دعا امام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس المسلمين لتقوى الله عز وجل فهى سبيل اهل الرشاد وخير زاد يبلغ لرضا العباد وقال:تزودوا منها ليوم المعاد واغتنموا ايام العمر قبل النفاد وشمروا في تحقيقها عن ساعد الجد والاجتهاد واحذروا مسالك اهل الغى والفساد وطرق أهل الباطل والضلال والعناد تدخلوا جنة لا يخفى نعيمها على كل رائح وغاد. تسارع المتغيرات وقال فضيلته فى خطبة الجمعة أمس: فى زحمة الاحداث وتسارع المتغيرات وفى خضم تداعيات النوازل والمستجدات وكثرة الاطروحات والتحليلات يلحظ المتأمل الغيور غيابا او تغيبا للرؤية الشرعية و النظر فى فقه السنن الكونية والاستقراء التام للاحوال التاريخية والحضارية حتى حصل جراء ذلك زلل اقدام وضلال افهام و تشويه و حيرة عند كثير من اهل الاسلام و خلط فى الاوراق لدى كثير من ارباب الفكر والثقافة و وسائل الاعلام مما يؤكد أهمية المرجعية الموحدة للامة الواحدة ترتكز فى تحقيق اهدافها الخيرية على صحة المعتقد وسلامة المنهج والعناية بمصالح الامة الكبرى ومقاصد الشريعة العظمى باعتدال فى الرؤى وتوازن فى النظر واسلوب عال فى الطرح والحوار. واردف فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام قائلا : وبدأت ملامح التحرش الشرس بمقدرات الأمة وقيمها حتى بلادنا لم تسلم من اعمال الاستفزاز والاستهداف فغرر ببعض ابنائها واصبحوا ادوات تنفذ من خلالها اعمال العنف والارهاب والتخريب والارعاب وسلوك مسالك الغلو والتكفير والتفجير والتدمير واخرين يعيشون حياة التفريق والجفاء بين التغريب والعولمة فى وضع يمثل صورة صارخة لمقدار التبعية الفكرية والانهزامية الثقافية لديهم مع المزايدة على الشريعة وتزييف الفكر والوعى الذى يستمد جذوره من التنكر لعقيدة الامة ورسالتها التاريخية والسقوط فى متاهات التقليد والتبعية واجتراء فكر الغير بانهزامية مفرطة يتبعها سعي حثيث لنسف هوية المجتمع وتغيير بنيته الفكرية ومنظومته الاجتماعية والطعن فى مناهجه الشرعية واعماله الخيرية والاغاثية والاحتسابية والتلاعب بقضايا المرأة والحجاب فكان لهم الوصاية عليها والمحاماة عنها وجعلها شماعة يعلقون من خلالها ما يهومون من انزلاق عقدى وفكرى للامة وحل للنسيج الاجتماعى المتميز فيها فى مشروعات التغيير واطروحات التنوير والتطوير التى يقصد بها النيل من ثوابت الامة وتغييب ثقافتها الشرعية. الثوابت الشرعية واعرب فضيلته عن خشيته ان تشهد المرحلة القادمة حربا ضروسا على القيم الدينية والثوابت الشرعية كما يخشى ان كلا من تيار الغلو والغلو المضاد اداة طيعة للاعداء المتربصين فى اختراق سفينة الامة وتسويق مشروعاتهم الفكرية والاجتماعية وبسط نفوذهم على مراكز الرأى فى الامة تحت مسميات براقة وشعارات خلابة تجعل التدمير والتفجير شهادة وجهادا كما تجعل الفساد اصلاحا ولهذا فان استبانه سبيل هؤلاء واؤلئك ورصد توجهاتهم عن طريق دراسات واستراتيجيات تزيل الشبه عن الاجيال اللاحقة يعد حفاظا على الفكر الوسطى المعتدل امام معاول الهدم والتخريب التى تحاول اسقاطه اما بالتفريط والجفاء او الافراط والغلو مما يؤكد ضرورة حماية الامن الفكرى فى الامة بتحقيق التعاون بين الجهات العلمية والبحثية والشرعية والامنية والاعلامية والتربوية لصد العدوان الشرس الذى يستهدف بلادنا فى عقيدتها وامنها وفكرها واقتصادها. واكد امام وخطيب المسجد الحرام ان احدا لا يرضى ان تبقى الامة مفرقة لا جامع لها تتخبط فى مواقع الفتن وتخوض فى مواضع المحن وتسبح فى بحر متلاطم بلا ربان مهرة بل احيانا بلا سفينة صالحة فكيف يكون هذا حال امة امرها الله بالتوحيد والوحدة وما الذى يمنع الصفوف من التراص والمواقف من الاجتماع ونحن امة الاخوة والوئام والتكاتف والتعاون والالتام والتلاحم والاعتصام اننا نريد ان نتجاوز الى محطة من التحرك انطلاقا من رؤى شرعية لا تروم المستحيل ولا تجافى الواقع ولكنها تهدف الى معالجة الامور على ضوء المقاصد الشرعية والضوابط المرعية. القواعد والاصول ودعا المسلمين وقادتهم وعلماءهم ودعاتهم وشبابهم الى المبادرة جميعا فى وضع البنية التحتية وحجر الزاوية الارضية فى سبيل نصرة دين الله معتصمين بشرعه مدركين انه لا حول لنا ولا قوة الا به وهو حسبنا ونعم الوكيل و لن ندرك غايتنا الا بهدايته ولن نحقق اهدافنا الا بتوفيقه ومعونته ولن نخرج من المحن والبلايا والنوازل والرزايا الا باعزاز دينه والغيرة على محارمه وتحكيم شريعته والوقوف فى صف دعاته فلا موضع بعد اليوم للتحيز والانفصال فضلا عن المناطحة والصدام وان مخافة الجماعة والانطلاق من رؤى ضيقة من التحيز والتحزب والاعجاب بالرأي وتسفيه الاخر مؤداه لا محالة الى الفشل الذريع. الأساليب المستهلكة وأوصى امام وخطيب المسجد الحرام جميع شرائح الامة واطياف المجتمع بالتحلى بالصدق فى الانتماء لدينها وعقيدتها وغيرتها على امن بلادها ووطنها فلم يعد الامر محتملا للاساليب الاعلامية المستهلكة كما لم يعد مجال للسكوت والتغاضى والتصنع والمجاملة امام كل فكر دخيل ومنهج وافد هزيل. وقال : اننا مطالبون جميعا فى كل ثغره ودائرة فى المسجد والاسرة فى البيت والمدرسة ووسائل الاعلام وقنوات التربية والتوجيه بتحرى الصدق مع الله فى خدمة عقيدتنا والدفاع عن بلادنا بعيدا عن المصالح الحزبية الضيقة والمكاسب الدعائية المحدودة وان ننزه مقاصدنا وألسنتنا واقلامنا عن تلك الاساليب الممجوجة التى تعج بها بعض الصحف والقنوات الفضائية والشبكات المعلوماتية فانه لم يعد ثم مجال لغير الصدق مع الله اولا ثم مع الرعاة ثانيا والرعية ثالثا وامتنا الاسلامية رابعا وخامسا المجتمعات الانسانية والعالمية التى ترقب حضارتنا وتتطلع الى محاسن ديننا وصلاح شريعتنا ونبل قيمنا. واضاف: لقد انقشعت بفضل الله ومنه سحائب الفتنة التى مرت على بلادنا حرسها الله وتساقطت رموز الفتنة بحمد الله كما يتساقط ورق الخريف فهل شكرنا المنعم المتفضل سبحانه عند تجدد النعم وتبدد النقم هل تفقهنا فى النصوص ووقفنا بحزم مع النفوس فى مراجعات صادقة ومحاسبات دقيقة فى تجاوز لمرحلة التشفى والشجب والاستنكار الى وضع الخطط والبرامج للعمل والحوار حتى لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. واوضح فضيلته ان الامة فى حاجة الى فقة السياسة الشرعية على وفق فهم الصحابة الابرار والسلف الاخيار لا على وفق المشاعر والانفعالات مع التأكيد على وجوب الاخذ بالنصوص المتكاملة وضبط المصطلحات الشرعية على وفق فهم السلف رحمهم الله وان لا نسمح للحماس المتدفق والعواطف ان تجرنا الى شطط فى الفهم وهوى فى الرأي واتخاذ المواقف.. والى الذين تشبعوا بالفكر التغريبى والفكر التكفيرى عليهم مراجعة انفسهم وان يصدروا عن علمائهم فذلك خير واجدى من ان يظل الانسان اسير فكرة محدودة او رأى مجرد.. وليعلموا ان المراجعات سنة محمودة وطريقة مشهودة سلكها اهل العلم والفضل والبصيرة منذ صدر التاريخ فكيف بمن هو دونهم فهل اعتبرنا بجماعات اتخذت ثقافة العنف والتغريب مسلكا فدخل نفق مظلما وكان عاقبة امرها خسرا ثم اعلنت بعد ذلك تراجعها واسفها لذلك الخلل الفكرى والانحراف المنهجى. الأفكار الضالة وقال امام وخطيب المسجد الحرام :اننا نذكر الذين مازالوا يهمون او حتى يتعاطفون او يسكتون امام هذه الافكار الضالة افراطا او تفريطا ان يعلموا اى جناية يجنونها فى حق دينهم وامتهم وبلادهم ولذا فان المراجعات فى هذه القضايا العامة والخطيرة ضرورة قصوى.. فان المسلم لو رجع الى الحق درجة مهما وصفه الواصفون خير له ان يلقى الله غدا وقد تلطخت صفحته بدم حرام سفكه فى غير حله او سار على ما لم يسر عليه سلفنا الصالح. حرم المحرمات وفى المدينةالمنورة أوصى امام وخطيب المسجد النبوى الشريف فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله موضحا أن من اتقى ربه رشد ومن أعرض عنه عاش فى كمد. وقال فى خطبة الجمعة ان الله فرض الفرائض وحرم المحرمات وأوجب الحقوق رعاية لمصالح العباد وجعل الشريعة لحفظ حياتهم ودواء لدفع أدوائهم وجاءت دعوة الرسل باخلاص العبادة لله وحده بخضوع وخشوع وطمأنينة ومقتت ما يصرف القلوب عن خالقها فكانت أول تضرعات الخليل عليه السلام لربه أن يبسط الامن على مهوى أفئدة المسلمين فقال رب اجعل هذا البلد امنا فاستجاب الله دعاءه قال سبحانه: ومن دخله كان آمنا. وأضاف فضيلته قائلا ان الله فضل البيت الحرام بما أحل فيه من الامن والاستقرار: (واذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) وامتن الله على ثمود وقوم صالح نحتهم بيوتهم من غير خوف ولا فزع فقال عنهم (وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين) ويوسف عليه السلام يخاطب والديه وأهله ممتنا بنعمة الله عليهم بدخولهم بلدا آمنا مستقرا تطمئن فيه نفوسهم (وقال ادخلوا مصر ان شاء الله امنين) وحبس الله عن مكة الفيل وجعل كيد أصحاب الفيل فى تضليل لتبقى كعبة الله صرحا آمنا عبر التاريخ. ولفت فضيلته النظر الى أن العرب قبل الاسلام كانوا يعيشون فى حالة من التمزق والفوضى والضياع تدور بينهم حروب طاحنة ومعارك ضارية وعلت مكانة قريش من بينهم لاحتضانها بلدا امنا.. قال تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرما امنا ويتخطف الناس من حولهم) بل وأقسم الله بذلك البلد المستقر الامن (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين).