في أمسية حضرها لفيف من وجوه الصحافة والإعلام أقامها نادي الأحساء الأدبي في ثاني فعالياته الرمضانية في خيمة ابن المقرب العيوني الثقافية، وكانت عن تجربة ثلاثة صحفيين من محافظة الاحساء وهم (إبراهيم المبرزي وعبداللطيف المحيسن وعبدالله السلمان)، تناولوا خلالها الحديث عن مستقبل الصحافة الورقية ومثيلتها الإلكترونية. في بداية الأمسية التي أدارها المسؤول الإعلامي بنادي الأحساء الأدبي القاص عبدالجليل الحافظ تحدث عن سيرة الفرسان الصحفيين الثلاثة، ثم سلم دفة الحوار إلى أول الفرسان الصحفي المخضرم "إبراهيم المبرزي" الذي قال انه التحق بالصحافة عن طريق المصادفة حيث كان يعمل في الاساس موظفا في مكتب رعاية الشباب بالأحساء وعن طريق مساعدته لاحد مسؤولي "جريدة اليوم" طلب منه الاخير مراسلة الجريدة باخبار وفعاليات المدينة الرياضية، لتكون تلك البداية لينتقل بعدها من الاخبار الرياضية إلى المحلية التي استمر بها قرابة خمسة عشر عامًا، ومن أهم تجاربه فيها كانت (الصحفي الخفي) والتي تعرض خلالها لمواقف محرجة وأعمال قام بها وهو متخفٍ. وذكر المبرزي أنه تنكر في إحدى المهمات الصحفية بزي عامل نظافة وهو ما جعله يضطر لتنظيف حديقة الأوقاف العامة كاملة، وفي مرة أخرى عمل متسولا لمدة ثلاث ساعات وذلك ليتعرف على خفايا عالم التسول والعصابات، مشيرا الى أنه حاول أن يترك العمل الصحفي ولكنه لم يستطع وذلك لأنها أصبحت تسري في دمه ولأنه يستشعر أهمية هذه المهنة لنقل صوت المواطن والوطن للمسؤولين. ثم انتقل الحديث إلى ثاني الفرسان الصحافيين "عبداللطيف المحيسن" والذي ذكر في حديثه أن بداياته كانت وهو في المرحلة المتوسطة حينما بدأ رحلته في البحث عن ذاته وصناعة كيان خاص به، وكانت أمامه الخيارات المفتوحة والمتاحة في أن يكون أديبًا أو شاعرًا أو كاتبًا، لكن الزمان والقدر حوله للعمل في الصحافة وساعد في ذلك تكوينه الشخصي وكذلك عامل القراءة والدراسة على يد عدد من المشائخ في الأحساء ثم دراسته في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في فرعها بالأحساء، وكذلك عمله في شركة الكهرباء ومن ثم دراسته للأدب الإنجليزي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة انتسابًا، إلا أن العامل الرئيس في ذلك هو إصراره الشديد على الكتابة وكانت اولى تجاربه مع "جريدة اليوم" ومن خلال صفحة القراء والذي ظل يراسلها لشهور عدة ولم ينشر له منها اي شيء، حتى خاطبه مسؤول الصفحة وهو الشاعر حسن السبع الذي أثنى وأشاد على عزيمته وإصراره ونشرت مقالته الأولى وهو في الصف الثالث المتوسط. وفي محاولته لكتابة الشعر قام بعرض كتاباته على مجموعة من الأدباء ليستفيد من تجربتهم وخبرتهم وبالأخص الدكتور خالد الحليبي، كما كتب ايضا القصة والخاطرة، وبعد ذلك أتيحت له الفرصة كي يكون صحفيًا ب"مجلة الشرق" والتي تحولت فيما بعد ل"جريدة الشرق" وظل فيها قرابة عشرة أعوام، وكان مما يميز هذه الفترة وجود الدكتور سعيد عطية أبوعالي رئيسًا لتحرير المجلة ووقوفه مع الصحفي المثابر والباحث عن الحقيقة والتي تخدم الوطن والمواطن، لينتقل بعدها إلى "جريدة الجزيرة" وبقي فيها سبع سنوات وكانت له زاوية بعنوان "كالوس" ثم أشرف على الصفحة الفنية في الجنادرية ومن بعدها انتقل إلى "جريدة اليوم" ولا يزال بها. وتحدث المحيسن عن الصعوبات التي تواجه الصحفي وبالأخص في الصحف الورقية ذاكرًا أنها صحف تلتزم بمصداقية الخبر وبأهميته، ذاكرًا أن هذا لا يكون في الصحف الإلكترونية التي لا تمتلك الحرفية كالصحف الورقية، فهي تعتمد على الهواة والعمل التطوعي لذلك كثير منها يغلق أبوابه بعد فترة زمنية. وكان آخر الفرسان الصحفي "عبدالله السلمان" الذي قال انه من الصعب أن يتحدث عن تجربته والتي تقل في زمنها عن تجربة زميليه وهو يرى أنه لا يزال في طور تدريب نفسه وتطويرها، وذكر أنه التحق ب"جريدة الوطن" في بداية عام 2006 م وكان رئيس تحريرها آن ذاك الدكتور عثمان الصيني، مشيرا الى أنه ظل قرابة نصف عام قبيل عمله يقرأ الصحف قراءة نقدية لموادها في طريقة الكتابة والإخراج وصياغة العناوين، واستمر لسنوات مع "جريدة الوطن" لينتقل بعدها إلى "جريدة الشرق" في بداياتها مع الصحفي المخضرم جعفر عمران والزميل مصطفى الشريدة وكانت التجربة فيها فريدة مميزة ونقلة نوعية مع رئيس تحريرها آن ذاك قينان الغامدي، وكيف كانوا يلتصقون في شاشة التحرير من العصر إلى وقت دخول الجريدة إلى المطبعة، وفي منتصف 2012م عاد السلمان إلى محبوبته "جريدة الوطن". وبعد ذلك تداخل حضور الأمسية مع الضيوف بعد أن انهوا الحديث عن تجاربهم، والتي منها مداخلة لنائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور خالد الجريان عن أهمية إنشاء هيئة او جمعية للصحفيين في محافظة الاحساء، وتساءل عن السبب الذي يجعل بعض الصحفيين يسعون خلف الإثارة بدلا من نقل الحقيقة. فيما داخل المشرف العام على "صحيفة الأحساء أون لاين" خالد العرجي مشيرا إلى أن الصحف الإلكترونية لها مكانتها مثل الورقية وأنها تقع تحت طائل المسؤولية حينما تنشر خبرًا لا يحمل المصداقية، وأن الصحف الورقية بدأت تتحول إلى أن تكون صحفًا إلكترونية.