رغم العلاقات الباردة بين اوباما ونتنياهو، فان معظم يهود الولاياتالمتحدة سيؤيدون الرئيس الحالي في الانتخابات لولاية اخرى، وهم يفضلونه على أي مرشح جمهوري. ففي استطلاع أجرته مجموعة «جي ستريت» – اللوبي اليهودي الجديد في الولاياتالمتحدة، يفيد بأن 56 في المائة من يهود الولاياتالمتحدة سيعطون صوتهم لاوباما في انتخابات 2012. أما ميت روماني فسينال حسب الاستطلاع 16 في المائة فقط من اصوات اليهود و ميشيل باكمان 12 في المائة وغالن باك 10 في المائة. إن محاولات الابتزاز التي يمارسها من يعتبرون أنفسهم حماة إسرائيل في أمريكا من يهود وغير يهود ضد كل من يتجرأ على انتقاد إسرائيل لأي سبب، ومحاولة خنق الأصوات التي تبين تصرفات حمقاء من قبل حكومات إسرائيلية متتابعة، بما فيها سياسة الاستيطان المشينة، إن هذا الابتزاز في حقيقته خيانة للمبادئ الصهيونية الحقيقية. وتضم «جي ستريت» أكثر من 200 ألف يهودي في عضويتها، قسم كبير منهم شباب وطلاب. ورغم تجاهل نتنياهو ومنظمات اليمين في اسرائيل لهذه المجموعة في الولاياتالمتحدة تراكم المنظمة، التي تشكلت في نيسان 2008، المزيد فالمزيد من القوة. وقد أُجري الاستطلاع قُبيل خروج مجموعة الضغط في حملة هدفها ممارسة الضغط على اوباما و على نتنياهو وعلى أبو مازن للشروع في مفاوضات فورية منعا لخطوة أحادية الجانب في ايلول. ويعتقد 47 في المائة من المستطلعين أن على الولاياتالمتحدة أن تعارض اعلانا أحادي الجانب عن دولة فلسطينية في الاممالمتحدة، بينما 34 في المائة بالذات يعتقدون أن على الولاياتالمتحدة أن تؤيد الاعلان. الاغلبية الساحقة من المشاركين في الاستطلاع – 83 في المائة – يريدون أن تكون الولاياتالمتحدة مشاركة في حل النزاع اليهودي – العربي. كما يتبين من الاستطلاع ايضا ان نتنياهو يحظى بعطف 50 في المائة من يهود الولاياتالمتحدة. ووسط الجدال الذي يحتدم في واشنطن بسبب جمود عملية السلام واقتراب موعد ذهاب الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة طلباً للاعتراف، أطلق جيريمي بن آمي، رئيس المنظمة اليهودية الأمريكية جي ستريت كتابه الجديد: «صوت جديد من أجل إسرائيل» في ندوة نظمتها له مؤسسة «أمريكا الجديدة» الليبرالية في واشنطن. ويدافع بن آمي عن الحوافز وراء تأسيس منظمة جي ستريت قبل بضعة أعوام وعن كتابه الجديد بهدف تشكيل بديل «واقعي» لمنظمة إيباك، اللوبي الإسرائيلي الأول في الولاياتالمتحدة كي يحرر الجو العام «المسوم بالكذب والنفاق والتشويه بخصوص بوصلة اليهود الأمريكيين وأولوياتهم وطبيعة دعمهم لإسرائيل ورغبتهم الحقيقية بتحقيق سلام عادل ودائم بين الفلسطينيين وإسرائيل يقوم على أساس الدولتين وفقاً لحدود عام 1967.» واستهل الكاتب الذي عمل مستشاراً سياسياً للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون شرح فحوى كتابه قائلا «إن حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن لهو الطريقة الوحيدة للحفاظ على إسرائيل كوطن قومي ديمقراطي لليهود.» ووجه الكاتب جل انتقاده للمؤسسة السياسية الأمريكية بكافة تعبيراتها التي «تتواطأ مع سياق سيؤدي حتماً إلى زوال إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية في آن واحد من خلال دعم أعمى، لا يسأل، للممارسات المتهورة التي تدفع بإسرائيل نحو الهاوية.» وتوسع بن آمي الذي يتعرض لهجمات مستعرة من قبل مؤيدي الليكود قائلاً «إن محاولات الابتزاز التي يمارسها من يعتبرون أنفسهم حماة إسرائيل في أمريكا من يهود وغير يهود -معظمهم من اليمين المسيحي المتطرف - ضد كل من يتجرأ على انتقاد إسرائيل لأي سبب، ومحاولة خنق الأصوات التي تبين تصرفات حمقاء من قبل حكومات إسرائيلية متتابعة، بما فيها سياسة الاستيطان المشينة، إن هذا الابتزاز في حقيقته خيانة للمبادئ الصهيونية الحقيقية.» و بخصوص «تواطؤ الإعلام الأمريكي والسياسيين الأمريكيين في خنق أي حوار علني يبين التجاوزات الإسرائيلية أيا كان نوعها» قال بن آمي، «الحقيقة هي أنه حتى السياسيين الذين وقفوا مراراً في الكونغرس الأمريكي بشكل مبتذل أمام نتنياهو عند مخاطبتهم في شهر مايو الماضي، يتحدثون خلف الكواليس بأسلوب ناقد لسياسات إسرائيل، ويخبرونني بشكل شخصي أنهم يتفقون معي، ويستنكرون التصرفات الإسرائيلية التي تعرقل التوصل لاتفاق سلام مثل الاستيطان، ويقرون بأن حل السلام يجب أن يتحقق بقيام الدولتين وفق حدود 1967 ولكنهم يرتعشون خوفاً من خسارة الدعم المالي الذي يؤهلهم إعادة الترشح والنجاح في الانتخابات لدورات قادمة من قبل مجموعات متمكنة من جمع الأموال بشكل فعال، تعطيها لمن تشاء من المناصرين للفكر الليكودي، وتحمرها عن من تشاء.» وحول الإعلام الأمريكي، قال بن آمي «إنه لا يتحلى بالشجاعة الأخلاقية؛ ما يمكن قوله، وما يقال في أجهزة الإعلام الإسرائيلي يفوق بكثير ما يجرؤ على قوله الإعلام الأمريكي، « وأضاف بن آمي ان «هنا في الولاياتالمتحدة يخاف الصحفي من فقدان موقعه، والسياسي من خسارة الانتخابات، وحتى الحاخام يخاف من وضع علامة غير المرغوب به عليه في حملات مركزة وبشعة تشوههم إلى الأبد.» أما بالنسبة للخروج من هذا المأزق، فيستشهد بن آمي بنفسه و»ضرورة بروز الشجعان من بين الأمريكيين اليهود الذين يضعون هدف نجاة إسرائيل كدولة ديمقراطية نصب أعينهم، ويعبرون بصراحة عن أولويات الجالية اليهودية الأمريكية التي تقف في أغلبيتها الساحقة مع السلام وحل الدولتين وتناهض أولويات نتنياهو.» ويوجه بن آمي اللوم للإدارات الأمريكية المتتابعة «حيث أنهم يجب ألا يصرحوا أبداً بأن دعم الولاياتالمتحدة هو دعم غير مشروط؛ يجب أن يكون مشروطاً.