نظم المركز الثقافي «ستوديو أرابيسك مصر» ندوة عن «آفاق الكتابة النسائية الساخرة» شارك فيها ثلاثة ممن أبدعوا في الأدب الساخر المصري خلال السنوات الأخيرة، وهم: دينا ريان صاحبة كتاب «أيامنا الحلوة وأيامنا الكوبيا» وهبة عبد العزيز صاحبة كتابي «إفيهات المشاهير ومقالب النجوم» و «الوجه الآخر لرموز مصرية» ومحمد بركة مؤلف كتابي «صباح العكننة» و «أهلا بكم في الطراوة». وافتتحت الندوة بكلمة هبة عبد العزيز التى قالت فيها : إنها لا تؤمن بأن الضحك وحده هو الهدف المنشود من الكتابة الساخرة، فالسخرية الحقيقية بمقدورها أن تثير الشجن وتفتح نافذة للتأمل الإنسانى في مفارقات الحياة، وهذا هو قدر المصريين في استخدام لغة الإفيهات والضحك للتنفيس عن ضغوطهم وأوجاعهم، وتجلى هذا في أحداث ثورة يناير التي رفع المتظاهرون فيها «إفيهات» ساخرة أبهرت العالم، وأشارت إلى أنها مولعة أيضا برصد الجوانب الضاحكة في شخصيات لا نتخيل على الإطلاق أن تكون الابتسامة أحد مكوناتها النفسية. أما الكاتب محمد بركة فقد أشار إلى أن المرأة ظلمت في الكتابة النسائية الساخرة مرتين، الأولى: حينما تحولت إلى موضوع للنقد اللاذع عند بعض الكتاب الكبار مثل أحمد رجب وأنيس منصور اللذين جعلا من حواء المصرية لا سيما الزوجة رمزا لكل الشرور ، والثانية : حينما خلت الساحة لعقود طويلة من وجود صوت نسائي فى إمبراطورية السخرية، وأصبح الاتهام الضمني الموجه لحواء هو أنها تفتقد روح الفكاهة، وهذا اتهام ظالم لها، وهذا ما ينفيه ظهور جيل كامل من الكاتبات الساخرات سواء في الكتب أو المدونات. من جهتها أوضحت دينا ريان أن الصوت النسائي ظل محصورا إعلاميا في خانة صفحات المرأة، ولم يكن مسموحا لها أن تكسر هذا الحصار الضيق وتنطلق منه إلى آفاق أكثر رحابة وتنوعا، وأشارت إلى أنها واجهت هذا الأمر في مؤسسة أخبار اليوم الصحفية، لكن حينما انتقلت للأهرام طلب منها ان تكتب في قضايا المرأة، لكن بلمسة ساخرة، وبالتدريج بدأت تكتب عن قضايا المجتمع وليس المرأة فقط، وأضافت قائلة : «أعتقد أن الكتابة الساخرة وسيلة فعالة للنقد الاجتماعي وإظهار العيوب التي نخفيها، لكن بشكل فكاهي ضاحك».