تفعيل خدمة "فعيل" للاتصال المرئي للإفتاء بجامع الميقات    المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات 2025    أمير الرياض ونائبه يهنئان الهلال لتحقيقه كأس خادم الحرمين والدوري والسوبر    فيصل بن فرحان يؤكد لبلينكن دعم المملكة وقف إطلاق النار في غزة    المملكة تدين محاولة إسرائيل تصنيف «أونروا» إرهابية    حجاج الأردن وفلسطين يشيدون بالخدمات المقدمة بمنفذ حالة عمار    روبوتات تلعب كرة القدم!    فرنسا تستعد لاحتفالات إنزال النورماندي    التصميم وتجربة المستخدم    مقاطع ريلز التجريبية أحدث ميزات «إنستغرام»    لهو الحيتان يهدد السفن في المحيط الأطلسي أرجعت دراسة ل "اللجنة الدولية لصيد الحيتان"، سبب    «الصهيونية المسيحية» و«الصهيونية اليهودية».. !    سفاح النساء «المتسلسل» في التجمع !    «تراث معماري»    تكريم «السعودي الأول» بجائزة «الممارسات البيئية والحوكمة»    تعاون صناعي وتعديني مع هولندا    ريال مدريد يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة 15 في تاريخه    توجه ولي العهد بكأس الملك بعد ثنائية الدوري والسوبر.. الهلال ينهي الموسم باحتكار البطولات المحلية    آرسنال يقطع الطريق على أندية روشن    الإسباني" هييرو" مديراً رياضياً للنصر    الاتحاد يتوّج بكأس المملكة لكرة الطائرة الشاطئية    اعتباراً من اليوم.. بدء تطبيق عقوبة مخالفي الأنظمة والتعليمات لمن يتم ضبطهم دون تصريح حج    الدفاع المدني يواصل الإشراف الوقائي في المسجد النبوي    إحباط تهريب 6,5 ملايين حبة كبتاغون في إرسالية "إطارات كبيرة"    «المدينة المنورة» صديقة للتوحد    بعضها أغلق أبوابه.. وأخرى تقاوم.. تكاليف التشغيل تشل حركة الصوالين الفنية    اطلاق النسخة الثالثة من برنامج "أيام الفيلم الوثائقي"    البرامج    قصة القرن 21 بلغات العالم    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    قيصرية الكتاب: قلب الرياض ينبض بالثقافة    تعزيز العلاقات الاقتصادية مع ايطاليا    "أسبلة المؤسس" شهود عصر على إطفاء ظمأ قوافل الحجيج منذ 83 عاماً    توزيع 31 ألف كتيب لإرشاد الحجاج بمنفذ البطحاء    فرز وترميز أمتعة الحجاج في مطارات بلدانهم.. الإنسانية السعودية في الحج.. ضيوف الرحمن في طمأنينة ويسر    تركيا: تكاثر ضحايا هجمات الكلاب الشاردة    إصدار 99 مليون وصفة طبية إلكترونية    ورشة عن سلامة المختبرات الطبية في الحج    الليزر لحماية المجوهرات من التزييف    توصيات شوريَّة للإعلان عن مجالات بحوث تعزيز الصحة النفسية    شرطة الرياض تقبض على مقيمَين لترويجهما «الشبو»    ثروتنا الحيوانية والنباتية    النفط يستقر قبيل الاجتماع ويسجل خسارةً أسبوعيةً    نجوم «MBC TALENT» ينجحون في مهرجان الخليج..    بلد آمن ورب كريم    ضبط (5) مقيمين بالرياض إثر مشاجرة جماعية في مكان عام لخلاف بينهم    مشروع الطاقة الشمسية في المركز الميداني التوعوي بالأبواء    شراكة بين المملكة و"علي بابا" لتسويق التمور    متنزه جدر بالباحة.. قبلة عشاق الطبيعة والسياحة    ترحيل 13 ألف مخالف و37 ألفاً تحت "الإجراءات"    "نزاهة": توقيف 112 متهماً بقضايا فساد في 6 وزارات    بَدْء المرحلة الثانية لتوثيق عقود التشغيل والصيانة إلكترونياً    جامعة الطائف ترتقي 300 مرتبة بتصنيف RUR    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    وزير الداخلية يدشن مشاريع أمنية بعسير    ثانوية ابن باز بعرعر تحتفي بتخريج أول دفعة مسارات الثانوية العامة    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خصوصيتنا الثقافية لاتعني اننا مجتمع من كوكب آخر
العنف ليس بدعة.. د. بكر باقادر:
نشر في اليوم يوم 18 - 06 - 2003


الرأي الواحد
التطرف
الاقتصاد
الارهاب
العلاقة بين الارهاب والشباب
هذه وغيرها من المفاهيم التي يتكرر طرحها في الآونة الاخيرة والتي تنم عن ازمة ثقافية اجتماعية خطيرة ينبغي التعامل معها بحزم وبصيرة اضافة الى الاخذ في الاعتبار ان هذه الافكار ولدتها مجموعات خرجت على المألوف وقدمت لها التربة الخصبة لتنمو وتستمر هذه الافكار تولدت نتيجة فهم خاطئ للدين ومفاهيمه وقواعده ولم يكن معتنقو هذا الاتجاه في يوم من الايام مجرد ثلة غرر بها كما يحلو للبعض وصفها وانما هم نتاج غرس ثقافي متطرف لا يؤمن بثقافة الحوار.
يقول الدكتور بكر باقادر استاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ان الخط الذي تسير فيه هذا الثلة يختلف تماما عما كان يسير عليه الخط السلفي في بلادنا وان كان في اكثر حالاته تشددا لايلجأ لمثل هذا الاسلوب من العنف وانما حدث كان نتيجة ثقافة متطرفة تلقحت بالعنف نتيجة لعولمة الارهاب وان ماحدث كان يحدث في السابق من منظمات غير اسلامية ايضا والتطرف بين الخلية والاستيراد يبغي ثقافة الموت والمهم ان هذه الثقافة البست لباس الدين.
اليوم أجرت الحوار التالي مع الدكتور بكر باقادر.
تحطم الصورة
♀ 15 سعوديا في احداث نيويورك وواشنطن و17 في خلية الرياض التي كشف امرها مؤخرا وعدد من افراد هذه الخلية شارك في احداث الرياض الاخيرة وثلاثة يحاكمون في المغرب واكثر من مائة شاب سعودي معتقلون في غوانتانامو، ماذا تقرأ في هذه الارقام؟
اقرأ عدة امور:
اولا تحطيم الصورة المثالية الحالمة للمواطن السعودي انه من الملائكة ولا يمكن ان تستهويه أو تضله الايدلوجيات الحديثة التي تستخدم العنف او تستخدم وسائل غير مشروعة لتحقيق اهدافها والتي يرى اصحابها انها نبيلة ونموذجية.
ايضا توضح ان هناك خطأ ما فالخط السلفي وان كان متشددا فانه لم يكن عنيفا لم يكن يستخدم العنف للوصول الى الغايات التي يريدها لكن على مايبدو ان هناك نوعا من الاحتقان ودخول ابعاد شديدة لايمكن ان تكون من داخل الحركة السلفية التقليدية بدليل ان هناك عناصر او أفكار جديدة طرأت أدت الى استخدام العنف.
ايضا هناك عولمة للعنف واستخدامه داخل الاجنحة الاسلامية وان ذلك يتعدى الحدود والبيئة الاجتماعية والثقافية ومعنى ذلك ان هؤلاء لهم افكار تشبه افكار جماعات اخرى حتى خارج العالم الاسلامي والدليل على ذلك لو نزعنا المحتوى والديباجة الاسلامية عن هذا العنف لوجدناه نفس ماكان يستخدمه في الستينات الماركسيون وجهات ثورية اخرى كانت ترى ان التغيير في المجتمع لايأتي الا بالعنف او الحصول على بعض المكاسب ولفت النظر الى بعض المطالب وهذا التنظير وهذا الفكر دخيل على النهج السلفي التقليدي ولكنه وجد استجابة.
خارج الاطار
♀ ظاهرة العنف التي يمارسها بعض ابناء المجتمع السعودي هل هي نتاج فكري محلي او انها تعتبر فكرا دخيلا على المجتمع تمت باضافة اللباس الديني اليه؟
في رأيي انه ليس محليا والدليل ان ملامح هذا العنف لا تتماشى مع مادرج عليه الفكر السلفي حتى في تشدده كان يستخدم المنابر التقليدية وكان يتجه الى الدولة باعتبارها من يملك القوة والحق في تصحيح اتجاه ما اوحسم قضية معينة. وكانت هذه العلاقة هي الفيصل في من له الحق في استخدام اللسان او القوة لاصلاح الامور خاصة على المستوى القومي.
فهذه الظاهرة خارج اطار الفكر السلفي وارجو الا يتورط احد من رموز الفكر السلفي المعروفين في مثل هذه الاعمال التي تتسم بالاندفاع ولا تغلب المصالح والانضواء تحت راية ولي الامر ومناقشته واستمالته والعمل كجماعة ضغط لاصلاح بعض الامور هذا كان الاسلوب المتبع ومن لم يكن يناصر هذا الاسلوب كان يقول هؤلاء يستعدون الدولة علينا بمعنى انهم يستخدمون السلطة الرسمية التي لها الشرعية في استخدام القوة في اصلاح الامور وضبطها فيما يعرف بالنظام والقانون وهناك فتاوى كثيرة في المملكة والاسلام واضح في هذا المجال ان استخدام العنف هو من الخروج على السلطان الذي حرمه ونهى عنه الدين.
ثقافة الاقصاء
♀ماهو ردك على من يقول ان الارهاب حالة متجذرة في ثقافتنا وانها بدأت تؤتي ثمارها الآن؟
انا من اوائل من يقول بأن الفكر المتشدد الذي لايرى الا رأيه ولا يحفل بالآراء الاخرى ولا يدخل معها في مسألة ثقافية وجدل هو سمة من سمات خطابنا الديني عند بعضهم وهذه السمة نبدو من خلالها كما لو كنا اقصائين فلو نظرت الى التيار الليبرالي ومن ينهجون هذا النهج ايضا هم اقصائيين في كلامهم عن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر او تجاوز المشايخ فما يطرحونه ليس رأيا يقبل الحوار او منهجا حواريا حتى نتفق معه او نختلف. وسمة الاقصائيين موجودة ولكنها ليست خاصة بالجماعات الاسلامية التي كانت موجودة في السبعينات ايضا كانت هذه سمة من سمات الجماعات الليبرالية التي لاترى الحق الا من زاويتها، فالليبراليون والمحافظون الجدد في الولايات المتحدة اليسوا اقصائيين اليسوا متشددين اليست احزاب البعث والقومية وغيرها من الحركات اليسوا متشددين ولا يعطون غيرهم الفرصة وكانوا يمارسون الاقصائية بكافة اشكالها.
اذا ظاهرة الاقصائية منتشرة ولكن متى تكون هذه الظاهرة خطيرة؟ تكون خطيرة اذا تمكنت من القوة واذا استطاعت ان تحتوي الآراء الاخرى وتبعدها عن مجال التداول.
مازاد عن ذلك هو ان هذه الجماعات سواء كانت قومية او اسلامية او ليبرالية او اشتراكية او غيرها عندما تأخرت الامور في يدها يصبح هذا ارهابا. وهناك فرق مابين نضال من اجل تحرير ارض او رد عدوان فهذا النوع لابد ان تكون وسائله شرعية كما ان طموحاته شرعية احيانا قد تكون في نظر اصحابها النتيجة صحيحة ولكن الوسيلة التي استخدمت غير مدانة.
اذا استخدمت العنف من اجل التغيير هل ستعترف بغيرك؟ في الغالب لا لانك شمولي النزعة وانا كمراقب ودارس اجد ان التيار الاسلامي في المملكة كان في خطابه دائما يتماشى مع اولي الامر ومع السلطة الشرعية ولم يكن في يوم من الايام خارجا على هذه الشرعية وما نشاهده الآن هو امر جديد وامر غريب وامر مستنكر وليس من طبيعة الامور التي تقودنا عليها.
ماهي المعايير؟
♀ماهي مخاطر اعتبار مجتمع ما مجتمعا حاضنا للارهاب او منتجا له وما هي ابعاد هذه النظرة؟
اولا انت عملت مقدمة وبنيت عليها وتوصلت الى نتيجة وانا في رأيي ان الامر يستحق المراجعة واعتقد وهذا الاعتقاد يقيني انا لو سألنا الناس في الشارع وسألنا العلماء وسألنا ذوي النهي وذوي الرأي وذوي الحل والربط هل نقبل ان تصبح ساحة الفكر ومجال تبادل الرأي قائمة على مجال استخدام العنف وسيلة وحيدة للفت النظر واي رأي هو الذي ينفذ واي رأي آخر يزول من الطريق ما اعتقد احدا يوافق على مثل هذا الجواب. حتى لو كان الحديث عن رأيه الشخصي والذي له باع طويل في هذا المجال هو الغرب فتاريخها الاستعماري الذي كانت تمارسه ضد الشعوب الاصلية في الامريكيتين واستراليا فان فكرا اقصائيا تدميريا عنيفا كان يقوم هذا الفكر على ان هؤلاء برابرة وثنيين او ليس لهم دين او غير مسيحيين.
اما نحن فحضارتنا على مر التاريخ باستثناء جزيرة العرب لم يكن هناك عاصمة من عواصم الاسلام الكبرى الا وكان فيها خليط من الاديان ومن الاعراق واللغات ونحن يفرض ديننا علينا ليس كرما او اريحية منا وانما هو امر ديني ان نقبلهم ونحميهم ففي تراثنا الاسلامي مسألة التسامح والقبول بالآخر ظاهرة معروفة.
وللاسف التشدد وما يدعى بأنه قائم في المملكة لا يسنده دليل صحيح، هناك اشخاص ضيقو الافق لا يقبلون غيرهم من المذاهب الاسلامية سواء كانت في داخل مذاهب اهل السنة والجماعة او داخل حظيرة الاسلام ولكن هؤلاء مجرد اشخاص.
تصور ان لدينا في المملكة ما بين ستة الى سبعة ملايين عامل من خارج البلاد بينهم حوالي 30 بالمائة غير مسلمين هل صار هناك تضييق عليهم وتحويلهم الى الاسلام بالقوة او بالضغط عليهم وملاحقتهم ليكونوا مسلمين؟ هذا لا يحدث في المملكة. نحن نشهد عندما كنا طلابا كان يأتي لنا افراد من الجماعات التنصيرية واحيانا هذه الجماعات تستفزنا وتأتي الى منازلنا في اوقات راحتنا من اجل تحويلنا الى دينهم هذا لا يحدث عندنا في المملكة بل من يريد ان يسلم يذهب الى مراكز الدعوة.
ونحن كمسلمين كأمة ليست لدينا كراهية عنصرية وكراهية دينية او دوافع عرقية هذا بالاضافة الى ان ديننا حارب هذه الاشكال من التمييز العنصري. ووصمنا بالارهاب هو وصف ارهابي وهو تعميم لما تقوم به مجموعات صغيرة اساءت فهمها للدين لتبرير ما تقوم به وكبار علماء المملكة وهيئة كبار العلماء قاطبة اوضحوا انهم يستنكرون استخدام العنف للفت النظر او لتحقيق مكاسب سواء كان هذا العنف موجها ضد مصالح قومية وطنية او ضد مصالح آخرين واستخدام القوة منوط بالسلطة وما يحدث وان سماه البعض جهادا ضد الاستعمار ففي ذلك الوقت لم تكن الدولة الاسلامية قائمة وكان المستعمر هو الذي يحكم ولكن خرجت شخصيات اصبحت هي الممثلة للامة مثل عمر المختار واحمد عرابي وهذا اختيار المواطنين لهم في ظل غياب السلطة فكانوا يقاومون الاستعمار.
الدوافع والوسائل
فنحن الآن اصبحنا في عالم المتهم مدان حتى تثبت براءته واتمنى على علمائنا وخطبائنا ومفكرينا شجب واستنكار كافة انواع العنف وعدم قبوله تحت اي طائلة ولا نبدأ في تبريرها بغض النظر عن الدوافع. قد تكون الدوافع نبيلة بينما الوسائل غير نبيلة فقد تعكرها وتدنس نبلها وصدقها وشرعيتها هذا اولا.
ثانيا.. يجب على المجتمع ان يضرب بيد من حديد كل من يريد ان يلحق الاذى بالامة فهم لا يمثلون الامة وما يقومون به يفرق ولا يجمع.
ولابد ان يقع طلاق بائن مع من يتصرفون هكذا ومع من يقبض عليهم ولم يقوموا بأعمال ولكن لديهم فكر او متلبسين بأمر. هم في الاساس اخوة فيجب علينا اعادة تأهيلهم وتبصيرهم وهذا المعسكر يحتاج الى فهم ووعي ومقاومة المتطرف بالفكر المعتدل.
ثالثا.. اعتقد اننا بحاجة ماسة لاعادة النظر في بعض اوضاعنا والعمل على الاصلاح بما ينفع البلاد والعباد وان نسعى في نفس الوقت لاعادة النظر في علاقتنا بالدول الكبرى الظالمة بحيث نسعى ما امكننا ذلك للحصول على اكبر قدر من المصالح ودرء اكبر قدر من المفاسد لدرء العنف عنا لاننا لسنا في وضع يمكننا ان نبارزهم او نقاتلهم فيجب علينا ان نحمي ذمم المسلمين واراواحهم والا نجعلها تذهب خسارة رخيصة.
تغيير الصورة
وايضا نعمل جاهدين على تغيير الصورة التي تسهل اخلاقيا وسياسيا ابعادنا واقصائنا والحاق الضرر بنا وهذا يتأتى من خلال الفكر النير البعيد النظر الذي يغلب مصالح ومقاصد الشريعة على اي اعتبارات اخرى.
نحن امة معروفة على مر التاريخ ولا نريد ان يتحكم في مصيرنا حفنة منا قد نرى فيهم الخير او نعتقد ان نواياهم طيبة ولكن اساليبهم مدمرة وقد يكون ضرر تصرفاتهم بالغا وألمها مستمرا.
فهناك قضايا كثيرة تؤخذ ببذل الجهد فالعصر عصر امكانيات ونحن لابد ان نفعل ما استطعنا لان نصبح اقوياء في هذا العصر بالعلم بالفكر بالحياة الراقية التي تفرض احترامنا على غيرنا وهذا لا نستنكف فيه بل يجب ان نكون مبادرين لنقد ذواتنا لا نريد ان تأتينا اوامر التغيير من خارجنا من خارج دائرة الاسلام حتى لا نكون نسخة ممسوخة من المجتمعات الاخرى لكن في نفس الوقت نحن مطالبون ان نستنهض كل قوانا وكل قدراتنا في ما يسمى بالنقد الثقافي اي ان نكون اول من ينتقد عوراتنا ونقاط الضعف فينا ليس من اجل جلد ذاتنا او استمراء نوع من (المازوجية) تعذيب الذات ولكن من اجل الاصلاح والتجارب وبناء القدرات وان تكون نقاط تحول في حياتنا ولنا من الامثلة في عالمنا امثلة كثيرة وعلينا الا نكابر في ذلك وفي العالم الاسلامي امثلة ايضا من الانفتاح على العالم مع الاحتفاظ بهويتنا ولن تصبح هويتنا منقوصة عندما ننفتح على العالم.
للاسف هناك نوع من الفهم يصل الى درجة السخف مثل ان لنا خصوصية تميزنا عن الآخرين وكأننا من كوكب آخر وهذا ليس صحيحا نحن ممكن ان نصبح جزءا من العالم ولا يأخذ أحد منا هويتنا او ديننا او يؤثر على هاتين وهناك امثلة كثيرة في العالم الصينيون والهنود او البوذيون والهندوس هم في الحقيقة جزء من منظومة العالم ومع ذلك لم يفقدوا صفتهم الخاصة بهم سواء كانوا صينيين او هنودا او بوذيين او هندوسا او غيرهم.
وهذا الخوف من الذوبان في الغير هو في حقيقته ذوبان لان معنى ذلك انه لم يعد لديك شىء تقدمه في مواجهة الآخر في عصر المعرفة والمعلومة والاتصال وايضا يجب ان نتساءل كمسلمين ان الفرد يمكنه ان يشارك في تغيير توجه الانسانية فمثلا البريد الالكتروني كان نتاج شاب هندي واعتقد انه كان مسلما فهذا الشاب استطاع ان يغير حياة جميع البشر فما بالك بأمة تحمل رسالة خالدة.
نحن من يسيء الى انفسنا والى ديننا عندما نقدم ديننا على انه حدود فقط او حجاب او انه لايهتم سوى بتقصير الثوب وغيرها من الامور وكأن الاسلام هو هذه الامور فقط كأنه اتى لتضييق الحريات العامة.
والعكس هو الصحيح ديننا دين توحيد دين تسامح دين انفتاح دين تأمل دين تفكير اين نحن من هذه المجالات.
للأسف انا سمعت من بعض الناس انهم لايرون العلم الا العلم الشرعي وهذا تضييق نحن كمسلمين مطالبون بأن نكون افضل الناس في العلوم الاجتماعية والعلوم الطبية والعلوم الطبيعية والعلوم الفلكية والجيولوجيا وكل العلوم.
وما فعله اسلافنا على الرغم ان العالم تجاوزه بمراحل فلكية الا انهم وضعوا البشرية على بداية الطريق بسبب ما وجهه لهم الكتاب وللأسف الشديد اهملنا كل آيات التفكير والتدبر في القرآن الكريم.
مغذيات الفكر المتطرف
♀ ماهي المغذيات الفكرية والاجتماعية للسلوك الارهابي؟
* مسألة التعليم هي من اصعب العمليات مثل النبتة تحتاج الى تربة والى ماء والى اسمدة والى هواء ذلك ينطبق على الفكر يحتاج الى تنوع الى منابر الى اساتذة قادرين ومخلصين والى انضباط كما يحتاج الى تحديد الاهداف ثم بعد ذلك يحتاج الى ساحة رحبة لتقبل كل ما هو داخل دائرة الاسلام والا تستخدم عبارة دائرة الاسلام في تحجير الوضع وتضييقه وانما نقصد ان الحلال والحرام بين والحرام اصلا محدود جدا.
وفكرة درء المفاسد أسيء استخدامها بشكل كبير جدا.
يجب ان نكون متسامحين وجريئين وهناك مثال عن جامعات مثل السربون واكسفورد وكيمبردج كانت في الاساس جامعات دينية واصبحت رائدة التنوير في العالم.
فمتى تصبح جامعاتنا ومساجدنا ساحات توعية مستنيرة..؟
متى نخرج من صلاة الجمعة ونحن مستفيدون معلومات وافكار جديدة بناءة متى يكون طرحنا معتدلا.
لنجد اثر ذلك في سلوكنا وافكارنا وتعاملنا مع الآخرين وفي نضجنا.
نحن في مجتمعاتنا الاسلامية يغلب علينا اننا نعتمد على الآخرين في قوتنا متى يصبح لزاما علينا انتاج ما نحتاجه وان نتعامل مع ذلك جديا ولا نقول عن هذا فرض كفاية ثم نضع خمسمائة عائق امام تحقيق الكفاية.
نحن نتطلع الى ثقافة تمكن من رؤية افضل للانسان والحياة اتمنى على العلماء الذين في الساحة ألا يعملوا على اعادة الناس الى عصور اخرى لم تعد مطابقة لحياتنا.
لماذا؟ لاننا نريد ان نكون الاجدر بتوجيه الانسانية وذلك لا يتأتى الا اذا عرفنا الوسائل واستخدمناها.
اعادة النظر
♀ المملكة تشهد تناميا في عدد السكان بشكل متزايد مع العلم ان اكثر من 50% من السكان تحت سن 15 سنة اضافة الى معدلات متفاوتة من البطالة فما هو تأثير ذلك اجتماعيا في الحاضر والمستقبل؟
مسألة كون المجتمع شابا هذا لم يكن اختيارا وانما كان متطلبا لان عدد الوفيات كان مرتفعا بسبب موجات الامراض التي كانت تمر على البلاد كانت تأخذ اعدادا كبيرة من السكان. الآن معدل الوفيات في الاطفال تدنى والمستوى الصحي في المجتمع ارتفع، المشهد الديموجرافي نجده في تحول الصورة بدأت تتحول عما كانت عليه في السابق قاعدة الشباب التي هي الاساس بدأت تتسع لكن في نفس الوقت من هم فوق الستين بدأوا يتوسعون هم ايضا.
والملاحظ هذه الايام ان معدلات الانجاب بدأت تقل لان الناس بدأوا يأخذون الموضوع بجدية اكثر، وهذه التحولات السكانية لكن تكون ملاحظة بسرعة.
المشهد الديموجرافي لدينا مثل كل دول العالم الثالث مشوه ولكن الصورة لدينا بدأت تتغير شيئا فشيئا والارقام التي ذكرت تحتاج الى اعادة نظر هذه ارقام عابرة ولا يوجد لدينا الى الآن احصاءات حقيقية موثقة تصف لنا المشهد.
لدينا حوالي 8 ملايين عامل اجنبي وبلادنا مازالت من المواطن الجاذبة للعمالة صحيح لدينا بطالة وهناك شعور عام انه كيف يمكن الاستفادة من الفرص المتاحة رغم اننا بلد نفطي.
فهناك خطأ في التدريب في اكتساب المهارات خطأ في اعطاء المقابل للعامل نتيجة عمله ولابد ان تتغير هذه الصورة.
التربية
♀ ما دور التربية ازاء توعية المجتمع؟
* اكبر اشكالية لدينا في المملكة هي اشكالية التربية كنا نعاني من ارتفاع نسبة الامية الآن نحن نعاني من البطالة الوظيفية وللأسف معدلات القراءة لدينا متدنية جدا.
واستخدام المهارات للابداع جدا متدنية عدم ما يسمى بالشوق للمعرفة محبة ان نعرف ليست ديناميكية موجودة داخل المجتمع ولا توجد لدينا المؤسسات التي تفعل ذلك سواء داخل المدرسة او في المكتبات العامة, وكان ينبغي لبلد مثل بلدنا وبعدد قليل مثل عددنا ان تكون هناك مراكز في كل مكان لتعليم الناس مهارات عديدة اتمنى ان تكون هناك معاهد ومراكز في كل مكان تعلم الناس الفنون الجميلة تكسبهم المهارات وحب المعرفة وتعلم مهارات الفكر النير خصوصا مع التنظيم الوزاري الجديد يجب توسيع قاعدة الاندية الادبية بحيث تحتضن الشباب وتعلمهم وتكسبهم المهارات اللازمة.
المعلم
♀ ما دور المعلم؟
* احد اسباب شقوة التعليم هو المعلم لانه لا يذهب الى التعليم الا من اراد ان يحصل على عمل مضمون ودخل جيد واعتقد انه لابد ان يعاد النظر في هذا واعادة النظر هذه قد تكلف وزارة التربية والتعليم لاكساب هؤلاء المعلمين مهارات جديدة مثل مهارات الاقناع التفاوض الخطابة, وغيرها من المهارات التي يحتاجها الطالب عندما يتخرج وان يكون لديه قدرة على الابداع ومستوى معين من التدريب الذي يحتاجه سوق العمل كذلك حل معضلة اجادة اللغات.
مناهج
♀ دور المنهاج الدراسي:
* المنهاج الدراسي طوال الوقت يتغير ولكن هذا التغير في الجانب الكمي والمحتوى لكن هذا التغير لا يتحقق على ارض الواقع.
الطالب لا يحتاج الى هذا الكم الهائل من العلوم والمعارف التخصصية سواء كانت في العلوم الشرعية او في اللغة العربية او في العلوم الطبيعية يأخذ الطالب معلومات في الهندسة وغيرها كان الاولى ان يأخذ مهارات محددة في جانب معين يمكن تطبيقه في الحياة العملية.
اللغة العربية.. اذا لم يجد الطالب اللغة كتابة وتحدثا ما فائدة كل القواعد التي يتعلمها؟
اما المواد الدينية في 99% منها كان يمكن ان يفهمه الطالب على جزء من تطوره الطبيعي لماذا لا تستخدم الوسائل الحديثة في الشرح ممثلا لماذا يتعلم الطالب كيفية الوضوء كلاما ويحفظ ذلك.
ما الذي يمنع ان توضع هذه القيم المطلقة, وفي التوحيد والفقه على عدة اشرطة يسمعها الطالب ويسهل عليه فهمها ولماذا لا يكون حفظ القرآن من اجل اجادة اللغة العربية.
هوة
♀ الهوة بين التعليم العالي والتعليم العام كيف ترونها؟
* هذا امر طبيعي فعندما نأخذ بلدانا متقدمة مثل فرنسا او بريطانيا نجد تسرب الطلاب من التعليم العالي امرا طبيعيا ولايشكل عائقا وهذه المؤسسات تعيد الترتيب الطبقي في المجتمع ولو بذل قليل من الجهد والمال لتعميم اختبارات القياس التي توضح قدرات الطلاب لارتحنا حتى كآباء لاننا قلنا نريد ان يصل ابناؤنا الى مرحلة الدكتوراه فهناك ناس ليس لديهم هذه الرغبة او ليس لديهم الامكانية لذلك كما ان هناك ناس لا يريدون هذا الخط من التطور لماذا نجعله الخط الوطيد والمسموح به للتطور.
المثقف والاعلام
♀ ما هو دور المثقف واجهزة الاعلام في الحد من ظاهرة التطرف؟
* دور المثقف ان يكون اولا ممارسا لثقافته بمعنى الا ينكر على الآخرين ما يسميه التزمت والتطرف والاقصاء وكل ما يعرضه هي هذه البضاعة وان يكون ضمير الامة وان يكون الصوت الصادق القائم على معلومات دقيقة غير مضلل حتى وان كان ما يقوله لايعجب الناس للوهلة الاولى.
اما دور الاعلام فاذا اراد ان يكون اعلانا منافسا فعليه ان يستخدم احدث الوسائل في الطرح وجذب المشاهدين وفي عملية الاقناع وما لم يحدث ذلك فكل ما يفعله خطأ.
تأثيرات اقليمية
♀ التغييرات الاقليمية وتأثيراتها الاجتماعية في المملكة؟
* نحن جزء من العالم ولابد ان نتوقع ان ما يحدث حولنا يؤثر فينا سلبا او ايجابا فعندما كان يقول الفنان نهاد قلعي اذا أردنا ان نعرف ماذا يحدث ايطاليا لابد ان نعرف ماذا يحدث في البرازيل كنا نضحك من هذه المقولة وكنا نعتبرها نوعا من التهريج الآن هذه العبارة اصبحت حقيقية، احيانا بورصة بانكوك اذا تأثرت يظهر هذا الاثر في وول استريت والبون شاسع بينهما في المساحة العالم اليوم فعلا قرية واحدة ومن يقول لا فهو لا يقرأ التاريخ وسيكون من اول ضحاياه مسؤولا او مواطنا.
دور موسم الحج
♀ هل يمكن استغلال موسم الحج في مكافحة التطرف والارهاب؟
* موسم الحج هو الموسم الاميز والابرز للتسامح ولا احد يملك من يأتي او من لا يأتي للحج ولكن مع شعائر الحج (لارفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) يكون هناك شيء من التسامح الموجود سلفا نوع من التفاهم، نوع من الوجود المتلازم لجميع الفئات بجوار بعضها البعض والدليل على ذلك الاختلاف المذهبي والعرقي والثقافي.
خطاب خادم الحرمين الشريفين
♀ ماذا تقرأون في خطاب خادم الحرمين الشريفين الاخير؟
* اقرأ فيه نقلة مفصلية لانه قد حان الوقت ان نلتفت الى ما يحدث في العالم وان نبدأ في نقد ذواتنا وان نتواصل مع العالم لاننا جزء منه ولابد ان نتأثر به كما نؤثر فيه وان الحدود والسدود والتصنيفات لم تعد مقبولة انما الاقناع وطرح الفكر المستنير هو الذي سيمكن الناس من التواصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.