40 مليون دولار لتعزيز النمو الاقتصادي بإفريقيا    "تاسي" يتراجع بأدنى تداولات منذ شهرين    منتدى المياه السعودي غداً بالرياض    قائد الجيش الأوكراني يحذر من الضغط على الخطوط الأمامية    ولي العهد وأمير الكويت يستعرضان أوجه العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين    وزير الخارجية يلتقي نائبة وزيرة خارجية المكسيك    ولي العهد يلتقي رئيس مجلس الوزراء العراقي    حتى لا نفقد هيبة الأخضر في آسيا    الاتفاق يفتح ملف الفيحاء    معالي الرئيس العام يشارك في "المؤتمر الدولي لدور الجامعات في تعزيز قيم الانتماء الوطني والتعايش السلمي"    حفلات فنان العرب مؤجله حتى إشعار آخر    السعودية والأمم المتحدة تطلقان حملة لمكافحة التصحر    الرياض تستضيف مباحثات عربية إسلامية أوروبية حول غزة    رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي: السعودية شهدت تطورا يعكس طموحها الاقتصادي    افتتاح الملتقى السنوي الثاني للأطباء السعوديين في إيرلندا    وقاء الباحة" يبدأ حملة التحصين لأكثر من 350 ألف رأس ماشية ضد مرض الحمى القلاعية لعام 2024م    وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية النرويج    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    منتدى الرعاية الصحية السعودي الأمريكي يحتفي بالابتكار والتعاون في تكنولوجيا الرعاية الصحية    أشباح رقمية    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل الرئيس التنفيذي لبنك التنمية الاجتماعية    أمير تبوك يواسي أبناء أحمد الغبان في وفاة والدهم    مؤتمر أورام الكبد يختتم فعالياته بالخبر بتوصياتً هامة    وكيل محافظة الزلفي يدشّن فعاليات أسبوع البيئة    ساعة أغنى رُكاب "تيتانيك" ب1.46 مليون دولار    النصر يؤمن مشاركته في السوبر السعودي    رسمياً.. الزي الوطني إلزامي لموظفي الجهات الحكومية    صدور الموافقة السامية علي تكليف الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز التميم رئيساً لجامعة الأمير سطام    محافظ خميس مشيط يدشن مبادرة "حياة" في ثانوية الصديق بالمحافظة    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    270 دقيقة.. ويهتف «الشقردية»: نحن الأبطال    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    وصمة عار حضارية    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    انطلاق بطولة الروبوت العربية    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    تجربة سعودية نوعية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كتابات بحاجة إلى عناية في ظل غياب المهتمين والجهات الخاصة
أدب الأطفال بين الإنتاج والتواصل

يعتبر ادب الطفل من الامور البالغة الحساسية لما لها من اثر مباشر على صياغة ذهنية الطفل خلال سنواته الاولى قبل دخوله المدرسة. ويتعرض الطفل خلال هذه المرحلة لشتى صنوف المعرفة وحسب علماء النفس والتربية فان الطفل يتقبل كل المعلومات التي ترده بصفاء ودون اي ردة فعل تجاه ما يتلقاه. ويولي الكتاب والمعنيون بثقافة الطفل في شتى انحاء العالم اهمية قصوى تجاه هذه القضية الخطيرة وترصد ميزانيات ضخمة في بعض الدول لانفاقها على البحوث والدراسات وانشاء المؤسسات التي تعنى بالاهتمام به وتقديم مامن شأنه ان يرفع من مستواه. ولا يقتصر ادب الطفل على الكتابة القصصية المعتادة فلم تعد تفي بمتطلبات الطفل العصري الذي يمتلك وسائل معرفية متعددة ابتداء من الوسائل التعليمية الحديثة ومرورا بالفضائيات وليس انتهاء بشبكة المعلومات (الانترنت) الذي يدخله الطفل كعالم قائم بذاته.
حيال هذا الامر كيف نتعامل مع الطفل وكيف نتعامل مع ادب الاطفال وثقافة الأطفال ومن المسؤول عن التقصير الحاصل هو هم الكتاب ام التربويون ام المؤسسات الحكومية. اسئلة كثيرة حاولنا البحث عن اجابات شافية لها من خلال مجموعة من الكتاب والاكاديميين في هذا التحقيق فماذا قالوا:
في البداية يقول الدكتورعلي ابراهيم كردي من كلية المعلمين بجدة أدب اطفال: ان القضايا المطروحة حول ادب الاطفال لها خطورتها وتنبع هذه الخطورة من ان ادب الاطفال له تأثير عميق في بناء الاطفال وله دور في صنع قدرات الذين سيحملون الامانة في حماية الامة وفي تكوين الاستعدادات لمواجهة التحديات التي تكبر وتتشابك الى الحد الذي لا يمكن معه السكوت عن الخلل الذي قد يصيب العملية التعليمية التربوية التي يشكل ادب الاطفال مكونا مهما من مكوناتها المتعددة.
مختصون في الكتابة للطفل
ويضيف كردي قائلا: ان عملية انتاج ادب الاطفال مستمرة تلبي اهداف الحاجة الى هذا الادب وغاياته دور النشر التي وجدت سوقا رائجة لهذا الادب حتى ان بعضها راح يطلب مختصين بأدب الاطفال للاشراف على منتج الاطفال الادبي ودراسة افاق جديدة لهذا الانتاج. لكن انتاج هذا الادب شيء وتقديمه شيئ اخر من حيث النظر الى النتيجة المرجوة من حركة نشره ويمكن رصد الملاحظات الآتية في هذا الاتجاه:
اغلب انتاج ادب الاطفال لا يحدد المرحلة العمرية التي يتوجه اليها ومن الواجب وضع ذلك على الغلاف حتى يراها الطفل نفسه وبطبيعة الحال فان التحلل من هذا التحديد يريح كاتب ادب الاطفال لان عليه تبعات يجب الاخذ بها على المستوى النفسي والاجتماعي والاقتصادي والانساني والفني والاخلاقي، فضلا عن ان كثيرا من المنشور من ادب الاطفال يضعك على الحافة التي تفصل بين ادب الاطفال وادب الكبار وهذا امر لو استمر لا تخفى خطورته واضراره على احد اما الملاحظة الثانية فتتركز على اخراج هذه الكتب فكتاب ادب الاطفال يجب ان يختلف في الاخراج الفني عن غيره من كتب الكبار لاننا بحاجة او ان الطفل على التحديد بحاجة الى الجذب وشد الانتباه وتكون بداية القراءة لديه هي (الغلاف) ومن الجدير ذكره ان هذا الاخراج الفني ليس واحدا فهو يختلف مرة ثانية حسب المرحلة العمرية التي ينتمي اليها.
انتاج ادب الاطفال لدينا.. يعاني مشكلة اساسية تتركز في المعجم اللغوي الذي يمتح منه.. وفي السياقات اللغوية التي يقدمها للاطفال ويستخدم في اغلب الاحيان مفردات لغوية ليست من بيئة الطفل ولا من معجمه اللغوي الذي يخصه في مرحلة عمرية ما وهذا كله يؤدي الى نفرة الطفل والى الابتعاد عن قراءة ادبه الموجه اليه, وبالتالي يفقد هذا الادب مصداقيته لدى اطفالنا وقبل ذلك يفقد كاتبه هذه المصداقية بحيث يغدو الاسم وحده كفيلا بالرد السلبي عليه.
مبادرات فردية
وعن غياب المهتمين والجهات الحاضنة قال كردي: في بدايات انتاج ادب الطفل سيطرت
عليه صفة المبادرات الفردية وحتى نشر الانتاج الطفلي الادبي الخاص كان يجد صعوبة في التبني الا ان ذلك النشر راح يجد له قنوات جديدة في دور النشر والمنظمات والمراكز المتخصصة والمسابقات مما شجع على انتاجه تشجيعا واسعا في السنوات الاخيرة الا ان ظاهرة النشر الفردي لادب الاطفال بقيت واصحابها يعانون نشر انتاجهم.
ويضيف كردي: ان ظهور الجهات الحاضنة وتعدد هذا الظهور يساعدان على رعاية ادب الاطفال تاليفا وانتاجا ومع الاسف الشديد فان اغلب هذه الجهات ليست حكومية مع ان الاولى ان تتخذ وزارات الثقافة والاعلام خططا لتنمية ادب الاطفال والاشراف عليه وتهيئة الاطر الفنية والعلمية لترشيد كتابته واصراره الا ان بعض دور النشر وبعض المراكز الطفلية المتخصصة وبعض المنظمات وبعض المسابقات الثقافية التي غدت معلما من معالم الثقافة العربية تبنت ادب الاطفال ورفدته بالتشجيع المعنوي وخصصت له مكافآت ان ظاهرة الرعاية الجماعية لادب الاطفال نعطيها حقها من التقدير والتثمين ونرجو ان تزداد وتتسع لما فيه مصلحة هذا الادب الذي لم يعد احد يمكنه تجاوزه.
ادب الطفل بين الانتاج والتواصل
ويرى د.دريد الخواجة ان الكثير من الادباء الكبار لم يكتبوا ادب الطفل ولعلهم لم يتجرأوا على القيام بذلك بسبب ادراكهم العميق لخطورة هذه المحاولة فالاطفال لهم عالمهم الخاص الذي يتحركون فيه وفي كل مرحلة عمرية تتسع افاق هذا العالم وتتحرك نحو قيم ومواقع وبنيات جديدة اجتماعية ونفسية وتربوية ومن الضروري لمن ينتج ادب الاطفال ان تكون له شخصية خاصة تعشق هذا العالم وتعمل جاهدة باستمرار على الالمام بجوانبه ومستجداته وان تكون له ثقافة واسعة على العموم "طفلية" وعلى الخصوص ليس في نطاق البيئة التي يعيش فيها بل ان يقلب النظر ويحدق في مختلف البيئات التي تساعده على فهم بيئته التي هي بيئة الطفل بشكل اعمق وادق.
واضاف الخواجة: ان بعض الباحثين تمنى على كاتب ادب الاطفال ان يكون من المربين الذين لهم خبرة عميقة في هذا المجال وانا لا اجد ذلك ضروريا فالمهم ان يتحلى منتج ادب الاطفال بالموهبة والشخصية الخاصة التي تحب عالم الاطفال الى درجة ان يغدو هاجسا ملحا في حياته والا يكتفي بالموهبة وحدها بل يعمل على توسعة آفاق وعيه الثقافي والانساني والنفسي والتربوي والاجتماعي والبيئي والقيمي الذي يخص البيئة التي يتحرك فيها مع الطفل وانتاج ادب الاطفال غدا وفيرا اليوم الى حد ما.
المسرح مغيب
واكد الخواجة ان الصفة الغالبة فيه داخل الانواع الادبية تتصل (بالقصة) و(بالشعر) اما مسرح الطفل فهو نادر وجله غير مفيد مع ان المسرح من اليق الانواع الادبية للاطفال لما ينطوي عليه من مشاهدة جماعية ومشاركة متعددة واحتفالية يهفو اليها الاطفال في كل الاعمار ويجب الا يقتصر عرض هذا المسرح على الامكنة المدرسية او على مسارح الكبار في اوقات جد متباعدة بل العمل على انشاء مسارح خاصة بالاطفال تجهز تجهيزا خاصا وبامكانيات ملائمة لشخصية الطفل وعالمه لعرض نفسه وعرض مسرحه في ان.
ويضيف الخواجة قائلا: اما الانتاج القصصي والشعري من ادب الاطفال فهو لا يلبي عبر القراءة والمراجعة والمتابعة اهدافه المركزة في الطفل ولايحقق طموحاته في ان يخرجه الى الحياة, ويعمل على تنميته اجتماعيا في التأثر والتأثير, ويقوي لديه نزعة خدمة الآخرين, ويصله بمفهوم التطور البشري والحضاري ويرسخ لديه القيم السامية التي ينطوي عليها ديننا الحنيف.
وجماع ذلك كله, ان ينطوي ذلك كله في عالم كبير من التساؤلات يجد لها الطفل اجاباته في ادب الاطفال المنتج بوعي وتخطيط وتهديف.
وقال الخواجة: ان كتابنا للاطفال راحوا يدركون مهماتهم بطريقة اجدى وافضل, لكن مازال يلزمهم المزيد من النظر في انتاجهم حتى يكون في مستوى الرسالة الخطيرة التي تبنوها, وحتى يمكن تجاوز هذا الحد الذي يفصل ادب الاطفال عن ادب الكبار والذي جرى تحريكه نحو مواقع سلبية فقدت ادب الاطفال هويته وصبغته, لان سبل التفكير لدى كل من المتلقين مختلف في النوعين.
اقتراحات مبتكرة
وحتى لايفقد اطفالنا التواصل المطلوب بالاضافة الى ذلك كله, فان انتاجنا الادبي الطفلي, بحاجة الى اقتراحات اضافية مبتكرة في اخراج كتاب الطفل والقيام بتعديلات فنية ملائمة للتشويق في مختلف مراحل الطفل العمرية.
مراكز متخصصة
ويرى الخواجة ان المهتمين بنشر ادب الاطفال وحتى الاشراف على انتاجه وتشجيع كتابه عبر مراكز متخصصة بالطفل قليلون, ومع ذلك فان ادوارهم الجادة ساعدت في السنوات الاخيرة على تسريع حركة نشر ادب الاطفال وتجديد هذا الانتاج من خلال المسابقات السنوية التي غدت ذائعة الصيت كما نجد ذلك في الامارات العربية المتحدة عبر ابوظبي - ودبي - والشارقة ويخصص لهذه المسابقات مكافآت مالية مجزية يشرف عليها مختصون مشهود لهم في مجال الثقافة والكتآبة للاطفال تحديدا, وتناقش الاعمال الفائزة في مصادر اعلامية مختلفة.
كما ان وزارة التربية والتعليم في المملكة ركزت الاهتمام على ادب الاطفال من خلال توظيف هذا الادب في بناء شخصية الطفل تحت اشرافها, وتم تأليف حقيبة تدريبية لادب الاطفال من قبلي شخصيا لصالح هذه الوزارة وبتكليف منها, حتى يتدرب عليها معلمو المرحلة الابتدائية وممارسة خبراتهم الجديدة في تدريس التلاميذ ومن ثم تكون هذه الحقيبة بداية يبني عليها متابعاته في هذا المجال الذي يفتقر اليه. وفي دول الخليج بخاصة, مراكز, ومسابقات, وتجمعات ادبية وثقافية تشجع الكتابة لادب الاطفال ولايبخل المسؤولون الرسميون من دعمها, فهناك مثلا جائزة الشارقة للابداع العربي التي تطلق في دورتها مسابقة خاصة للاطفال مع مكافأة مجزية. او اتحاد الكتاب العرب بدمشق له قيمة مناسبة في اصداراته السنوية مخصصة لادب الاطفال, وثمة جائزة فاطمة في الامارات, ومركز جوهرة في الشارقة الذي يملك ايضا مركز حاسب آلى موظف للاطفال. مستدركا قوله اننا بحاجة ماسة لجهات ترعى الطفل أدبا وثقافة اكثر مما هو حاصل الآن, ذلك ان الطفل يجب ان يحظى باهتمام اكبر من الكبار, فنحن نرى الجوائز والمؤسسات الثقافية والتربوية تنتشر بكثرة على امتداد الوطن العربي اما الطفل فيمكن حساب المؤسسات على اصابع الواحدة.
قول مأثور
وتحت عنوان ادب الطفل بين المهتمين والجهات الخاصة به... قال فهد رده الحارثي ان التطرق لمثل هذه الموضوعات امر هام جدا.. لاننا نشكو من مشكلة غياب الطفل ثقافة وفكرا وتعاملا..
وعندما قيل (اننا نربيهم لزمان غير زماننا) في قول مأثور.. كان ذلك يجسد حقيقة واهمية التعامل مع الطفل.. شباب الغد.. رجل المستقبل ونحن مجتمع لديه نسبة كبيرة من الاطفال والشباب.. الذين يجب ان تركز الجهود نحوهم ونحو ثقافتهم وانشطتهم وفكرهم.. فالمستقبل لهم وليس لنا..
(ملامح)
ويضيف الحارثي قائلا:
الطفل لدينا مغيب تماما.. انه يشاركنا نحن الكبار في تفاصيلنا.. لاننا لم نحرص على ان نجعل له خصوصيته التي يتميز بها.. مشيرا الى ان كل الوسائل التي يمكن ان تعتني بالطفل مغيبة عنه (أدب, تلفزيون سينما.. مسرح) لاشيء اطلاقا كما يجب علينا ان نتعرف على محتويات هذا الطفل ومعرفة ميوله وتسجيل مشاهداته وملاحظاته واهتمامه.. وتركيز الانطلاق نحو الطفل من اجل بناء شخصية لها ملامح.. لها انتاجية لها تعامل ايجابي مع المحيط بها..
افكار متغيرة
والقى الحارثي باللائمة على الجميع قائلا: لا أحد يقوم بهذا الدور.. ولا احد يهتم بان يقوم بتحمل المسئولين ولذلك يظل الطفل لدينا عالة على ادب الكبار وتلفزيون الكبار.. و مسرح الكبار وبالتالي الطفل لدينا مصادر لسن غير سنه وفكر غير فكره..
جيل المستقبل
الحل اذا لايكمن في ان يكون من تلك الجهات التي طالما خذلت الطفل ولم تقم بواجبها نحوه ولم تؤمن به وبخصوصيته..
وانما في انشاء مركز سعودي يهتم بثقافة الطفل وفكره وابداعه وهذا ما هو معمول به في الكثير من الدول التي تهتم بجيل المستقبل وتسعى لبناء متميز..
ولابد من المسارعة الى هذا الامر فقد انتظرنا طويلا من يشعرنا ان لدينا طفلا..!
محاور الكتابة للطفل
ويقول القاص عبدالحفيظ الشمري الذي صدرت له ثلاث مجموعات قصصية للاطفال وهي (هموم الاشجار, احاديث الطيور, نشاط الحيوان) اعتقد ان تجربة الكتابة للطفل ذات بعد معرفي هام دائما مما يجعل الكاتب امام مسألة صعبة تتمثل في التجربة الشائكة في مجال ادب الطفل.
واسباب هذا التشعب في كتابة الطفل من وجهة نظري هو محاور الكتابة الثلاثة:
1- كتابة الطفل لنفسه.
2- كتابة الكبار له.
3- الكتابة عنه.
ومن هذه المنطلقات الثلاثة نجد ان هناك ترشيدا للكتابة بل تصبح احيانا ندرة واضحة لان الفصل بين هذه المحاور الثلاثة يتطلب دراية عميقة ومعرفة كبيرة.
وحول احجام الادباء عن كتابة للطفل وقال لا اعتقد ان هناك خجلا او احجاما, مشيرا الى انه لا يعكف ان يرد على الذات ان تكون الكتابة للطفل ترددا او تحولا او نكوصا عما يطمح اليه الكاتب فالكتابة للطفل من وجهة نظري هي اهم وارقى تجارب الكاتب في الحياة من هنا تسقط مشروعية هذا التساؤل الذي تحمله فكرة ان يكون هناك خجل ما من الكتابة للطفل.
مقارنة
واضاف الشمري انه ينبغي العناية عند الكتابة للطفل فهو قادر على فضح قصورنا وتعالينا الذي طالما تغنينا به خلال السنوات الماضية, مشيرا الى ان الطفل في هذا الزمن يختلف كليا عن الطفل الذي عاش قبل عشريين او عشرين سنة وهو طفل قادر على التميز ولديه المقدرة على المقارنة بين مادة تتماشى مع مقدراته العقلية, وبين مادة تستصغر عقله وتعامله كانسان بسيط!
دور كبير
وتشير الدكتورة وفاء بنت ابراهيم المحاضرة بكلية الآداب في جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية لها دراسات في ادب الطفل الى ان كثيرا من الكتب والبحوث والدراسات المؤلفة في ادب الطفل قليلة ونادرة, اذا ما قورنت بمجالات الادب الاخرى وان هناك حاجة ماسة للعناية بادب الطفل.
وتأتي اهمية ادب الطفل والدور الكبير الذي يحققه للاجيال الذين هم امل الامة وعماد المستقبل فاي عناية بادب الطفل ما هي الا عناية بمستقبل الامة وسبيل من سبل النهوض بها.
مواكبة الانتاج
وأكدت الدكتور وفاء ان الانتاج الادبي القصصي للطفل في الادب السعودي في تزايد مستمر ولابد ان يواكب هذا الانتاج دراسات وبحوث من اجل النهوض بهذا النوع من الادب ولكي يحقق الغاية المرجوة منه لاطفالنا. وكذلك التعريف بجهود الادباء السعوديين ودراسة انتاجهم الادبي دراسة ادبية فنية وذلك من خلال جانبين. الاول: حصر ما قدم من انتاج في الادب السعودي في مجال القصة واظن ان في هذا خدمة لأدب الاطفال في المملكة لان آخر الدراسات التي حصرته توقفت عند عام 1406ه.
والثاني: يتمثل في دراسة القصص دراسة ادبية موضوعية وفنية والوصول الى نتائج تعطي صورة عن مستوى قصة الطفل في الادب السعودي ومدى التطور الذي طرأ عليها. وبهذه الطريقة يمكن ان نصل الى نتائج نعتمد عليها في تقييم ادب الطفل في المملكة, وبالتالي وضع الحلول والاقتراحات المناسبة بهذا الخصوص.
يقول المستشار الثقافي لسفارة المملكة في القاهرة محمد بن عبد العزيز العقيل ان الاهتمام.. بالاطفال ثقافة وتربية وتعليما وتكويناً نفسياً واجتماعياً وصحياً.. انما يأتي هذا كله.. ضمن منظومة الاهتمام بالانسان السعودي لأنه هدف التنمية.. ووسيلتها معاً.. وبهذا المنظور فان الرعاية والاهتمام ينصبان على التكوين العقلي والنفسي والوجداني المتكامل لهذا الطفل.. وما المعروض بجانب المملكة العربية السعودية.. في هذا المعرض الا تمثيل رمزي لما تقدمه المؤسسات الثقافية المتنوعة بالمملكة لهذا الطفل.
ترابط
ويقول محمد الشهري مدير الشئون الادارية بوكالة الشئون الثقافية بوزارة التربية والتعليم ان مشاركة ابناء الشعب المصري الشقيق في فاعليات مثل هذه التظاهرة الثقافية التي تعنى بثقافة الطفل العربي شيئا مميزا نعتز به، وهو يمثل نوعا من انواع الترابط والتمازج.. والصلة الثقافية والتعليمية من خلال هذا التنوع.
ويوفر هذا الجناح فرصة لكل الاطفال العرب للتعرف عن قرب على مناهجنا التعليمية بصورة تفيد كل الابناء العرب اذا ما شاءت ظروف عمل ابنائهم في المملكة. واكد الشهري فضلاً عن وجود لجان في وزارة التربية والتعليم مهتمة في اعداد المناهج في الوطن العربي لاحداث الترابط.. في المواد الدينية.. وغيرها.. ونهدف دوماً في نفوس ابنائنا إلى الاعتزاز بلغة العناد..
لجان مختصة
واكد الشهري ان وزارة التربية والتعليم.. اهتمت هذا العام بتنظيم مسابقة يومية للاطفال في الخط العربي باشراف الملحق الثقافي السعودي.. حيث يتم تقييم مشاركات الاطفال في مجال الخط العربي.. وسوف يمنح الفائزون منه جوائز مالية قيمة حيث ان هناك لجنة فنية متخصصة من الملحقية الثقافية السعودية للتقييم..
تحفيز الفكر
واكدت الدكتورة ليلى البسام ان البداية دائماً في حياة الانسان هي التي تحفز الفكر والعقل والتفكير السليم..
لذا.. فان الدعوة التي تقدمها كل عام السيدة سوزان مبارك وتبني مثل تلك التظاهرات الثقافية التي تعنى بثقافة وتكوين الطفل العربي شيء هام جداً وعلامة مبشرة.. خاصة وان كل الدول العربية والمسئولين بها بلا استثناء اصبح لديهم هذا الوعي.. بأهمية اعطاء الطفل العربي ما يستحقه من اهتمام ورعاية ودعم ممثل في مثل تلك الانشطة المميزة والتي تشكل بلا شك اكبر الاثر في حياتهم.
اهمية الالتفاف لأدب الطفل
وقالت د. المباركة بنت البراء استاذة الادب بجامعة الملك سعود ان الكتابة في ادب الاطفال من الموضوعات التي شغلت بعض الكتاب في عالمنا العربي وان كان السواد الاعظم منهم مقصرا في هذا المجال لانشغالهم بالكتابة للكبار من جهة ولان الكتابة للطفل تحتاج الى استعداد خاص واتقان للغة الطفل وفهم لنفسيته ومتطلباته واحتياجاته وقضاياه.. والكتابة باسلوب يتلاءم مع كل ذلك من جهة اخرى.
انفتاح ملحوظ
وتعتقد بنت البراء ان قضية (الكتابة للطفل) أضحت امرا بالغ الاهمية ينبغي للادباء العرب الالتفات الجدي اليها وتحصيل الادوات اللازمة لاتقانها.. في ظل العولمة والانفتاح الكبير الذي نعيشه في عصرنا الحاضر.. وخصوصا مع النشاط الملحوظ لكتاب الطفل الاجانب والكم الهائل من المترجمات الموجهة الى اطفالنا اما على شكل قصص تنوء رفوف المكتبات عن احتمالها.. او على شكل رسوم كرتونية وافلام تلفازية تحمل الغث والسمين وتشغل اوقاتا طويلة من بث قنواتها التلفازية.. وما تحمله لاطفالنا من افكار مسمومة.. رغبة منهم في سلخ الطفل العربي من هويته العربية وتغريب فكره.. مشيرة الى ان التأثير يمتد الى ادق تفاصيل حياته وتحملها كل حاجياته ابتداء من قلم الرصاص وحتى غطاء سريره.
الطفل العربي لا يقام له وزن
واكدت بنت البراء قائلة: نحن بحاجة الى ان نهتم بهذا الطفل العربي المهمل الذي لا يقام له وزن في المحافل.. شأنه الفكري شأن اي مجال اخر يخصه.
وليس كافيا ان نتخم معدته بالوان الطعام ونملأ خزانته بافخر الملابس.. بل ينبغي التركيز على تشكيل شخصيته وتوجيهه الوجهة الصحيحة لتحديد معالم هويته العربية والاسلامية.. ولاشك ان لادب الاطفال اسهاما بارزا في هذا المجال.
مميزات كاتب ادب الطفل
ولابد لاديب الطفل من تحصيل عدة امور والانتباه لعدد من النقاط ليصبح اديبا متمكنا ومؤثرا لان الطفل اصدق ناقد لا يعرف ان يجامل.
فلابد لاديب الطفل ان ينزل خطابه الى مستوى ادراك الطفل في لغة سليمة بسيطة تناسب فكر الطفل وطريقته في التفكير.
وبقالب لغوي جميل وانيق يلفت انتباه الطفل ويغذي حاجته الى الادب الجميل والتنغيم.. في جمل قصيرة مطعمة بالسمع غير المتكلف حسب الامكان.. او تكرار بعض الجمل وهذا الاسلوب يجذب الطفل ويدربه على عملية الحفظ والاستظهار.
كما ينبغي التركيز على فكرة رئيسية واحدة يخدمها مجمل النص فالطفل ينوء فهمه عن تلقي النص المزدحم بالافكار المتشابكة ويخلق لديه حالة من الملل تدفعه الى ترك مواصلة القراءة او الاستماع.
مضيفة قولها: من المهم جدا ان يدعم الكاتب نصه بلوحات مرسومة تبني المراد من النص وتجذب اهتمام الطفل.
استغلال البيئة
وتخلص الدكتورة بنت البراء الى القول: يجب استغلال معطيات البيئة المحلية والاستعانة بأدواتها وحيواناتها ومناخها واماكنها الطبيعية وابرز معالمها كمفردات تغني النص الادبي الموجه للطفل. وتقديم الشخوص في هيئاتهم المحلية والعربية ترسيخا لهوية الطفل العربي.. ويجب مراعاة هذه النقطة ايضا في الرسوم التي تعكس افكار القصة واحداثها.
تجربة شخصية
في بداية الطريق واجهت الخطوات الاولى تعثرا في الهبوط الى مستوى الطفل وكان النص المبدئي طويل الجمل.. متشابكا.. صعبا بالنسبة لاستيعاب الطفل.. ولكن بعد اعادة التنقيح مرة بعد مرة وتكرار التجربة.. استطعت ان اصل الى مستوى خطاب الطفل باللغة التي تناسبه فيفهمها ويستمتع بها والى الموضوعات التي تشغل تفكيره. واكدت بنت البراء في النهاية ان الكتابة للطفل متعة وفن وتمكن.
قد يكون التعبير على الجدران
رفوف خالية من كتاب الطفل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.