من الدول والشعوب، والموقف السعودي هو اضافة فعلية ومسؤولة لذلك التضامن الهام في سبيل احتواء تلك الظاهرة، كما أن مساهمة خادم الحرمين الشريفين من خلال دعمه السخي الأخير للمركز تنبع من رؤيته الصائبة" يحفظه الله" من أن ظاهرة الارهاب تمثل شرا مستطيرا يقلق العالم بأسره، ولابد بالتالي من توحيد الجهود وتضافرها من أجل مواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدد الانسانية، فأصحاب تلك الظاهرة لا دين لهم ولا عرف، ولا يهمهم من خلال أعمالهم الدنيئة الا الاساءة للاسلام وانتهاك الديانات وضرب الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية عرض الحائط. وقد كانت المملكة في طليعة الدول التي أعلنت جهارا مكافحة الارهاب قولا وعملا، وأبدت استعدادها الكامل للتضامن مع سائر دول العالم المحبة للعدل والحرية والكرامة والسلام لمكافحة تلك الظاهرة والعمل على اجتثاثها من أي مكان توجد فيه.