ازداد في الفترة الاخيرة عدد السيدات اللاتي احترفن مهنة الغناء أو ما يطلق عليهن باللهجة المحلية (الطقاقات)، حيث اصبحت هذه المهنة ذات رواج دائم، فقل ما يقام حفل زفاف بدون ان يتم الاتفاق مع عدد من الطقاقات، حتى غدت تلك الفرق الفنية سمة من سمات حفلات الزفاف بالمملكة ومنطقة الخليج. (اليوم) حاولت الاقتراب من عالم الطقاقات، والتعرف عن كثب على ما يدور في كنفه فكان لنا هذا الاستطلاع: رئيسة الفرقة بداية تحدثت ام محمد (مطلقة) التي وصفت نفسها برئيسة الفرقة.. تقول: بدأت الغناء منذ ما يقارب 15 عاما مع احدى الفرق المحلية، وكنت اتقاضى كل ليلة المبلغ المتفق عليه قبل الحفلة، الذي لم يكن يتجاوز 700 ريال لكل فتاة مشاركة، ولا يكون ذلك المبلغ مشروطا، فهو قابل للزيادة، ولا اخفيك سرا بان 700 ريال لم تكن تكفي في كثير من الاحيان، لاسيما حينما يتطلب الامر ملابس جديدة للظهور بها في المناسبات المختلفة حيث لا ارضى ان اكون اقل من اية مدعوة لذلك الحفل، ولكن والحمد لله بعد عمل 9 سنوات استطعت ان اؤسس فرقة بمساعدة بعض الاخوات وكونت الفرقة بعد ان تدربت على الغناء واصبحت لي الجراءة ان اغني وحدي وزاد دخل الفرقة اضعاف مدخول الفرقة الاولى التي كنت اعمل بها حيث اتقاضى في الليلة الواحدة من 7 الاف ريال الى عشرة الاف ريال والحمدلله استطعت ان احقق الكثير من طموحاتي بما اكسبه واؤمن حياتي وحياة اسرتي. حب الغناء والفن وقالت المغنية امل (غير متزوجة) اني اعشق الغناء منذ الصغر واحسست ان لدي موهبة غنائية ولكن مدفونة ولربما الحاجة المادية كانت السبب الرئيسي الذي دفعني لاغني في الافراح وحفلات الزفاف بداية تقاضيت 3 الاف ريال في الليلة الواحدة ولمعرفة الناس بي وارتفاع الاسعار ودخول غرباء استطعت وبمساندة شقيقاتي ان أؤسس فرقة ورفعت اجرى في الليلة الواحد الى 12 الفا اعتقد الكثير بان المبلغ هذا في الليلة الواحدة ضربا من ضروب الجنون واني سوف ازج بالفرقة الى الافلاس وكان هذا الواقع اشبه ما يكون بالحقيقة ولكن والحمدلله استطعنا تجاوز تلك الفترة وتستطيع ان ترى الجدول الخاص بنا فان فرقتي محجوزة طوال الصيف ما بين حفلة خطوبة او زفاف او ملكة او حفلة خاصة ولا انكر اني احيانا بسبب الارهاق اعتذر فاما اقدم حفلا يروق لمن اولوني هذه المهمة اولا فانا لست مثل الكثيرات فسمعة اسم فرقتي هي همي الاول اما الناحية المادية ستعوض اما عاجلا او اجلا. متاعب وارهاق وتساءلت نورة (ارملة) صاحبة فرقة بقولها ماذا 12 الف ريال ان هذا المبلغ لايأتي بهمه فالوقت قد تغير والفن قد تطور فعازف الاورج لوحده يأخذ مبلغا والمرددات وان كان الحفل كبير نستعين باخريات وغير ذلك من امور عديدة، فنحن نسهر احيانا حتى ساعات الصبح الاولى ونسعى لتقديم الاغاني الجديدة والحديثة والمطلوبة اضافة لذلك نحرص على خفة الدم لكسب تفاعل الجمهور وتعاطيه معنا فنحن في فرح كما احرص انا وفرقتي على تدريب طبقات صوتي انا والعاملات معي من اعضاء فرقتي فكما تعلم نحن نعمل في فترة الصيف وبشكل يومي وهذه المهنة فيها من الارهاق والتعب الشيء الكثير فالسهر لوحده يستنزف عمر الانسان واضافة الى الارهاق المستمر وبشكل يومي ولكن مع كل ذلك والحمد لله استطعت ان أؤمن لاسرتي الحياة الكريمة التي كنت اطمح اليها واتمناها فقد شيدت السكن الفاخر واوفر لابنائي وبناتي الحياة الكريمة والحمدلله. نحسب كل شيء بدقة (نواظر) عضوة في فرقة فنية قالت: لابد ان يكون هنالك اتفاق على كل شيء حتى اصغر التفاصيل حتى لا يحدث اي اشكالية لاسمح الله وحتى تكون الصورة لديك اوضح هنالك اصحاب حفل يطلبون منا ان نغني الى الفجر فهل الاجر الذين يدفعونه هؤلاء كأجر اصحاب الحفل الذي ينتهي الساعة 12 او الساعة الواحدة فجرا.. بالطبع لا ولاحياء حفلة مهما كانت نستلم اولا العربون عند الحجز وذلك للتأكد من الجدية فمن غير المعقول ان اذهب لمكان ومعي ما يقارب 8 او 9 سيدات معتمدات على اتفاق مبدئي وعربون فقط ونحضر احيانا قبل الوقت المحدد للحضور ولكن احيانا نادرة تكون المواصلات غير متوفرة او بها اشكالية معينة. طقاقة بشهادة ثانوية وقالت مزيونة (عضوة فرقة فنية) متزوجة وأم لابنتين و3 اولاد ان زوجها لم يمانع مطلقا في ان تعمل في هذا المجال فهي مهنة مثل الكثير من المهن وان كان البعض يعترض عليها لان فترة عملها في المساء فقط فلماذا لايعترضون على الطبيبات والممرضات؟ وتابعت مزيونة حديثها بقولها: انا حاصلة على الشهادة الثانوية العامة قسم ادبي وفر لي الوظيفة المناسبة وسوف اترك فرقة الطقاقات من الغد فهذه المهنة فيها ارهاق والتزام وتعب مضن يصعب وصفه ولكن هذه المهنة عموما افضل بكثير من تسول، قوتي وقوت اطفالي والعيش على صدقات المحسنين ورفضت مزيونة الافصاح عن المبلغ الذي تتقاضاه في الليلة الواحدة واكتفت بقولها الحمد لله الحالة مستورة ورئيسة الفرقة تعاملني كابنة لها. النظرة الدونية للطقاقة وبألم تحدثت حصة ابنة رئيسة فرقة فنية بقولها ان الكثيرين ينظرون لنا نظرة دونية وذلك برغم كل محاولات التودد والتقرب منا اذا طالبونا ان نحيي لهم حفلا او نخفض لهم في السعر المقرر في مثل تلك الحفلات ولكي ادلل لك على النظرة السيئة لنا من قبل المجتمع فمن يرضى ان يقترن بطقاقة؟ ولا تشفع لها صلاتها واستقامتها وطاعتها وربما يكون ذلك السبب الرئيسي بان اغلب الطقاقات مطلقات او غير متزوجات وتلك مشكلة المجتمع وليست مشكلتنا، وانا وعيت على هذه الدنيا وانا اسمع صوت (الطق) حيث كانت والدتي تصطحبني معها للافراح وحفلات الزفاف ولا اجيد غير هذه المهنة ولا اخفيك سرا بان امنيتي ان اكون معلمة ولكن ما نتقاضاه في ليلة واحدة يفوق راتب الشهر بأكمله لمعلمة. العزف على الاورج ووصفت سارة عاملة بفرقة فنية (طقاقة) بان اغلب شروط اهل الحفل تتمثل في امور من ابرزها الحضور لمقر الحفل مبكرا، اداء الاغاني الحديثة، الغناء المتواصل طوال فترة الحفل اصطحاب آلة (اورج) في الحفل وكان سابقا يوجد رجل يعزف على الاورج خلف قاعة النساء اما الان فقد استطعنا تدريب بعض الفتيات على العزف على الاورج وبهذا زال التخوف من وجود رجل خلف قاعة النساء يعزف واضافت سارة بان رئيسة الفرقة عادة هي التي توزع الادوار علينا بحيث تكون هنالك مغنيتان او مغنية واحدة و6 سيدات يرددن معها ويطقون الدفوف وتساءلت سارة عما وصفته بالزواج الاسلامي؟ قائلة وهل هنالك زواج كفري حتى يكون هنالك زفاف اسلامي؟! حفلات بدول الخليج وقالت احدى عضوات فرقة طقاقات بمدينة الدمام ان اغلب الناس يتعرفون علينا من خلال الحفلات التي نحييها او من خلال ما يسمعونه عنا والتعامل مع الناس شيء اساسي وقد تندهش بانه سبق وان احيينا عددا من حفلات الزفاف في كل من قطر والامارات وطبعا السعر يختلف حيث يصل الى ما يقارب 20 الف ريال وتابعت العضوة حديثها واصفة بان موسم الطقاقات في فترة حفلات الزفاف التي عادة ما تكون خلال فترة العيدين وايضا فترة الاجازة الصيفية وكثيرا ما تحدث مشاكل ونزاع في حفلات الزفاف والتي تكون عادة ما بين اهل العروس واهل العريس وتحدث بعض الاشكاليات احيانا عند احياء الحفل باكثر من فرقة واحدة وكثيرا من المشاكل كانت تحدث بشأن (النقوط) والتي انتهت الان والحمد لله. لايتم الزواج بدونها (أم بدر) سيدة تصادف وجودها امام احد مقار الفرق الفنية (الطقاقات) بمدينة الدمام كانت تهم بالدخول اليهم تحدثت ل(اليوم) واصفة اولئك الفرق بان امرهم اصبح متفاقما ولايطاق، فاسعارهن مبالغ بها جدا فالشاب حديث التخرج والذي سيتزوج يعاني كثيرا من تكاليف الزواج من مهر وشبكة وصالة افراح وغيرها من تبعات الزواج واخيرا تأتي الطقاقة التي سيكون نصيبها مضاعفا من ميزانية ذلك الشاب فأصبحت الطقاقة في ايامنا هذه دورها كدور المأذون لايتم حفل الزفاف الا بحضورها حتى اصبحت ضرورة بعد ان كانت ترفا، وفي ايامنا السالفة كانت فتيات العروس وقريباتها هن من يحيون الحفل بقصائد واهازيج تربينا عليها والفرحة تكون اشمل واعم حين كانت احتفالات الزواج تستمر 3 ايام على اقل تقدير ان لم تكن اسبوعا، وهذه الفرقة طلبت مني 8 الاف ريال بعربون غير مسترد في حالة الغاء الحفل او ايضا الغاء العقد او الاتفاق. أصوات نشاز وفي احدى السيارات كانت متوقفة امام مقر احدى الفرق الفنية (الطقاقات) وكان بها شاب ينتظر عائلته التي دخلت عند الطقاقات للتفاوض احتفالا بزواجه قريبا وقال ان اهل عروسه هم من اختاروا هذه الفرقة الفنية بالذات تحديدا بزعم ان طقهن جيد وانا على يقين بان الفن في طريق وهن في طريق اخر أصوات نشاز والمشكلة ان النساء يطربن لهن، وهذه الفرقة الثالثة التي نزورها حيث ان الفرقتين السابقتين كانتا محجوزتين لاحتفالات اخرى ولا اعلم عن اسعارهن شيئا ولكن يقولون انها مرتفعة نوعا ما واخذت 6 الاف ريال في حساباتهم والله اعلم فانا اول شخص سوف اتزوج في العائلة وليس لدينا ادنى سابق خبرة في مثل هذه الامور حتى موقع المقر هذا لم نصل اليه الا بشق الانفس وهذه هي احد المظاهر المكلفة التي اعتقد انه لاداعي لها وهي تكاليف اضافية تثقل كاهلنا ما انزل الله بها من سلطان ولكن كما قال الشاعر: ان لم تكن الا الاسنة مركبا فما حيلة المضطر الا ركوبها كفر النعمة وقال سعود العنزي ايضا كان ينتظر اسرته امام احدى مراكز فرقة فنية من (الطقاقات) والذي قال ان ابنه عبدالعزيز سيتزوج ونحن هنا من اجل التعاقد على ما اتفق على تسميتهن بالطقاقات وان الشاب المسكين المقبل على الزواج يحتاج الى مساعدة لا الى اعباء اضافية اخرى، ولكن.. 7 الاف ريال من الممكن ان تدفعها اجار شقة لمدة 6 اشهر او تشتري بها غرفة نوم او اثاث صالة او حتى اجهزة منزلية كتليفزيون وفرن وغسالة وثلاجة وغيرها اما ان يضيع مثل ذلك المبلغ على الطقاقات في 3 او 4 ساعات فهذا هو الكفر بالنعمة ولكن مثل ما تقول به ام عبدالعزيز ان ابني عبدالعزيز ليس اقل من فلان ومن علان حتى الامور الشرعية كالزواج الذي هو نصف الدين ادخلت فيها النساء المباهاة والمفاخرة وكلها اخيرا نتكبدها نحن الذين نسايرهن حتى اصبح العرس لايعد عرسا الا بحضور هذه الفرقة الفنية او تلك التي اصبحت سمة من سمات الزفاف في المنطقة. نحن عرب وقال طلال الشمالي (سيتزوج قريبا) فكرت ان استغني عن الطقاقات الذين سيكلفونني الكثير باجر (دي، جي) الذي لن يتعدى سعره (2500) ريال ولكن والدتي لم ترق لها تلك الفكرة معتبرة اننا عرب ولسنا اجانب واهل العروس سيعيروننا مستقبلا ويقولون باننا بخلنا بسعر الطقاقات وما دام هذا الامر يروق لهم فهم وشأنهم. مراكز "الدي، جي" اتجهنا لمركز (الدي، جي) يديره عصام المناعي الذي قال ان فكرة (الدي، جي) كما وصفها تعتمد على وضع عدد من السماعات الكبيرة بالصالة مع اضاءة ملونة وابخرة متصاعدة واغان منوعة راقصة حديثة وقديمة شبابية وطربية يستمتع بها من بالقاعة وانا في غرفة منعزلة خارج القاعة اراقب البث للاغاني ونجهز الاغنية التالية حيث يستمر عملنا ما يقارب 4 ساعات او اكثر دون توقف واصبحنا نجد زواجا خاصة في حفلات الملكة مثلا والحفلات الخاصة مثل النجاح والتخرج وغيرها وسبق وان شاركنا في عدد من حفلات الزفاف واسعارنا جيدة جدا وفي متناول الجميع بداية من 2000 الى 4000 ريال حسب الطلبات الخاصة. الرأي الديني في جلب الطقاقات من جانب اخر اوضح الشيخ عبدالله المسلم احد ائمة مساجد مدينة الدمام ان الامر قد تمادى في حفلات الاعراس بجلب المغنيات او ما اصبح متعارفا على تسميتهن محليا بالطقاقات حيث ادخلوا على اعرافنا وتقاليدنا وعاداتنا اشياء مخالفة شرعا منها مثلا استبدال الدفوف المباحة بالطبول التي تسمى شعبيا بالطيران ولم تعد هنالك القصائد الجميلة التي تخص المناسبة وايضا تمادى ذلك الى الرقص الذي لم نعهده على سلفنا الصالح وتحول حفل العرس الى هرج واستعراض في الملابس وقصات الشعر والرقص وتشبه بغير المسلمين. ان من سماحة الاسلام ما اخرجه الامام البخاري حيث روي عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: (ان امرأة زفت الى رجل من الانصار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ياعائشة اما كان معهم لهو؟ فان الانصار يعجبهم اللهو)، وقد جاء عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه سمع ضوضاء في دار فسأل ما هذا؟ قيل له عرس فقال هلا حركوا غرابيلهم أي الدفوف. فالتوسع في اقامة الحفلات وجلب المغنيات للغناء الماجن والرقص المحرم والموسيقى امر غير محمود البته ولا يجب استغلال رخصة اجابة الدعوة او التذرع بان الحضور كلهم من النساء وقد روي عن رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم في الحديث حيث يقول: (يكون من امتي اقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن اقوام الى جنب علم يروح عليهم بسارحه لهم يأتيهم لحاجة فيقولون ارجع الينا غدا، فيبيتهم الله تعالى ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير الى يوم القيامة) ومن هذا الحديث الشريف يخبرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بان المسخ يكون بقلب صورة الانسان لقرد او خنزير يقع على اولئك النساء المغنيات او الطقاقات ومن يستمع اليهن من النساء لاستحلالهن ما حرم الله من المعازف والابتذال فيما حرم الله تبديل حفل العرس الى حفل غنائي راقص كمثل حفلات الاقوام الاخرى والله اعلم.
