ملتقى الأعمال السعودي الإسباني يعزز التطوير العقاري    النفط يقلص خسائره بارتفاع جديد    إعادة الحركة المرورية لشارع ب"عزيزية مكة"    الأرصاد: ارتفاع الموج متر ونصف بالبحر الأحمر    تعليم عسير ينفذ مبادرة ملفى أجاويد استهدفت 540 من طلبة المنح الدوليين وأُسرهم:    "فنّ العمارة" شاهد على التطوُّر الحضاري بالباحة    الضويان تُجسّد مسيرة المرأة السعودية ب"بينالي البندقية"    مكتب التعليم بالسلي يعايد منسوبيه    وزارة الداخلية تعلن بداية من اليوم الخميس تطبيق تخفيض سداد غرامات المخالفات المرورية المتراكمة بنسبة 50%    الأمطار تزيد من خطر دخول المستشفى بسبب الربو بنسبة 11%    «نيوم» تستعرض فرص الاستثمار أمام 500 من قادة الأعمال    آل الشيخ: العلاقات السعودية - الأردنية متقدمة في شتى المجالات    منسقة الشؤون الإنسانية في السودان تثمِّن الدور السعودي    «العدل»: «تراضي» تنهي 7,700 قضية تجارية.. صلحاً    الأزرق.. في العين يغرق    أمير الباحة: القيادة حريصة على تنفيذ مشروعات ترفع مستوى الخدمات    «الضنك» يجتاح دولاً جديدة في العالم.. و5 % من الحالات خطيرة    تحت رعاية خادم الحرمين.. المملكة تستضيف اجتماعات مجموعة البنك الإسلامي    المملكة في قائمة أوائل دول العالم في تطوير إستراتيجية الذكاء الاصطناعي    5 فوائد مذهلة لبذور البطيخ    نضج الأيام.. نضارة خِلْقَة.. طهارة مُهْجَة    قطبا القصيم والشرقية وجهاً لوجه.. والشباب يصطدم بأبها    أسرة الهجري تحتفل بعقد قران مبارك    أسرتا الطويل والجربوع تتلقيان التعازي في وفاة والدتهما    في إياب ربع نهائي يوروبا ليغ.. ليفربول لتفادي الخروج.. وقمة إيطالية بين روما وميلان    بالتعاون مع بنك التصدير و«كفالة».. «السعودي الأول» يدعم صادرات «الصغيرة والمتوسطة»    10 آلاف امرأة ضحية قصف الاحتلال لغزة    «واتساب» تضيف فلاتر الدردشة    خادم الحرمين يرعى مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم    برامج ثقافية وترفيهية    محافظ جدة يطلع على خطط "الثقافة والفنون"    روبوتات لنسيان الأحزان وآلام الفقد    السديس يكرم مدير عام "الإخبارية"    9.4 تريليونات ريال تقديرات ثروته.. السعودية ..قفزات استثمارية كبرى في قطاع التعدين    محافظ جدة يشيد بالخطط الأمنية    التسجيل في «X» بمقابل مالي للجدد !    ماكرون: على الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات على إيران    امرأة تصطحب جثة على كرسي متحرك إلى بنك بالبرازيل    تراثنا.. مرآة حضارتنا    حكم قضائي يلزم يوفنتوس بدفع 10 ملايين يورو لرونالدو    ريال مدريد يقصي مانشستر سيتي ويتأهل لنصف نهائي أبطال أوروبا    أمير منطقة الرياض يرعى الحفل الختامي لمبادرة "أخذ الفتوى من مصادرها المعتمدة"    مدرب النصر "كاسترو" يتعرّض لوعكة صحية تغيّبه عن الإشراف على الفريق    تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز فرص التعاون بين المملكة وأرمينيا    أمريكا أكثر حيرة من ذي قبل !    تآخي مقاصد الشريعة مع الواقع !    شقة الزوجية !    ما ذنب الأهلي يا هلاليون؟    الخليج يتوّج بلقب كأس اتحاد الطائرة    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على محمد بن معمر    نائب أمير الشرقية يستقبل رئيس جامعة حفر الباطن    سمو أمير منطقة الباحة يلتقى المسؤولين والأهالي خلال جلسته الأسبوعية    جهود القيادة سهّلت للمعتمرين أداء مناسكهم    5 علامات تخبر أن الكبد لديه مشكلة    نظرية جديدة عن مشاعر السعادة بالأغاني الحزينة    .. و يستقبل العلماء والمشايخ    أمير الجوف يؤكد على تعزيز دور المجتمع في مسيرة التنمية    «طب العيون» بمجمع الدكتور سليمان الحبيب بالعليا يحصل على شهادة SRC الأمريكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليس هناك أمن معلوماتي مطلق.. والوعي خط الدفاع الأهم

أكد خبراء في أنظمة وتقنية المعلومات والشبكات أن توجه المملكة إلى توطين سيرفرات التطبيقات الحديثة يعزز الأمن المعلوماتي الوطني، لافتين إلى ان التطبيقات الحديثة سلاح ذو حدين، حيث بالإمكان الاستفادة منها فائدة عظيمة بتسهيل جميع اجراءاتنا اليومية بكل سهولة، وأيضا يستفاد منها للاطلاع بشكل مكثف على كافة العلوم في كافة انحاء العالم وفي جانبها السلبي امور متعددة يُحذر منها. وأوضحوا أن جيل الشباب والشابات هم المستفيد الأكبر من تطور التقنيات الحديثة التي شغلت العالم، محذرين من الانسياق وراء المواقع المشبوهة بغرض الاطلاع، ومشددين على الحرص من الرسائل الواردة على البريد الالكتروني من مصادر مجهولة وتفحص جميع الملفات المشبوهة، مشيدين بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم الشباب في تطوير التقنية والاتصالات من خلال مبادرات لتعزيز توجه الشباب المتميز منها مبادرات جامعة الملك عبدالله لدعم المبادرات المتميزة من أبناء الوطن في مجال التقنية والاتصالات ومعرض شباب الأعمال.
رصد المخترقين
وأوضح مدير قسم التقنيات، بكلية التقنية الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز، حمد الأحمدي، أن تأثير التقنية في المجتمع غير محدود ويتعدى حدود المؤسسات الحكومية والخاصة، وأضاف أن أواخر القرن العشرين شهد تطورا تقنيا وتكنولوجيا هائلا في مختلف الميادين والمجالات، أبرزها ما نعيشه اليوم من ثورة في الاتصالات والتطبيقات الحديثة التي ساهمت في جعل الكرة الأرضية "قرية مصغرة" انفتحت أبواب بيوتها على بعضها البعض. وقال: للأسف لم تستثمر بعض مجتمعاتنا هذه التطورات التكنولوجية بالشكل المطلوب وأساء البعض استخدامها، وبرزت مجموعة من المشاكل الجوهرية.
وأضاف الاحمدي بقوله: لا نستطيع القول ان للتقنية آثارا سلبية فقط فقد وفرت العديد من المزايا الرائعة التي أفادت الافراد والمؤسسات سواء كانت حكومية أو خاصة، فالإنسان هو الذي يحدد نتيجة تلك التطبيقات بواسطة طريقة استخدامها فالممارسات الخاطئة تتسبب في نتائج كارثية والعكس صحيح.
وبين أن الدخول إلى عالم الانترنت بواسطة هذه التطبيقات يجعل المستخدم عرضة لمخاطر معلوماتية كثيرة، فليس هناك أمان بنسبة مائة في المائة في عالم التكنولوجيا، وتشكل التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي منافذ محتملة للهجمات والاختراق والتجسس، وهناك حرب دائمة بين مطوري تلك التقنية وقراصنتها، ومع ظهور أي برنامج حماية يجد القراصنة ثغرة جديدة، لذلك لا يوجد أمان تام على تلك التطبيقات ولابد من وجود جهة مختصة «أمن معلومات» تقوم بتحديث تلك التطبيقات أولا بأول ومتابعة كل جديد للتصدي للمخترقين.
وأشار الأحمدي الى أن التطبيقات بصفة عامة سلاح ذو حدين فبالإمكان الاستفادة منها في تسهيل جميع أعمالنا اليومية ومضاعفة الإنتاج وتقريب المعرفة وإتاحتها وساهمت في رفع جودة السلع والخدمات وتقليص حجم العمالة والحد من الاعمال الشاقة وتوفير الوقت والجهد والمال. ولكن تظهر مساوئها عند استخدامها في غير ما أنتجت له، فمثلا مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي الأشهر الموجودة فيسبوك وتويتر تعتبر من أهم العناصر التي أثرت في المجتمعات، وغيرت العلاقة التقليدية لمستهلكي هذه الأدوات، وأسهمت في إحداث تغييرات في علاقات الفرد بأسرته، وعلاقات الأسر بالمجتمع. وبقدر ما تسهم في زيادة حجم وتنوع علاقاتنا الاجتماعية من جهة، فهي كذلك -في رأي الكثير من الناس- تؤثر سلبيا على حياتنا الاجتماعية، وفي رأي البعض قد تدمرها تماما.
وقال الأحمدي إنه يمكن حماية الأجهزة من المخترقين والهكرز من خلال تحميل برامج خاصة متوافرة في الاسواق، إضافة إلى استخدام برامج المضادة للفيروسات وملفات التجسس حتى لا يتعرض جهازك إلى فيروسات إلكترونية لها أغراض ونتائج مختلفة تتراوح من التأثير على قدرة جهازك أو إعطابه إلى سرقة المعلومات ومراقبة كل ما تقوم به مثل رصد المواقع التي تزورها والحصول على كلمات السر التي تستخدمها.
برامج الحماية
وأضاف أن هناك العديد من برامج الحماية وفي الغالب تعمل بنفس الآلية وتتبع سياسة واحدة في الحماية ولذلك يُنصح مستخدمو التقنية بتنصيب أحد تلك البرامج لأهميتها في صد تلك الهجمات التي يقوم بها المخترقون والتأكد من تحديث تلك البرامج بصفة دورية، لافتاً الى أهمية تعزيز ثقافة الحماية لدى المستخدم وأن يبقى على اطلاع دائم بما هو في عالم الاختراق لكي يتسنى له حماية نفسه من تلك الهجمات، ومنوهاً بأنه من غير الضروري أن يتم اختراق الهاتف من خلال الدخول على شبكة الإنترنت، ففي بعض الأحيان يتم تحميل مجموعة من البرمجيات على الكمبيوتر ونقلها للهاتف، فإذا كانت تلك البرمجيات أو الكمبيوتر مخترقا فإن ذلك يتسبب في اختراق الجوال أيضا دون أن يعلم المستخدم، وحذر من الاعلانات المزيفة التي غالباً ما تكون فيروسات إلكترونية ومحاولات للقرصنة.
من جهته قال خبير الشبكات والحاسب الآلي ماهر المرواني ان برامج التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة سهلت ربط العالم مع بعضه واندماج الثقافات محذراً من ان الافراط في استخدام برامج التواصل يجعل مستخدميها عرضة للانعزال والانجراف إلى العالم الافتراضي الذي يؤثر بشكل كبير على علاقة المستخدمين مع مجتمعهم القريب ويجعلهم أسرى لذلك العالم.
واضاف المرواني أن الجيل الجديد من الشباب والشابات هم أكبر المستفيدين من التقنيات الحديثة التي جعلت الحياة أكثر ثراءً وإثارة بالنسبة لهم؛ وذلك بحكم معرفتهم وشغفهم بالتكنولوجيا، بينما يرى البعض من الجيل السابق غير الملمين بأمور المعلوماتية أن الحياة أصبحت أكثر تعقيدا بالنسبة لهم وأن هناك أساليب حياة ومعاملات لا تحتاج إلى كل هذه التقنيات؛ بسبب مواجهتهم الكثير من الصعوبات في التعامل مع التقنية. وقال ان الإنسان من يحدد إذا كانت التكنولوجيا تساهم في تسهيل الحياة أم جعلها صعبة، وذلك من خلال درجة المعرفة والعلم والمتابعة الدائمة لكل ما هو حديث بغض النظر ان كان الإنسان كبيراً في السن أم صغيرا.
وأشاد المرواني بتوطين سيرفرات بعض التطبيقات في المملكة لحماية مستخدميها مثل الفايبر والبلاك بيري، ما وفر حماية للمستخدم وقنن استخدامه بما ينفع، من خلال السيطرة على ما تنقله هذه التطبيقات. وأضاف: أؤيد بشدة توطين السيرفرات لمراقبة هذه التطبيقات وحمايتنا من المتطفلين والعابثين وتسهيل التعامل بها، ويجب دعمها وتطويرها لتكون مواكبة لأحدث المتغيرات وتستطيع مواكبة السيرفرات العالمية الأخرى حتى لا يشعر المستخدم بفرق في الجودة بين السيرفرات العالمية والسيرفرات الداخلية للمملكة.
مواكبة التطورات
وتابع المرواني إن المهتمين بالتقنية في المملكة يواكبون التطورات المتسارعة لهذه التطبيقات والمواقع، حيث يشهد قطاع تقنية المعلومات تحولات كبيرة وتطورات سريعة، وتبادر بعض شركات التقنية لمواكبتها والاستجابة السريعة لها ما يفرض على المستخدم مواكبتها والإلمام بتحديثاتها، فالتطبيقات يتم تطويرها لعدة اصدارات ويضاف إليها مميزات جديدة توجب على كل مستخدم ان يقوم بمتابعة مثل هذه التحديثات واختيار الأفضل بينهم. وأشار الى أن شباب المملكة واع ولديه من الامكانات ما يدعمه لاختراع تقنيات وتطبيقات عالمية في ظل تطور التعليم التقني والحاسوبي في هذا المجال، إلا انهم بحاجة الى توعية وتوجيه ودعم اكبر للمنافسة العالمية، وهذا لا يعني عدم وجود تطبيقات سعودية مشهورة فهناك تطبيقات متميزة ولكننا نطمح الى مزيد من التميز لمواكبة تلك التطبيقات العالمية والمتجددة كل يوم حتى نستقطب شبابنا من خلال التفوق على ما يورد لنا من الخارج.
رعاية المواهب
وقال المرواني: على الرغم من وجود معارض خاصة بالتقنية والتكنولوجيا الحديثة «التجارية الربحية» بإمكانيات مذهلة إلا أنه وللأسف لا توجد جهة حاضنة للقدرات الوطنية الشابة ولا جهات داعمة لهم مع أننا نمتلك كوادر نفتخر باختراعاتها وابتكاراتها في هذا المجال، ما أجبر بعضهم على التوجه إلى الغرب ليجد الدعم التعليمي والوظيفي والبيئة المناسبة لتطوير إبداعاته. وأضاف: أنا متأكد من أنه لو وجدوا الدعم المعنوي والمادي من الجهات ذات الاختصاص وتم تسهيل معاملاتهم في الحصول على براءات اختراع وتم تسويق ابتكاراتهم لبرز الكثير منهم.
ودعا المرواني إلى استثمار من نسميهم "القراصنة أو الهاكرز" وعدم اعتبارهم عارا على التقنية او مخربين، مؤكدا أن هؤلاء شباب يملكون عقولا جبارة في تحديات يجب استثمارهم وتوفير كل ما يحتاجونه ليس للقرصنة بل للحماية منها وتوفير بيئة عمل صالحة لهم ليتم الاستفادة منهم.
تسويق الابتكارات التقنية
كما دعا الشباب والشابات الذين يملكون موهبة ابتكارية او تقنية بعدم الاستسلام أمام الصعوبات والعمل على إثبات الذات وتحدي كل العقبات التي تواجههم، كما طالب الجهات المختصة مثل كليات التقنية والجامعات بتوفير نوادٍ خاصة لتلك الإبداعات والمواهب وتوفير مسابقات دورية تظهر ما يبدعون به وتشجيعهم وايصالهم للشركات الكبرى للتعاقد معهم لتسويق براءات اختراعهم واستخراج منتجات معرفية منها تدر فوائد كبيرة عليهم وعلى الاقتصاد الوطني.
تطبيقات حكومية
فيما قال عضو لجنة الحاسب الآلي وتقنية المعلومات بالغرفة التجارية بمحافظة جدة المهندس محيي الدين حكمي ان التطور في مجال التقنية زاد من نسبة استخدام التطبيقات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الأفراد، ما ساهم في تشجيع الجهات الحكومية لمواكبة هذا التطور، لتقوم الوزارات والجهات الحكومية بإنشاء صفحات في مواقع التواصل واطلاق تطبيقات الهاتف للخدمات الإلكترونية مثل وزارة التجارة التي أطلقت تطبيق الإبلاغ عن الغش التجاري في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى التواجد الفعال في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر حيث يوجد حسابات معتمدة للجهات الرسمية منها وزارة الصحة، الأمانة، وزارة التجارة بالإضافة إلى الغرف التجارية التي كانت سباقة في الانضمام إلى أهم مواقع التواصل الاجتماعي مثل (فيس بوك، تويتر، لنكد، وانستغرام) وذلك مواكبة لتطلعات عملائها وتسهيل التواصل معهم.
وأكد حكمي ان لمواقع التواصل فوائد كثيرة من الناحية الاجتماعية تتمثل في استمرار التواصل بين مستخدمي المواقع مثل تبادُل الآراء بين المُستخدمين، والتعرُّف على ثقافات الشعوب، كما ساهمت في ايصال صوت المستهلك العادي للجهات الحكومية ما انعكس ايجابا على خدمة العملاء واتاحة الفرصة للإدارات العليا في متابعة المستخدمين للخدمات الخاصة بهم وتعزيز دور الجهات الحكومية والمنظمات في رفع مستوى التوعية من خلال نشر المعلومات التثقيفية والتوعوية والإدارية في تلك القنوات، مشيراً الى أن أغلب السلبيات للتطبيقات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي تتمثل في الناحية التربوية والمسؤولية الاجتماعية؛ من تداول الإشاعات والأخبار المغلوطة وهو ما انتشر عبر تطبيق الواتساب وغيرها نظرًا لعدم اشتراط التأكد من المعلومة قبل نَشرِها، وانتشار بعض المواد التي ليست ذات أهمية، بالإضافة الى اضعاف اللغة العربية بين الشباب من خلال انتشار الألفاظ واللغات الغريبة التي هي مزيج بين العربية والإنجليزية، والتي تُضعِف مستوى اللغة العربية لدى الأجيال القادمة، بالإضافة إلى إضاعة الوقت في التنقُّل عبر صفحات المواقع غير الهادفة، والتحدُّث في أمور ليست لها قيمة ولا فائدة، اضافة الى تأثيرها سلبياً على الجانب الأسري؛ حيث قد يؤدي استخدامها بكثرة إلى العزلة الاجتماعية.
انخفاض التكلفة
وأشار حكمي إلى أن انخفاض التكلفة للتقنيات والتطبيقات سهل الوصول إليها وتحميلها على مختلف الأجهزة الذكية ومع ازدياد التوسع الجيوغرافي لشركات الاتصالات في شتى أنحاء المملكة ما ساهم في زيادة المستخدمين لهذه التقنيات وزيادة الإقبال على المشاركة في المواقع والتطبيقات الحديثة من كل من القطاعين الخاص والعام كوسيلة فعالة للوصول الى المستهلك مثل البنوك، وشركات الاتصالات وخطوط الطيران.
ولفت حكمي الى ان حكومة المملكة العربية السعودية أدركت الدور الكبير الذي تلعبه تقنية المعلومات والاتصالات في اقتصاديات الدول، وفي تطور المجتمعات، فأولتها أهمية خاصة، واتخذت خطوات في سبيل تعزيز هذا التوجه على عدة مستويات، مثل مبادرات جامعة الملك عبدالله لدعم المبادرات المتميزة من أبناء الوطن في مجال التقنية والاتصالات ويوجد اليوم نماذج مشرفة لشباب شاركوا في معرض شباب الأعمال التابع للغرفة التجارية بمنتجاتهم المتميزة والذي اطلق الجوال المصنع في المملكة وكمبيوترا بحجم الكف.
توطين السيرفرات
ودعا حكمي الى توعية المجتمع بضرورة تحصين اجهزتهم من خلال تطبيقات وبرامج مكافحة الفيروسات والاختراقات وعدم الدخول للتطبيقات غير معروفة المصدر والحذر من الرسائل مجهولة المصدر، وأيد وجود سيرفرات التطبيقات في المملكة لحماية مستخدميها وللتمكين من الاشراف على المعلومات ومتابعتها ضمن البيئة الخاصة بالمملكة.
أمان نسبي
ويرى نائب رئيس قسم تقنية المعلومات والاتصالات الفنية بوزارة الخارجية فرع منطقة مكة المكرمة المهندس رائد خالد مهدي ان التقنية مؤثرة في جميع المجالات اجتماعيا واقتصاديا ولها القدرة على التأثير سياسيا بعد أن اصبحت لغة العصر في زمننا هذا، وقال إن التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف التسعينيات أحدثت نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال حيث انتشرت شبكة الانترنت في كافة المجالات وربطت اجزاء هذا العالم المترامية عبر مواقع التواصل مثل الفيس بوك، هاي فاي، يوتيوب، تويتر وغيرها، وأتاح البعض منها مثل فيسبوك تبادل الصور ومقاطع الفيديو ومشاركة الملفات واجراء المحادثات الفورية والتواصل والتفاعل المباشر بين جمهور المتلقين، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي الاكثر انتشارا على شبكة الانترنت بما تمتلكه من خصائص تميزها شجعت متصفحي الانترنت من كافة انحاء العالم على الاقبال المتزايد عليها، مؤكداً انه لا يمكن ان نقول عن التطبيقات الحديثة او مواقع التواصل الاجتماعي بأنها آمنة، ففي عالم التكنولوجيا لا يوجد شيء امن بنسبة 100% مع التطورات المتسارعة للتقنية والاتصالات، مشدداً على أنه يجب تحديث وتطوير الناحية الأمنية والحماية ضد المخترقين، فكما يسعى المطورون في تطوير النواحي الأمنية فإن هناك من يسعى لاختراقها.
وأضاف مهدي أن أبرز الإيجابيات لمواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الحديثة تتمثل في تبادل الآراء والافكار ومعرفة ثقافات الشعوب وتقريب المسافات، وممارسة العديد من الأنشطة التي تساعد على التقارب والتواصل مع الآخرين، وفتح أبواب تمكن من إطلاق الإبداعات والمشاريع التي تحقق الأهداف وتساعد المجتمع على النمو، فيما تتمثل سلبياتها في غياب الرقابة وعدم شعور بعض المستخدمين بالمسؤولية، وكثرة الاشاعات والمبالغة في نقل الأحداث، وبعض النقاشات التي تنافي الاحترام المتبادل وعدم تقبل الرأي الآخر وإضاعة الوقت والتنقل بين الصفحات والملفات دون فائدة.
وتابع أن تصفح المواقع يؤدي إلى عزل الشباب والمراهقين عن محيطهم الأسري والمشاركة المجتمعية وظهور لغة جديدة بين الشباب بين العربية والانجليزية من شأنها إضعاف لغتنا العربية وإضعاف هويتها إضافة لانعدام الخصوصية الذي يؤدي إلى أضرار معنوية ونفسية ومادية.
وشدد مهدي على ضرورة حماية الاجهزة من المخترقين باستخدام احدث برامج الحماية من الفيروسات وعمل مسح دوري وشامل على الجهاز وعدم الدخول الى المواقع المشبوهة كون المخترقين يستخدمون هذه المواقع للوصول إلى المستخدم، وعدم فتح أي رسائل الكترونية من مصادر مجهولة، وعدم استقبال أية ملفات من أشخاص غير موثوق بهم خاصة إذا كانت الملفات تحمل امتدادا، وعدم الاحتفاظ بالمعلومات الشخصية المهمة مثل الصور الشخصية أو الرسائل الخاصة أو الملفات المهمة أو معلومات بنكية في الجهاز، ووضع أرقام سرية على الجهاز وعلى الملفات المهمة تكون عبارة عن أحرف وأرقام ورموز، ومحاولة تكوين صداقات بعدد محدود عن طريق الانترنت وتوخي صدقهم، وتغيير كلمة السر بصورة دورية وقطع الاتصال بالانترنت من الجهاز بعد الانتهاء من الاستخدام.
وأكد مهدي أن التقنية والتطبيقات الحديثة سهلت التواصل بين المجتمع حيث قامت بربط قارات العالم وأتاحت التواصل المباشر.
وأيد مهدي وجود سيرفرات التطبيقات بالمملكة لحماية مستخدميها والسعي للحفاظ على الخصوصية وعلى وجود رقابة من قبل الدولة على هذه البرامج لمنع استغلالها او الاستفادة من قواعد بياناتها من قبل الغير، لافتاً الى أن المملكة قامت بنقلة تكنولوجية كبيرة في وقت قصير وقياسي، مشيراً الى أنه لا يصعب على أبناء الوطن تصميم وبرمجة تطبيقات حديثة تواكب ما في العالم، ومؤكداً ان المملكة تملك الكوادر الشابة الموهوبة في عالم التكنولوجيا، إضافة إلى الإمكانيات مع الاهتمام بمواهب الشباب بشكل عام، إلا أن التقنيين غائبون عما يدور في المجتمع لقلة الاهتمام بهم.
وقال عضو وحدة تقنية المعلومات بالتدريب التقني بمنطقة مكة المكرمة المهندس عبدالعزيز العمودي: بالنسبة لتطور التقنية في ظل التطور الهائل والمتسارع الذي يفرضه السوق العالمي والطلب على أحدث التقنيات والذي بدوره دفع كبار الشركات الى تقديم ما يبهر العميل ويدفعه الى تملك تلك التقنية بالتالي اصبح تملك الاجهزة الذكية الصغيرة حجما والكبيرة بأدائها في متناول الجميع والذي بدوره سهل الوصول الى مصادر المعلومات والاتصال بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقاته ك فيس بوك، تويتر... الخ، وبرامج المراسلات الفورية مثل (واتساب، تلقرام، تانقو). وأضاف أنه مع انغماس الأفراد في تلك التطبيقات بدون وعي في الغالب بمخاطر تلك المواقع وسرعة انتشار الفيروسات أو ملفات التجسس «أحصنة طروادة» التي تتسبب في تلف الأجهزة أو فتح ثغرات للحصول على بعض المعلومات للمستخدمين دون دراية ودون توخ للحذر من قبل الحكومات. إلا أننا رأينا في المملكة العربية السعودية أنه تم حجب بعض التطبيقات لعدم موافقتها لسياسات المملكة او لطلب اشتراطات معينة لم يتم تلبيتها من قبل الشركات المالكة لتلك التطبيقات.
وزاد العمودي أن من الايجابيات للتطبيقات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي سهولة الحصول على المعلومات، والتواصل مع افراد المجتمع بشكل كبير، والاطلاع على آخر الاخبار، والوصول السهل الى اشخاص لا يمكن الوصول اليهم بغيرها، مؤكداً أن من أبرز سلبياتها إهدار الوقت، واستخدام بعض السائقين للاجهزة في الطرقات.
الحماية بالوعي
ويرى العمودي أن الوعي هو أفضل وأضمن برامج الحماية للتصدي للسلبيات والحماية من المخربين الذين يستغلون من ليس لهم دراية بالأجهزة والانظمة ما يسهل اختراقهم، مشدداً على أهمية امتلاك انظمة تشغيل أصلية وذلك لاستمرار عملية تحديث الأنظمة المشغلة للاجهزة، وتثبيت مضادات الفيروسات وتحديثها بشكل دوري، وعدم الانسياق وراء المواقع المشبوهة لغرض الاطلاع، والحذر من الرسائل الواردة من مصادر مجهولة، وتفحص جميع الملفات المشبوهة او غير المعلوم مصدرها باستخدام برامج المكافحة.
ولفت العمودي الى أن التقنية والتطبيقات الحديثة سهلت التواصل بين المجتمع وفتحت العالم ومكنت من الوصول الى الاشخاص في جميع انحاء العالم، مؤيداً ما تقوم به حكومة المملكة بالتشديد على وجود خوادم التطبيقات في المملكة لحماية مستخدميها ومراقبة اداء المستخدمين والحرص على تعقب ومعاقبة المسيئين لاستخدام مثل تلك التطبيقات.
وأضاف العمودي أنه يتمنى أن يرى برامج لشباب وشابات سعوديين تواكب البرامج المسيطرة من حيث القوة والانتشار في ظل وجود برامج عربية المنشأ، مؤكداً أن ابناء الوطن شرفوا بلادهم في مجالات متعددة ومحافل كثيرة وتفوقوا على منافسيهم ولا ينقصهم سوى الرعاية وتبني مواهب الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من سكان المملكة.

الخطر في جيوبنا.. ما العمل؟
ليس كل التقنية شرا، وليس كلها خيرا، علينا ان ندقق في استخداماتها، فبعضها له تأثيراته السلوكية والنفسية والتربوية، وحياتنا يصيبها روتين قاتل احيانا، وهناك ضعف في الحياة الاجتماعية، هناك برود، وغياب للتفاعلات، بحكم دواعي الحياة وقساوتها، ولهذا فان المجتمعات الراقية تتفرد دائما بالابقاء على طقوس اجتماعية تمارس وتؤكد حيوية المجتمع ولحمته وتقاربه وتعاونه، ففي المدن المزدحمة، مدن الاعمال، كل الوقت يذهب للعمل، لا مجال للاجتماعيات، وهناك القليل من الوقت للذهاب الى المكتبات او لحضور حفل فني او محاضرة، وأصبحت التقنية تشكل اختصارا للوقت والجهد، وتشكل ثقافة من العزلة والابتعاد، وأصبح العالم امام ظاهرة لها تأثيراتها ليس على أمنه الاجتماعي والتربوي، بل لها تأثيرها على امنه الوطني، وليس لكل ظاهرة عيوب فقط، بل لها ايجابيات ايضا، يمكنها ان تكون وسائل ايجابية دائما.
بالامس القريب كان اكبر مسؤول امني في الولايات المتحدة، مدير المخابرات الاسبق جورج تنت يؤكد ان مخاطر الارهاب والحروب لم تعد كالسابق، الاعداء واضحون اماكنهم معروفة، يمكن تتبعهم، ومراقبتهم، لكن في عالم اليوم الامر يبدو مختلفا ففي العالم الافتراضي انت تجهل قضايا كثيرة، ويؤكد ذلك جون كوهين وكيل جهاز الامن الوطني الامريكي بالقول في العالم الواقعي كنا نتمكن من تحليل الاتجاهات والسلوكات لاشخاص ارهابيين او ارهابيين محتملين، لكن في العالم الافتراضي الجديد فانه ليس من السهولة بمكان معرفة هذه الاتجاهات ونمط هذه السلوكيات، كانوا يتواصلون ويجتمعون سابقا، وهم تحت انظارنا ومراقبتنا، لكنهم في الواقع الافتراضي الجديد يمكنهم التواصل بكل يسر وسهولة دون تمكننا من متابعتهم بدقة كافية.
هذا الامر لا تشكوه الاجهزة الامنية، بل تشكوه مؤسسات التربية ايضا، فهناك من يدخل معهم على ذات الخط ايجابيا ايضا، فهناك طلاب يستبقون معلميهم في المجال العلمي والمعلوماتي احيانا وهذه ظاهرة تؤكد ضرورة تطوير مناهج التعليم وتطوير الجهاز التعليمي ليتوازن وادوات العصر، وهناك سلبيات تربوية كثيرة تحول دون اتمام العملية التربوية الاسرية، فالجميع يواجه مشكلة ولا يمكن معالجتها بالمنع والحجب وكثرة العقاب ايضا، كما ان كثيرا من الاسر تمنح اطفالها هذه الاجهزة رغبة منهم بالخلاص من ازعاجهم، ودون رقابة لدرجة الادمان، ومن بعد ذلك تصبح لديهم سلوكات مختلفة تماما ومتناقضة مع الوجهة التربوية التي يتطلعون لها، وتحدث تناقضات صارخة بين ما يرونه من سلوك اسري واجتماعي، وما يتعرفون اليه ويتعلمونه من خلال هذه الاجهزة وبخاصة التطبيقات الحديثة، فثمة تشوه تربوي وقيمي يحدث بيننا نحن المسؤولون عنه اولا واخيرا.
في كل البلدان المتطورة هناك مساحات تربوية وترفيهية جديدة، هناك مناشط واندية حقيقية، هناك ثقافة معرفية ومعلوماتية، وهناك تنشئة صحيحة، لا تحرم الاطفال ولا تمنعهم، ولا تحدث فصاما سلوكيا وثقافيا وتربويا بينهم وبين المجتمع، وهذه الظاهرة نراها ونشاهدها من خلال عدة عوامل مثل ضعف التواصل بين الاسر والاطفال، ضعف التواصل بين المدرسة والمنزل، وضعف المناشط الحقيقية التي تشكل برنامجا توعويا وتربويا موازيا لاطفالنا بحيث يستطيعون هضم هذه المدخلات، وهم يمتلكون عوامل الحصانة الثقافية والتربوية والدينية التي تقدم لهم بوعي وليس بصيغة التلقين والثقافة المعلبة، والسؤال من يقرع الجرس وماذا عن المستقبل المجهول؟
علي البلوي

لاستقبال آرائكم ومشاركاتكم
هاشتاق برامج_الجوال_الخطر_في_جيوبنا
واتس اب : 0535880066
إيميل: [email protected]


الحلقات السابقة :
العدو دخل دورنا ومكاتبنا وسياراتنا.. يختبئ في جيوبنا يراقب ويتربص
التطبيقات الحديثة عزلت أبناءنا عن أسرهم.. وتدارك الأمر يتطلب خططاً توعوية مشتركة
اتفاقيات أمنية دولية لملاحقة المجهولين وفق نظام الجرائم المعلوماتية
تعرض 20 في المائة من السعوديين لقضايا احتيال
الآباء: تطبيقات الأجهزة الذكية سرقت أبناءنا.. والأبناء: فتحت العالم أمامنا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.