عندما تبتعد نفس الانسان عن نور المعرفة وتتخبط في ظلمات الجهل تصبح كالانسان التائه في الصحراء فلا تملك عيناه سوى النظر الى السماء تترقب وتتمنى أن يسمعها أحد, هذه هي الوحشة، وحشة القلب عندما يكون بعيدا عن النور بعيدا عن روعة الحياة. وحيدا يترقب ويصارع الصمت فلا أحد فيها غيره ولا يسمع صوت أحد فيها. فكأن رؤية الناس كنز بحد ذاته تتمنى أن يسمعك أو يراك أحدهم حتى ظلك يغيب عنك بغياب الشمس وكأنه لن يرجع اليك. فالأرض تشبه بعضها البعض أينما ذهبت هذه هي الوحشة, وحشة في النفس تعصر القلب قد تشعر بها حتى في أرض الصين التي بها ثلث العالم فهي لا تملك أي اعتبار لنسبة السكان أو للمكان فهي تتبع القلب المهجور. فقلب الانسان يحمله الى صحراء مقفرة أو ينقله الى روضة مسفرة عندما يفهم معنى السعادة. وعندما يملأ الأمل دربه فكأنه ملك الدنيا وما عليها فالدنيا تسمعه ويحاورها ويتحدى الظلم ويكون مصباحا يضيء له الحياة. بسمة أمل تذيب هموم الدنيا وتفاءلوا بالخير تجدوه ويكون كما قال الشاعر: أنا نبضة في صدر هذا الكون فكيف يضيق صدري @@ جواهر ناصر السبيعي