تمثل مكافحة الارهاب والنزاع الاسرائيلي العربي وادخال الديموقراطية الى الشرق الاوسط الكبير الاولويات الكبرى الثلاث التي حددها الرئيس الامريكي جورج بوش لوزيرة الخارجية الامريكية الجديدة كوندوليزا رايس التي عينها الثلاثاء. وقال الرئيس الامريكي عند الاعلان رسميا عن تعيين مستشارته للامن القومي خلفا للجنرال المتقاعد كولن باول: بعد ان يثبتها مجلس الشيوخ ستتولى كوندوليزا رايس مهامها في مرحلة عصيبة تمر بها بلادنا، اننا بلد في حرب ونقود ائتلافا كبيرا ضد عدو محدد وننشئ هيئات ومؤسسات جديدة لمواجهة الانظمة الخارجة عن القانون للتصدي لانتشار الاسلحة والمواد الخطيرة ولتفكيك الشبكات الارهابية. وبعد الخلافات التي قامت مع وزير الخارجية السابق كولن باول وبالكاد تم كتمها في غالب الاحيان ولا سيما حول قرار شن الحرب على العراق عام 2003 حرص بوش هذه المرة على تحديد خط وزيرة الخارجية الجديدة بشكل دقيق. ففيما يتعلق بالعالم العربي اعتبر الرئيس الجمهوري ان الولاياتالمتحدة لبت نداء التاريخ لمساعدة قوى الاصلاح والحرية في الشرق الاوسط الكبير من اجل ان تتمكن هذه المنطقة من تحقيق نموها في اجواء من الامل وليس الغضب. وبشأن الشرق الاوسط الذي أهمله كثيرا خلال ولايته الأولى، قال بوش: اننا نتبع طريقا جديدا لحل النزاع الاسرائيلي العربي نهجا يأخذ بالاعتبار تطلعات الفلسطينيين السلمية في اطار دولة ديموقراطية مع ضمان امن اصدقائنا الاسرائيليين. وتعيين كوندي البالغة من العمر خمسين عاما على راس الخارجية الامريكية يكشف تصميم بوش على استعادة السيطرة على الدبلوماسية التي لطالما اتسمت بقدر من الاستقلالية عن البيت الابيض. ولم يسبق لرايس ان عملت في المجال الدبلوماسي او انتسبت الى اوساط الخارجية الامريكية ولو انها تدرس العلاقات الدولية منذ دراستها الجامعية. ووالد مادلين اولبرايت اول امرأة تراست الخارجية في الولاياتالمتحدة هو الذي اقنع كوندوليزا رايس عندما كان استاذا جامعيا بالتخصص في العلاقات الدولية عوض امتهان عزف البيانو. وبعد ان امضت اربع سنوات في البيت الابيض حيث شغلت مكتبا مجاورا لمكتب جورج بوش باتت تعرف بشكل ممتاز اولويات الرئيس وسبل تحقيقها. وتاكيدا لذلك قال بوش الثلاثاء ان تحقيق كل هذه الاهداف يتطلب ادارة حكيمة وماهرة على رأس وزارة الخارجية وكوندوليزا رايس هي الشخص المناسب للاضطلاع بهذا التحدي. غير ان الوزيرة الجديدة حرصت على التذكير بالعلاقات الوثيقة التي تربطها بكولن باول (67 عاما) فوصفته بانه صديق كبير ومرشد لها. وان كان ولاؤها كبيرا لجورج بوش الذي اعيد انتخابه في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر لولاية ثانية الا انها تلقت اعدادها في مدرسة الجمهوريين المقربين من جورج بوش الاب الذي تولى الرئاسة الامريكية بين 1989 و1993 وهي مدرسة اكثر كلاسيكية. ومن هؤلاء الجمهوريين كولن باول وبرنت سكوكروفت الذي كان مستشارا للامن القومي في عهد جورج بوش الاب والذي تبقى رايس على اتصال منتظم معه. وقد انتقد سكوكروفت مرارا البيت الابيض الحالي وعلى الاخص قراره مهاجمة العراق بدون الحصول على دعم دولي حقيقي. واعتبر في مقالة نشرتها صحيفة واشنطن بوست انه يتحتم على جورج بوش الآن تركيز جهوده على مسائل الشرق الاوسط التي لها تأثير مباشر على أمن (الولاياتالمتحدة) ومصيرها. وقال برنت سكوكروفت ان مسائل العراق واسرائيل فلسطين وايران والارهاب اجزاء من كل ولا يمكن معالجتها بالشكل المناسب الا بصفتها كلا ملخصا بذلك رؤيته للمهمة التي حددها جورج بوش لكوندوليزا رايس.