رئيس مجلس الوزراء العراقي يصل الرياض    آل حيدر: الخليج سيقدم كل شيء أمام النصر في الكأس    إلزام موظفي الحكومة بالزي الوطني    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    لرفع الوعي المجتمعي.. تدشين «أسبوع البيئة» اليوم    492 ألف برميل وفورات كفاءة الطاقة    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الرياض.. عاصمة القمم ومَجْمَع الدبلوماسية العالمية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    القتل ل «الظفيري».. خان الوطن واستباح الدم والعرض    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    الرياض.. عاصمة الدبلوماسية العالمية    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    تجربة سعودية نوعية    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    انطلاق بطولة الروبوت العربية    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    فيتور: الحظ عاند رونالدو..والأخطاء ستصحح    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    سلامة موقع العمل شرط لتسليم المشروعات الحكومية    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعوات لإطلاق حرب عالمية ضد المخدرات
200 مليون مدمن ينفقون 500 مليار سنويا
نشر في اليوم يوم 28 - 06 - 2004

لم تعد المخدرات مشكلة قطرية، تلقي بتبعاتها على دولة دون أخرى، بل أصبحت مشكلة عابرة للمحيطات، تنشر أخطارها القاتلة في كل مكان، سواءً كانت الصحية، الاجتماعية، الاقتصادية، الأمنية.
من هنا تنطلق الدعوات لشن حرب عالمية، لمواجهة هذه الآفة الخطيرة, وإعداد البرامج الشاملة، سواءً التوعوية، أو الاجتماعية، أو الصحية، أو الأمنية، التي تكفل تحجيم انتشار المخدرات.
فالعالم ينفق 500 مليار دولار على المخدرات، فيما هناك أكثر من 200 مليون متعاط، وتؤكد أبحاث طبية ان جلسة التعاطي الواحدة تتلف 100 ألف خلية من خلايا الدماغ.
وعلى الصعيد المحلي، بلغ عدد مراجعي طوارئ مستشفى الأمل بالرياض خلال العام الماضي 11 ألف مدمن.
ولأن هذه الأيام تتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، لذا طرحت (اليوم) قضية المخدرات على عدد من المختصين والمهتمين حول حجم هذه المشكلة، واستطلعت آراءهم، والسبل الكفيلة بالحد من آثار هذه المشكلة.
جرس إنذار
يعتبر مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات اللواء محمد عبدالعزيز الفريح اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بمثابة جرس إنذار، ولفت نظر المجتمعات والأفراد، لتذكيرهم بخطورة المخدرات، وما يسببه استعمالها والاتجار بها من أضرار جسمية على الفرد والأسرة والمجتمع صحيا واجتماعيا واقتصاديا.. مضيفاً: ان المملكة وانطلاقاً من القيم والمبادئ الإسلامية وأحكام الشريعة الغراء، التي تنص على تحريم تهريب وترويج وتعاطي هذه السموم الخطيرة، فهي تشارك العالم بهذه المناسبة، مؤيدة تنامي شعور المجتمع الدولي بمحاربة هذه الآفة، والقضاء عليها، لما يشاهده الجميع من مآس لأشخاص وقعوا تحت وطأة داء المخدرات القاتل، وقدموا كل ما يملكون من غال ونفيس من صحة ومال وأطفال وعرض والعياذ بالله من أجل الحصول على هذه السموم.
وعن دور الإدارة العامة لمكافحة المخدرات واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات يقول: الإدارة واللجنة حريصتان على القيام بأداء واجبهما على أكمل وجه، لحماية الوطن وأبنائه من داء المخدرات، من خلال عدة محاور، أهمها المكافحة الميدانية، والقبض على من يثبت ضلوعه في تهريب أو ترويج أو حيازة هذا الداء الفتاك، إضافة إلى القيام بدور هام نحو محور العلاج والتأهيل. ولم تغفل هذه الأجهزة دورها الوقائي من خلال عدة جوانب، أهمها المشاركة في تفعيل الأسر والمرافق التعليمية والإعلامية للقيام بدورها الهام من خلال المكافحة.
ويناشد اللواء الفريح أولياء الأمور والمعلمين والإعلاميين للمشاركة والمساهمة مع الإدارة واللجنة في توعية المواطنين بمخاطر المخدرات وأضرارها الصحية والاجتماعية، وما تؤدي إليه من أمراض خطيرة، وتفكيك للأسرة وتشتيت للأبناء وضياعهم، إضافة إلى ما تسببه تلك السموم من جوانب لا تخفى في التقليل من الإنتاجية لأهم طاقة، وهم الشباب والإهدار للموارد الاقتصادية.. مهيباً بالجميع توعية المجتمع بتلك الآفة، لأخذ الحيطة والحذر، والقيام بدور فاعل لتحصين الأفراد من الوقوع فيها، مما يوفر مجتمعا ومؤسسات وأفرادا لهم دور فاعل مع أجهزة المكافحة للحد من انتشار تلك السموم والقضاء على آثارها بإذن الله.
حرب عالمية
ويرى نائب الأمين العام لمجلس الوزراء عبد الرحمن محمد السدحان ان الكل متفق على أن المخدرات هي قنبلة العصر ومحنة الزمان، وداء القرن، وبعبارة أخرى أكاد أجزم أنه مهما تباعدت شعوب الأرض مسافة أو اختلفت دينا، أو تباينت عرقا أو عرفا، أو تضاربت مصالح، وغايات تظل رغم كل شيء متحدة حول أمر يجمعها تحت مظلة الرفض المطلق للمخدرات صناعة وزراعة وتجارة وترويجا.
ويضيف السدحان: أضحت المخدرات هم شعوب وحكومات الأرض قاطبة، وغدا التصدي لها جهادا مقدسا، وجهدا قويما، تستقبله الضمائر الحية بشجاعة المحارب، وثبات المؤمن وصمود القوى الحليم.
ويتمنى أمين عام مجلس الوزراء لو يبلغ اهتمام الشعوب بهذه القضية حدا يجعلها تطالب الأمم المتحدة بعقد أكثر من مؤتمر دولي، لبحث وباء المخدرات، وسبل احتوائها، ردعا ووقاية، ومن ثم لا تكتفي بيوم عالمي كل عام للتذكير بأهوالها! لا بل تعلنها حربا عالمية ثالثة ضد هذا الوباء الخطير، وستبقى كذلك ما بقى الوباء ضاربا أطنابه داخل متاهات النفوس المريضة والضمائر الفاسدة.
ويرى السدحان ان من أدق خصوصيات ظاهرة المخدرات أنها تنمو فكرة وتفكيرا داخل صدور مصابة بدرن المادية الرخيصة، التي تلتمس الربح السريع بأي وسيلة أو ثمن، متنكرة لحرمات الدين ومثاليات الخلق وحقوق الإنسان. لذا اقترنت المخدرات بالعنف المسلح، وبالرذيلة وبكل وسائل السطو المادي والنفسي على الحرمات ما ظهر منها وما بطن، ولهذا السبب أقامت معظم الشعوب حدودا حازمة لحماية أبنائها من هذا الوباء، وسنت من النظم والإجراءات ما رأته لازما لردعه.
كما يرى ان المملكة، ورغم صغر حجم الرقعة الإحصائية للوباء، مقارنة بشعوب أخرى، كانت من أوائل دول العالم المتحضر مبادرة لردع وباء المخدرات، فطرحت عقوبة الإعدام لمن يعبث بقنبلة المخدر، يفجرها في وجوه الأبرياء، لتحصد النفوس، وتهدم البيوت، وتزرع الخراب في كل مكان. وفي تقديري أن المخدرات أخطر من أي داء، بل هي أشد من الفتنة ومن القتل، لأنها داء مستتر لا تراه العين إلا بجهد، ولا تكشفه البصيرة إلا بنصب، ولا يمكن احتواؤه إلا بتضحية، وهو يتسلل عبر الدروب المظلمة والمسالك الوعرة، حتى أحشاء الإنسان والحيوان استخدمت أوعية لتمريره عبر الموانئ والمطارات ومنافذ الحدود البرية.
المشكلات الاجتماعية
أما وكيل كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور صالح رميح الرميح فيرى ان المتأمل في طبيعة تلك المشكلات الاجتماعية المعاصرة، يلحظ دون جهد أن هذه المشكلات الاجتماعية الجديدة تعد مؤشرات تساهم في العديد من السلبيات التي تواجه عملية البناء والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والعمرانية, وان المجتمع السعودي، وخلال العقود الثلاثة الماضية شهد تغيرات وتحولات في بنية المجتمع، أثرت بدورها على طبيعة الظروف والأوضاع داخل المجتمع.. مضيفاً: إن هذه التغيرات قد تثمر عن تحولات إيجابية أو سلبية في طبيعة البنية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع. وقد اصطلح علماء الاجتماع فيما بينهم على تسمية تلك الثمار السلبية لبعض التحولات المجتمعة بالمشكلات الاجتماعية. كما أن المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها أي مجتمع، إنما هي ترتبط بخصوصية هذا المجتمع.
ويرى الدكتور الرميح ان مشكلة انتشار المخدرات بجوانبها الثلاثة (إدمان، تعاطي، اتجار) في مجتمع ما تعد أبلغ صور الإفساد المنظم للمجتمع، وواحدة من أبرز المشكلات الاجتماعية. لذا فإنه وبالنظر إلى مشكلة المخدرات نجد انها مشكلة ترجع إلى عجز، أو خلل في عملية التنشئة الاجتماعية، على مستوى الأسرة أو المدرسة، أو لسوء استخدام وسائل الاتصال أو الفضائيات في الدعوة إلى قيم اجتماعية وأنماط سلوكية بعينها أو لضعف العقاب أو الرقابة الأمنية.. الخ.. مضيفاً: لن يصل بنا بحال من الأحوال للكشف الحقيقي عن أسباب وجذور هذا المرض الاجتماعي، الذي يدمر المجتمع من الناحية الاقتصادية والمقدرة على العمل والإنتاج. وهذا التفسير الناقص يقودنا إلى إشكالية أحادية النظر لمشكلة المخدرات وغيرها من المشكلات الاجتماعية، وبالتالي عدم المقدرة على فهمها وتفسيرها، ومن ثم علاجها.
ويؤكد الرميح ان تعاطي المخدرات، وغيرها من المشكلات الاجتماعية، ليست ظاهرة أخلاقية أو نفسية منعزلة، وإنما هي مشكلة اجتماعية وليدة خلل عام يصيب المجتمع ومؤسساته المختلفة، وبالتالي يتطلب من مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية التكامل في التعامل، وعمل السبل الاحترازية في مواجهة هذه المشكلات، فكل منها عليه مسؤولية ووظيفة محددة تتكامل، ولا تتعارض مع أدوار الآخرين (أفراد، مؤسسات، مجتمع).
جهود وطنية للمكافحة
مدير إدارة الشئون الوقائية رئيس برنامج الدعم الذاتي سكرتير اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عبدالإله محمد الشريف، يعترف بان المملكة تأثرت في السنوات الأخيرة بآفة المخدرات، ولكنه يقول: إنها أقل دول العالم تضررا من هذه الظاهرة.
ويستعرض الشريف الجهود التي بذلتها المملكة لمحاربة هذه الآفة.. ويقول: هيأت الدولة جهازا مستقلا يتبعه أكثر من 90 إدارة، موزعة على مناطق المملكة، وشكلت اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، التي تهتم بالتوعية بأضرار المخدرات، ومتابعة ورعاية التائبين من إدمان المخدرات، وأقرت عقوبة الإعدام بحق مهربي المخدرات، والمروجين إن تكرر منهم ذلك، وأنشأت مصحات متخصصة لعلاج وتأهيل المرضى ومهربي ومروجي المخدرات، وإجهاض عمليات التهريب، وتوعية المواطن والمقيم بأخطار هذه الآفة، وحمايتهم من وصول المفسدين إليهم.. مضيفا: ان اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سبق أن نفذت العديد من البرامج الوقائية، من خلال المحاضرات، وعقد الندوات، وإقامة المعارض، وإنتاج الأفلام التلفزيونية، لتعريف المجتمع بأخطار المخدرات الصحية والاقتصادية والاجتماعية.
كما يستعرض الشريف الأخطار المتعددة للمخدرات.. ويقول: من الناحية الاقتصادية هو استنزاف لأموال الدولة، وبدلا من تحويل هذه المبالغ إلى تطوير البلاد، فهي تصرف على المستشفيات العلاجية والبرامج التوعوية، ودعم جهاز الإدارة من الآليات والكوادر البشرية. ومن الناحية الصحية، فالمخدرات تسبب العديد من الأمراض، التي أكدها الطب الحديث، مثل أمراض السرطان والكبد الوبائي المزمن وبتر الأطراف والإصابة بالأمراض المختلفة في الجهاز العصبي والهضمي، فضلا عن الأمراض النفسية والعقلية والإيدز. أما من الناحية الاجتماعية فهي تؤدي إلى تشريد الأبناء، والتسبب في الطلاق والتفكك الأسري وضياع مستقبل الأبناء، وأولياء الأمور يقع على عاتقهم تربية الأبناء والاهتمام برعايتهم.
أضرار شاملة
ويؤكد وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي الدكتور عبدالله إبراهيم الشريف تنامي مشكلة المخدرات في السنوات الأخيرة، حتى أصبحت مشكلة لا تنحصر في دولة أو إقليم واحد، بل انتشرت في كل أنحاء العالم، وارتبطت بمشاكل أمنية وصحية واقتصادية واجتماعية، مما دعا دول العالم أجمع إلى اتخاذ كافة السبل لمنع أو الحد من انتشار هذه الآفة الخطيرة بين أفراد المجتمع.
ويستعرض الدكتور الشريف أضرار ومفاسد المخدرات، التي منها: إضعاف جانب الإيمان لدى الشخص المتعاطي للمخدرات، فالتعاطي يجعل المرء يتهاون في الصلوات، وقد يتركها نهائياً، ويفرط في العبادات عامة، ويسهل عليه ارتكاب المحرمات. كما ان البعض قد يلجأ إلى ارتكاب الجرائم والسرقة وترويج المخدرات، للحصول على المواد المخدرة. بالإضافة إلى ان السلوك العدواني مع الأهل والمجتمع، واضطراب العلاقة مع الآخرين، وهناك الأضرار الصحية الكثيرة والخطيرة، التي تنتج عن استعمال المخدرات فعلى سبيل المثال فإن تعاطي المواد المخدرة بالحقن الملوثة يؤدي إلى الإصابة بمرض الإيدز والالتهاب الكبدي الفيروسي وأمراض ميكروبية أخرى، كما ان تعاطي الكبتاجون بجرعات زائدة يحدث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، قد تنتهي بالشلل أو الوفاة. أما إدمان الكحول فيؤدي إلى تليف الكبد. وهناك الغياب عن العمل وضعف الأداء فيه، الذي قد يؤدي إلى الفصل من العمل، فضلاً عن التفكك الأسري واضطراب العلاقة مع أفراد الأسرة.
أسباب السقوط
ويرجع وكيل وزارة الصحة المساعد للطب العلاجي أسباب الوقوع في براثن المخدرات لجوانب متعددة، أبرزها الرغبة في الانتماء لمجموعة أو شلة الأصدقاء الذين يتعاطون المخدرات، وحب الاستطلاع لدى الشباب وإظهار الرجولة، والاعتقاد الخاطئ بحدوث تحسن في القدرة العقلية أو البدنية أو الشعور باللذة، والهروب من الواقع للفئات التي تعاني مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، وإيقاع شخص في الإدمان من قبل أشخاص بالتعمد، ثم استغلاله في الترويج، وهناك الرغبة في التخلص من بعض الاضطرابات النفسية.
العلاج ممكن
ويؤكد الدكتور عبدالله الشريف ان الإدمان مرض من الأمراض التي يمكن علاجها، ففي المملكة 3 مستشفيات في الرياض وجدة والدمام ومركز للتأهيل النفسي بالقصيم، جميعها متخصصة في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لمرضى الإدمان، ويعالج المريض بواسطة فريق متكامل متخصص في المجال، والعلاج يكون بطريقة شمولية، فلا يقتصر على مجرد وصف الأدوية فقط، ويتم ذلك وفقا لبرنامج معين، يبدأ من علاج الأعراض الانسجابية التي يعاني منها المريض، ومن ثم علاج الأمراض العضوية المصاحبة للإدمان، والبدء في العلاج الديني والنفسي والاجتماعي، بهدف تقوية الوازع الديني لدى المريض، ومعالجة الاضطرابات النفسية المصاحبة للإدمان، وتعريف المدمن بحقيقة الإدمان، ومساعدته على التخلص منه، عن طريق جلسات العلاج النفسي والمعرفي والسلوكي، إضافة إلى مساعدته في حل المشاكل الاجتماعية والمادية التي تواجه المريض. كما أنه يتوفر بهذه المرافق الصحية المتخصصة العلاج التأهيلي، حيث يعالج المريض عن طريق العمل، ويشتمل على عدد من الأنشطة المتنوعة، التي تتناسب مع ميول المرضى وقدراتهم، كالأنشطة الرياضة، والأعمال المهنية لتنمية القدرات مثل الرسم، الزراعة، النجارة، فضلا عن الأنشطة الثقافية، والقيام برحلات خارجية.. مضيفاً: ان وزارة الصحة قامت مؤخرا بتوسيع الخدمات المقدمة لعلاج الإدمان، بتوجيه مستشفيات الصحة النفسية المنتشرة بمناطق المملكة بتوفير الخدمات العلاجية لهذه الفئة من المرضى، إضافة إلى السماح للقطاع الخاص بافتتاح أقسام ومراكز علاجية للإدمان، بشروط وضوابط محددة.
الهجوم وليس الدفاع
ويرى مفرح غاطي الرشيدي، عضو هيئة التعليم والتدريب بكلية التقنية بحائل أن الرؤى تعددت تجاه قضية المخدرات، كما تعددت أساليب التعامل معها، بناء على الزاوية التي ينظر من خلالها، فمن نظر إليها من منظار الناحية الشرعية والدينية تعامل معها على هذا الأساس، ومن نظر إليها من ناحية أخرى، سواء كانت اجتماعية أو قانونية أو نظامية أو أخلاقية أو أمنية، تعامل معها وركز مجهوداته للجانب الذي ينظر إليه، لكن تلك المجهودات والتعامل معها بتلك الطرق والأساليب لم يحد بشكل واضح من تعاطي المخدرات وتجارتها.
ويرى الرشيدي أن أول الخطوط لمحاربتها ليس الدفاع، بل الهجوم، من خلال الاعتماد على الله سبحانه وتعالى في كل شيء، ثم بناء قاعدة وعي اجتماعي صلبة حول حقيقة المخدرات بصورة واقعية، بعيدا عن التهويل، مرتكزة على آثار المخدرات بعيدة المدى، ثم النظر للمخدرات كقضية عالمية، ربما تتحول إلى (كونية) من خلال جزئيتين متقاربتين منفصلتين، الأولى، وهي الأهم، السيطرة على الأسباب المؤدية لتعاطي المخدرات، خاصة عند صغار السن المراهقين والشباب، والجزئية الثانية محاربة منتجي ومروجي المخدرات، من خلال التضييق على غسيل الأموال وحماية الحدود ومنافذ تهريبها، وكل ذلك يصب في بوتقة التعامل مع الأسباب، وليس النتائج، من خلال الدراسات العلمية المتخصصة حول المخدرات.
محاربة المخدرات بالرياضة
ويركز رئيس مجلس إدارة نادي الجبلين محمد حمد السيف على دور الرياضة البارز في مكافحة المخدرات.. ويقول: الجسم السليم في العقل السليم، وممارسة الرياضة تبعد الشباب عن هذه الآفة المدمرة. وممارسو الرياضة بعيدون كل البعد عن آثار هذه الآفة، التي تهدم المجتمع والمؤثرة على الفرد والمجتمع.. مضيفاً: ان فراغ الشباب مشكلة عظيمة، لذا يجب على الشباب أن يشغل وقته بما يفيده، ويعود بالنفع عليه وعلى مجتمعه لأننا في عصر البناء لا الهدم، فنتأثر بمن جرفه التيار نحو الهاوية، بل ننظر للأمام نظرة مستقبلية كلها تفاؤل وأمل بحياة سليمة خالية من آثار هذه الآفة الخطيرة.
اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات
تم تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بأمر من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، بموجب خطابه الموجه لوزير الصحة، بحيث تضع هذه اللجنة برنامجا مدروسا ومكثفا، يهدف إلى بلورة وعي شامل بحقيقة المخدرات وأخطارها ونتائجها.
وتهدف اللجنة إلى وضع برامج مكثفة ومدروسة وخطط وقائية، تهدف إلى بلورة وعي شامل بحقيقة المخدرات، وأيضاً وضع الأسس لتوعية أفراد المجتمع بأخطار تلك الآفة من خلال: عقد الدورات، إقامة الندوات، إلقاء المحاضرات، طبع الكتيبات والنشرات والمطويات، عرض سلايدات، إنتاج الأفلام والبرامج التلفزيونية، التي توضح بالكلمة والصورة أضرار المخدرات الصحية والنفسية والاجتماعية. ومن أهدافها أيضاً الدعم الذاتي (الرعاية اللاحقة)، الذي يهدف إلى متابعة ورعاية المتعافين بعد خروجهم من مستشفيات الأمل، والعمل على استمرار اجتماعاتهم في مستشفيات الأمل وبيوت الشباب.
برامج توعوية محلية بأضرار المخدرات
أكثر من 200 مليون متعاطي مخدرات في العالم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.