يلعب الوعي والمعرفة اهمية بالغة لسلامة اعيننا من الاعاقة البصرية. ولا نظن اننا بحاجة الى التأكيد على ما للعين من قيمة او ما لحاسه البصرية من اهمية بالنسبة للانسان. ولكن ما نحن بحاجة الى التأكيد عليه هو ان سلامة العين وصحتها يتطلبان الوعي والمعرفة. اذ بهما نحافظ عليهما وبالجهل والعادات غير الصحيحة نسيء اليها. وكم من انسان فقد البصر جزئيا وكليا بسبب الممارسات الخاطئة وعدم الاهتمام بمعالجة امراض العين مبكرا. وفي الحقيقة هناك اجماع على ان اكثر من 50% من حالات الاعاقة البصرية ما كان لها ان تحدث لو ان اجراءات كشفية ووقائية بسيطة نفذت في الوقت المناسب وبالطرق المناسبة. اسباب الاعاقة البصرية قد تنتج الاعاقة البصرية عن اسباب متنوعة ونكتفي هنا بذكر اهم تلك الاسباب: * العوامل الوراثية: وتعتبر هذه العوامل مسؤولة عن اكثر من 25% من حالات الاعاقة البصرية. * الامراض المعدية: وهذه قد تصيب الام الحامل (كالحصبة الالمانية) او هي قد تصيب الطفل (كالتراخوما والرمد). * الاصابات والحوادث: وتشمل انواعا مختلفة من الاصابات التي تتعرض لها العين والتي قد تؤدي الى انفصال الشبكية او الجروح الخطيرة او تلف العصب البصري. * اعتلال الشبكية الناتج عن الخداج: ويعرف هذا المرض بالتليف خلف العدسي وهو ينتج عن اعطاء الطفل الخداج في الحاضنة كميات كبيرة من الاكسجين مما يسبب تلفا في الانسجة خلف العدسة فيحجب الضوء عن الشبكية. * اخطاء التآزر العيني: ومن اكثر اشكالها شيوعا الحول والرأرأة (الحركات اللارادية في العيون). * اضطرابات القرنية: وتشمل التقرحات والالتهابات والخدوش والجروح. * اخطاء الانكسار: وتشمل قصر النظر وطول النظر واللابؤرية وهذه الحالات قابلة للتصحيح كليا او جزئيا بالعدسات. * الساد (الماء الابيض): وفي هذه الحالة يحدث تعتيم في العدسة مما يحجب النور اللازم للرؤية. * الجلوكوما (الماء الاسود او داء الزرق): وهو ارتفاع شديد في الضغط الداخلي في العين. * الاعتلال الشبكي الناتج عن السكري: وهذا المرض يحدث عادة عند المصابين بالسكري حيث يحدث نزيف في الشبكية مما يؤدي الى ضعف البصر. * التهاب الشبكية الصباغي: وفي هذه الحالة يحدث تنكس وضمور تدريجي في الشبكية مما يؤدي الى تدهور في البصر الجانبي. * ضمور العصب البصري: ويحدث الضمور لاسباب متنوعة منها الاتهابات والاورام والاصابات. * تلف النقطة المركزية: وفي هذا المرض يحدث تلف في النقطة المركزية الموجودة في الشبكية والضرورية للبصر المركزي الحاد. * البهق: وتنتج هذه الحالةعن نقص الصبغيات في العين ومن علاماتها المميزة ابيضاض الشعر والرموش والحساسية من الضوء. * اسباب اخرى: وتشمل زواج الاقارب وتناول العقاقير الطبية او التعرض للاشعة اثناء الحمل وسوء التغذية. علامات ومؤشرات الضعف البصري فيما يلي قائمة باكثر مظاهر الضعف البصري شيوعا.. ان حدوث عدد كبير من هذه المظاهر بشكل متكرر يعني ان الفرد بحاجة الى مراجعة طبيب العيون للتأكد من عدم وجود مشكلة بصرية لديه. * فرك العينين بكثرة. * التهاب العينين وسيلان الدمع بكثرة * تقريب الكتب والاشياء الاخرى من العينين. * احمرار الجفون وتورمها. * اغلاق احدى العينيين او تغطيتها. * الشكوى من عدم القدرة على الرؤية بوضوح. * الشكوى من الحكة او الحرقة في العين. * الشكوى من الصداع والدوار والغثيان بعد تأدية المهام البصرية القريبة. * تحرك الحدقتين بكثرة او عدم تساوي حجمهما. * الحول والملامح الوجهية غير العادية وادارة الرأس للنظر الى الاشياء. * كثرة الارتطام بالاشياء في البيئة. * الخلط بين الاشكال والحروف والارقام المتشابهة. وماذا بعد؟ ان الانسان المعوق بصريا انسان اولا وقبل كل شيء والاهداف التربوية والنمائية التي نحاول تحقيقها معه لا تختلف جوهريا عن الاهداف التي نسعى لتحقيقها مع الانسان المبصر. فبالرغم من ان الاعاقة البصرية قد تفرض قيودا خاصة على الفرد من حيث النمو الحركي والمفاهيمي والوعي الذاتي الا انها ليست مبررا لعزل الفرد عن الافراد المبصرين ولا هي سبب مقبول لتجاهل خصائصه الانسانية.. فهذه الخصائص اكثر اهمية من الفقدان البصري، فالنمو والتعلم والتكيف لا تتحدد في ضوء قوة حاسة البصر وحسب، وعليه فان الافراد المعوقين بصريا يظهرون انماطا ومستويات متفاوتة من الشخصية والتحصيل والدافعية والتكيف والقدرات التعليمية فليست هناك سيكولوجية خاصة مميزة للناس المعوقين بصريا، وعليه فلابد من تفهم الخصائص الفردية للشخص، وتبعا لذلك فان حاجات الاشخاص المعوقين بصريا متباينة وطرق تربيتهم ودعمهم هي الاخرى متنوعة ففي حين قد يكون مناسبا تعليم بعضهم في الصف العادي او في صفوف خاصة او في غرف المصادر قد يحتاج البعض الاخر الى الالتحاق بمدارس خاصة او بمؤسسات داخلية او بمراكز للتأهيل او للتدخل المبكر وما الى ذلك. وفي كل الاحوال ينبغي ان يكون المنهج الدراسي قريبا من منهج الطلاب المبصرين وبالاضافة الى ذلك ينبغي الاهتمام بتطوير مهارات التعرف والتنقل في البيئة. وتفعيل الحواس الاخرى، وتنمية مهارات العناية بالذات والمهارات الشخصية والاجتماعية وقد شهدت العقود الماضية اهتماما متزايدا بتطوير المعينات البصرية والادوات والاجهزة التكنولوجية الخاصة لتعليم وتدريب الاشخاص المعوقين بصريا القراءة والكتابة والحساب والتنقل وغير ذلك.. وتعمل جهات رسمية واهلية عديدة على تقديم الخدمات وتطوير البرامج المناسبة للافراد المعوقين بصريا.