للشباب طموحات تختلف عن طموحات غيرهم ممن يكبرهم سِنًّا.. ولهم رؤى قد لا تتوافق بالضرورة ورؤى مَن سبقهم من آبائهم، ذلك لأن الزمن بطبيعته يتجدّد فتتجدّد معه تطلعات أهل مرحلته.. والأحوال مع مرّ السنين تتغيّر فتتغيّر معها آمال أصحابها لتمتد، حيث يمتد واقعهم الذي يتباين تمامًا عن واقع مَن مضى من أجدادهم. وفي الزمن الحديث اختلفت مفاهيم الناس، وتطوّرت وسائل التلقي، وتعدّدت مصادر التحصيل، وتنوّعت موارد التلقين. وفيه انبجست عيون المعرفة التي لم يسبق للمؤرخين أن رأوا، أو روى التاريخ لها مثيلًا. وقالت التكنولوجيا قولتها في هذه العقود الحديثة، ونفثت سحرها المتجدّد، ونصبت أسلحتها المتطوّرة والفتاكة غالب الأحيان؛ والشباب بجنسيه على تماس مباشر مع كل هذا الواقع المذكور. وهو كما يرصد لنا الواقع جيل متلقٍ متحفّز نَهِم حريص على ألا يفوته شيء من واقعه صغيرًا كان ذلك الشيء، أو كبيرًا.. حسنًا أضحى، أو تناهى في السوء. إنه جيل يختلف وما بعده - يقينًا – عما سبقه بفضل ما تهيَّأ له مما خلقه الله له مما لا تعلمه أجيال كانت، وبادت.. ألم تروا أن طفل هذا الجيل يحاجج أباه الذي بلغ من العمر عِتيًّا في كثير من العلوم، والفنون فيغلبه صوابًا.. ويجادله فيفحمه حقًّا، ويُنزله إلى رأيه فيذعن راضيًا! . مما سبق - مختصرًا - أجد أنّ اقتراح استحداث وزارة للشباب - ترعى شؤونهم، وتتلمّس حاجاتهم، وترتب أولوياتهم، وتشاركهم آمالهم، وأحلامهم، - بات طرحه مناسبًا في هذا الوقت الراهن الذي يشهد فيه مجتمعنا ازديادًا في معدلات النمو لدى تلك الشريحة الغالبة الغالية، والكثيرة الفاعلة، والتي أصبحت الشريحة الأعلى، والصوت المُسمع في مجتمعنا السعودي بكل تأكيد. إنه جيل يختلف وما بعده - يقينًا – عمّا سبقه بفضل ما تهيَّأ له مما خلقه الله له مما لا تعلمه أجيال كانت، وبادت.. ألم تروا أن طفل هذا الجيل يحاجج أباه الذي بلغ من العمر عتيّا في كثير من العلوم، والفنون فيغلبه صوابًا.. ويجادله فيفحمه حقًا، ويُنزله إلى رأيه فيذعن راضيًا!. إن استحداث وزارة للشباب تضاف إليها الثقافة ليصبح مسماها: (وزارة الثقافة والشباب، أو الشباب والثقافة) يعني استحداث مجتمع متطلع مثقف واع. ولن يكون ذلك إلا باستحداث أجندة خاصة لتلك الوزارة تحمل بين طياتها نشر الوعي الثقافي بين هذه الشريحة. وتضع في أولى أولوياتها بناء جيل متماسك (بخلطة سعودية معهودة) تصدر بطاقته الشخصية من تلك الوزارة بالمعلومات التالية: مسلم الهوية، وطني الجنسية، سعودي الصنعة، مثقف السحنة، واثق الخطوة، اجتماعي الميول، إنساني الهوى، قانوني الالتزام، ونبيل التطلّع. وزارة يريدها الشاب، والمثقف حاضنة لكل المثقفين، والشباب.. ويطمح الكل لأن تكون بيتًا لتلك الشريحتين تجتمعان فيه على موائدها: الدينية، والثقافية، والوطنية، والاجتماعية، والإنسانية، والتنموية، والتعليمية، والتدريبية، شريطة أن تكون الرياضة مفصولة تمامًا عن تلك الوزارة، كي تبقى الرياضة تحت رئاسة تخصُّها كما هي حالتها الآن لتعتني بمجالات الرياضة المختلفة، وترعى رياضييها وذلك بمنأى عن هموم الشباب، وثقافتهم التي لم يكن لها قطمير التفاتة، أو لفتة اهتمام منذ تأسيس الرئاسة وحتى تاريخه.. أثق بأن مثقفي، وشباب المملكة إناثاً، وذكوراً سيطربون فرحًا ساعة يسمعون خبر استحداث وزارتهم.. ودمتم بخير. [email protected]