تفتح الجامعات أبوابها لاستقبال الخريجين والخريجات وتدور رحى المفاضلة وانتقاء الأكفأ والأجدر ماهي الا اسابيع حتىتعلن الجامعات والكليات اكتفاءها باعداد زهيدة مقارنة باعداد المتقدمين لتنحني الاعناق التي ابتهجت بالامس بفرحة النجاح والسرور به وسماع التبريكات على اعقابها وتجد نفسها اسيرة الحسرات وقابعة خلف الاسوار تنظر نظرة تطلع اقتلع جذورها اليأس وارداهابدون عملا ولا مقعد يهنأ فيه او جميل يرده لهذا الوطن.في هذه الحلقة نحاول تسجيل الاراء المحبطة للتعرف على النواحي النفسية وتأثيرات قضاء اعوام بلا دراسة وكيف ينظرون لأنفسهم والحياة من حولهم الا ان اليأس قد كمم الأفواه الا عبارة واحدة خرجت لتقرع اذاننا (مافي فائدة) لذا سعينا الى ايصال هذه الحرقة من خلال استطلاع اجريناه مع من كانت لهم إما تجربةاو قرابة او صداقة او صلة بمن ذاق مرارة الحرمان حتى ينقلوا لنا بعضا من تلك المرارة الحارقة وان كان السامع ليس كالشاهد. هدم الأمل يرى محمد سعيد عبدالله البشيري ان سنين الدراسة في التعليم تهدف الى تسليح الفرد بالعلم النافع كوسيلة لتكسب العيش بعد تأهيله الجامعي اذ لم يعد لشهادات الثانوية العامة مجال يذكر الا ما ندر من الوظائف المتناثرة هنا وهناك والتي لاترقى الى طموحات الشباب ولكن عندما يفاجئ الطالب بحسرة كبيرة امام الأبواب المقفلة في وجهه دون ان يعطى الفرصة لاكمال دراسته الجامعية فان هذا يعد مشكلة حقيقية واحباطا كبيرا قد تكون له افرازات سلبية تحطم طموحاته وتهدم آماله. واشار الى الاوقات المريرة التي يخضع لها الطالب الذي لا يحالفه الحظ في الحصول على مقعد جامعي فالجميع يشعر بمجرد حصوله على شهادة الثانوية العامة ان له الحق في الدخول الى الحرم الجامعي وبالتالي اذا حرم هذا الحق يكون لديه شعور بالاحباط وخيبة الامل. خسارة الطاقة واشار حجاج حمود العصيدان الى جانب آخر يتمثل في خسارة الطاقة والانفاق المبذول على تأهيل الشاب الذي لايجدله محلا او موقعا داخل الحرم الجامعي حيث ان الدولة تصرف مبالغ طائلة لتعليم الفرد تصل في المباني المستأجرة الى 32 الف ريال تقريبا وعندما لايتستفيد هذا المتعلم او المخرج من هذه السنوات التي قضاها في غرفة الدراسة حتى يتنسى له موقعا جامعيا معنى ذلك انه اهل تأهيلا منقوصا ويؤدي ذلك ان الوطن والدوله لاتستفيذ تلك الفائدة المرجوة مما يعني ان المصروفات كانت اقل من العائد وهي خسارة وطنية كبيرة لذا كانت الجامعة ملزمة بقبول ابناء وطنها لتنمية الثروة البشرية وزيادة عدد ابنائها الحاصلين على شهادات اكاديمية لتوسيع مداركهم وزيادة قدراتهم العقلية وصقلها بالخبرات الجامعية. مجتمع الأسرة وذهب سعيد حسين العريفة الى الاحباط الذي يسري ليس في الخريج فقط بل حتى في مجتمعه الأصغر وهي الاسرة فكم من اب حلم بدخول ابنه الجامعة ورسم الاحلام الوردية وبنى الآمال على ان يكون ابنه عضدا له في حياته. وتساءل العريفة عن ذلك الشعور المر الذي يجنيه الاب مبكرا ويصبح المنقذ والمساعد عالة على اسرته دون ذنب فالكل يعرف ان صاحب الشهادة الجامعية قد لايجد له موضعا مناسبا ولاحياة مستقرة وفق طموحاته وآماله وتتناسب مع ارتفاع الاسعار والغلاء الفاحش الذي يعتبره اصحاب الارصدة والدخل المرتفع مقبولا فكيف بمن وقفت العقبات والصعاب واغلقت الابواب الجامعية في وجهه. واضاف وان كان قطاعاتنا المهنية تحتاج جزءا يسيرا مسلحا بالمشاق وتكبد الصعاب ومقارعة العمالة والأدوات والحرف فسيظل الجزء الاكبر ضائعا بين ابواب موصدة ومهن لايطيقها. ناقوس خطر وقال محمد حذيفة الاحمدي ان هناك انفصالا تاما بين المنتجات والمخرجات ولم يحدث حتى يومنا هذا التوافق رغم ان لدى الوزارات بمختلف تعدداتها واختصاصاتها احصائيات السرية التي لاتطلع الوزارات المعنية عليها وهذا سبب الخلل فكثير من الابناء تصيبهم انكسارات وربما تقودهم الى مشارب اخرى ويكونون عرضة للاصطياد من قبل المخربين بكافة صورهم واشكالهم وهذا بحد ذاته ناقوس خطر يحب مراعاته في الايام القادمة من خلال وضع استراتيجيات مبنية على احصائيات دقيقة تبدأ بالمدرسة وتنهي بالوظائف مرورا بالتعليم الجامعي والمهني وحاجة الوطن وسوق العمل. ثروة مهدورة وبين محمد حسن السلمي ان الخريج من الثانوية اذا لم يجد له فرصة عمل وخاصة انه يتخرج في قمة حيويته ونشاطه في سن الثامنة عشرة او العشرين اذا تأخر في دراسته بشكل كبير وهذا يعني انه مليئ بالطاقة والحيوية والفعالية فاذا لم يشغلها بالأعمال المفيدة له ولوطنه وبلاده فسوف اما تهدر وهي خسارة بشرية وثروة كان من الممكن ان تنتج لهذا البلد شيئا او تسد ثغرا او تحل في مكان اوانها سوف تنحرف وتكون عائقا كبيرا سواء كان هذا الانحراف سلوكيا بممارسة الافعال القبيحة او محرما كالنشل والنهب من اجل التعويض المالي او بالضرر على نفسه كالوقوع في دهاليز المخدرات وتبعاتها وكل هذه خسارة فادحة. ثمن العشوائية واكد جابر حمود الزهراني ان الشاب يتأثر نفسيا اذا لم يحصل على مقعده في الجامعة فهو يرى سنين عمره التي قضاها في الدراسة ذهبت سدا ولم يطل مايريده ولم يحقق الحد الادنى من طموحاته وهذا له مردود سيئ وسلبي قد يؤدي به الى الامراض النفسية والتفكير المستمر بل قد تطور الحالة الى ان يصبح ناقما على كل من حوله لانه يرى انه وقع تحت طائلة ظلم ولم يمنحو حق الدراسة ولم يؤمن له مقعدة الجامعي رغم انه ادى ما عليه واهل نفسه بشهادة الثانوية العامة وله جميع المواصفات المطلوبة اما كون ان الاعداد زائدة فقد لايرى مشكلته بل مشكلة الجامعة نفسها التي لم تطور منشآتها وقدراتها واصبحت مكانها جامدة منذ انشائها دون مراعاة زيادة عدد السكان والكثافة العددية والالحاح على الجامعة كمطلب اساسي يضمن سبل العيش الميسور. الفراغ القاتل اما فيصل علي المذكر فيرى ان الفراغ قاتل وقد حذر منه الفلاسفة والتربويون منذ القدم لادراكهم انه مفتاح كل شر والخطوة الأولى لكل خطية والشاب الذي يقع في الفراغ لايام تنهال عليه افكار وتصيبه احلام كابوسية تجعله يفكر بشغل وقته باي طريقه فاذا كان الشاب يخلد سنة بدون دراسة جامعية والجميع من حوله مشغولون باعمالهم اخوانه الاصفر في مدارسهم وامه في العمل وابوه في شغله فماذا عساه ان يفعل؟! هل يتحول الى عالة على اسرته وخاصة ان بعض الآباء يفصح بها جهرا نهارا ربما بنيه حسنة لكنها تقع على سامعها كالسيف البتار وهنا قد يتحول الشاب ويكتسب سلوكا غير مقبول يضربه نفسه واسرته والمجتمع ونحن من عبدله الطريق. حالات الانحراف وذكر زهير سعيد الغامدي قصة مؤثرة لعاطل عن العمل والدراسة رغم نجاحه في الثانوية العامة بتقدير جيدجدا الا ان الجامعات والكليات رفضت دخوله بسبب اكتفائها فما كان منه الا ان اتجه الى سوق العمل والذي اعطاه من الاعمال ادناها واشقها وراتب زهيد لايكفي قوت يومه فتحول هذا الشاب رغم سمعته الحسنة وسيرته النقية التي يشهد لها اصحابه وزملاء الدراسة الى سارق يقفز على البيوت ويسرق ما فيها تم يبيعها. واشار الغامدي ان هذه الحالة قد لاتكون هي الاولى او الوحيدة فبعض الأسر لايعولها الا واحد فماذا يفعل؟! تصرفات غير مشروعة وبين سعد عبدالله العتيبي ان الشاب الذي لايوفق في الدخول الى الجامعة يقضي جل وقته بدون فائدة اما متابعة افلام ومسلسلات لاطائل فيها او مباريات متناثرة او جولات ومعاكسات وتصرفات غير صحية وبالتالي احرق زهرة شبابه. التأهيل واوضح محمد العنزي ان من يتعرض لصدمة عدم القبول يتحول الى انسان محبط لايسعى الى تطوير نفسه وان قبلته الجامعة فيما بعد لان مجرد الاحساس باليأس صعب وقد يكون هناك نماذج عصامية ولكنها نادرة اما الطبيعي فان الاحباط واليأس من العوامل المثبطة لتطوير الذات وقتل الطموح والقدرات. الدونية بينما تناول ضاري العنزي ان رفض الجامعة القبول يشعر الشخص بالدونية في داخله انه اقل ممن التحق بالجامعة وهذا شيء خطير قد لايكون صحيحا فكم من مبدع ومخترع وناجح اعتمد على مدرسة الحياة واتقن فيها الا ان الحياة العصرية قد تكون فيها مثل هذه النماذج قصص تاريخية وروايات للجدات قبل النوم. واشار ابراهيم عبدالرحمن المهنا الى ضرورة تآزر الاسرة واجتماع الاب مع ابنائه حتى لايقع ضحية رفض الجامعة. وختم صلاح شباب السعدي بان عدم قبول الطالب يسبب حالات نفسية وخسارة للوطن وللاسرة وللفرد. فرص محدودة للقبول الالتحاق بالجامعة حلم صعب المنال