افرزت منافسات البطولة العربية الثانية للاندية المقامة حاليا في مصر العديد من الحقائق من ابرزها ان مستويات الفرق في هذه البطولة أخذت في الارتفاع تدريجيا ويعتبر الاتفاق السعودي من ابرز فرق البطولة في المرحلة التمهيدية من حيث المستويات وحتى النتائج وقد بدأت جماهير نادي الاتفاق تنظر للفريق من زاوية المنافسة الجادة على تحقيق اللقب بعد ان كانت خائفة على مصير الفريق قبل بدء المنافسة من خلال ما قدمه الفريق في منافسات الدوري السعودي وقد اكد الاتفاق تواجده بين الكبار في مربع البطولة الذهبي قبل نهاية المرحلة التمهيدية من البطولة مما يؤكد ان الفرق السعودية تشارك في مثل تلك البطولة بهدف المنافسة لا المشاركة. ووضع نادي الزمالك وهو الفريق الاكثر شهرة وخبرة وتمرسا من بين الفرق المشاركة في هذه البطولة يدعو الى الحيرة فقد كانت بدايته متواضعة رغم فوزه في الافتتاح على الجيش بهدف يتيم لكنه عاد وتصدر المجموعة وضمن تأهله للدور الثاني من عمر البطولة وجاءت خسارته من الكويت وبنتيجة ثقيلة لتضع جماهير هذا النادي العريق في موضع الحيرة خاصة ان الفريق مقبل على منافسة اقوى في الدور الثاني والجماهير لن ترحم اللاعبين والجهاز الفني اذا ما حدثت كبوة اخرى تقذف بالفريق خارج اسوار المنافسة. وظهرت الفرق الخليجية في هذه البطولة بمستوى متأرجح فالكويت الكويتي يسير بخطى ثابته وقدم مستويات جيدة كان آخرها فوزه الكبير والساحق على الزمالك والذي به اكد ان الفريق سيكون الحصان الاسود للدور الثاني فيما كانت مشاركة الرفاع البحريني شبه سلبية ولم يقدم الفريق ما هو مطلوب منه على الرغم من انه يضم بين صفوفه مجموعة كبيرة من نجوم الكرة البحرينية. وكان فريق الفيصلي الاردني اول المغادرين رغم انه بدأ البطولة بقوة امام الاتفاق السعودي حيث كانت مباراتهما التعادلية الشهيرة من افضل مباريات البطولة وقدم الشرطة العراقي مستوى لا بأس به رغم الظروف الصعبة والقاسية التي يعاني منها وابرزها سوء الاعداد, والاستدعاء المتأخر اما فرق المغرب العربي الرجاء واتحاد العاصمة فلم تسعفهما خبرتهما الافريقية لعمل ما هو متوقع فقد تغلبت عليهما عناصر الشباب في الفرق الاخرى. بصفة عامة مستويات معظم الفرق المشاركة في البطولة أخذت في الارتفاع تدريجيا رغم الغياب الجماهيري عن حضور المباريات ومن المتوقع ان تحظى البطولة بمتابعة جماهيرية في المرحلة الثانية والتي تعتبر مرحلة حسم. ومن اهم العوامل التي ساهمت في هبوط المستوى العام لبعض فرق البطولة توقيتها غير المناسب التي جاءت في فترة الصيف وبعد نهاية الموسم الكروي في معظم البلاد العربية حيث الفرق تعاني الارهاق والتعب كما ساهم غياب بعض النجوم المعروفين في بعض الفرق في هبوط المستوى العام لكن الامر الايجابي في الامر ظهور كوكبة جديدة من اللاعبين في صفوف بعض الفرق ولعب ضعف المعدل اللياقي لدى بعض اللاعبين في هبوط المستوى العام لبعض الفرق وقد ظهر معدل الانحدار اللياقي المصاحب لأداء اللاعبين وهو امر معتاد مع نهاية الموسم الرياضي عموما المرحلة الثانية من عمر البطولة متوقع لها منافسة خاصة في ظل وجود الفرق التي تأهلت وهي مؤهلة للمنافسة على البطولة بفرص متكافئة لذلك قد تشهد المرحلة القادمة من البطولة افرازات جديدة في حرص الفرق التي تأهلت على حصد اللقب والمنافسة عليه وسط الاهتمام الاعلامي بمنافسات البطولة التي حققت نجاحا جيدا على الصعيد الفني والعلاقات العربية بين الفرق حيث اكدت الرياضة انها تصلح ما يفسده الآخرون وكان آخر مكاسب هذه البطولة عودة المنافسة الكويتية العراقية على الساحة بعد غياب اكثر من عشرة أعوام كاملة حرم خلالها شباب البلدين من الالتقاء في جميع البطولات الرياضية. طلال اليوسف