إن حكومات العالم المتقدم تضع الخطط والبرامج؛ لتنمية بلادها ومساعدة شعوبها في شتى المجالات، وبكافة الوسائل الممكنة، كما أن الدول تطور وتستحدث نشاطات وخدمات تصب في مصلحة المواطن، وتساعد على تيسير أعماله، وتوفير سبل الراحة له ولأفراد عائلته، سواء كان ذلك في المجال الصحي أو التعليمي أو الاجتماعي أو الاقتصادي، وغيرها من الأمور التي تؤثر مباشرة على حياة أفراد الشعب، ومستوى الخدمات المعيشية التي يتمتعون بها في وطنهم. إن بلادنا الغالية -ولله الحمد- قد تطورت كثيرا في العديد من المجالات، خلال الخمسين سنة الماضية، وقد تحقق العديد من الإنجازات، سواء ما كان يمس حياة الفرد السعودي مباشرة، أو فيما يتعلق بمجالات التنمية والمشاريع على اختلاف أنواعها ..... ولكن تطور في نفس الوقت فكر المواطن، واختلفت تطلعاته، وارتفع مستوى تعليمه، ورقى إطلاعه ومعرفته. لذلك، أصبح يطلب الرقي، وينشد التحسين في مستوى بلاده بكافة المجالات، سواء الاقتصادية أو العمرانية أو الاجتماعية أو السياسية أو غيرها، ويرغب المواطن بكل إخلاص أن يرى دولته في أعلى مستوى ممكن؛ لتكون هذه الدولة تضاهي ما هو موجود في دول العالم المتقدم، من وجود خدمات ونشاطات وتسهيلات تتوفر لكافة أبناء الشعب دون استثناء، وفي كافة أرجاء البلاد. إننا نحتاج في بلادنا العزيزة أن نوفر آلية صادقة وشفافة؛ لقياس مقدار رضا المواطن عن مختلف شئون الحياة التي تمس معيشته، أو الأمور التي تدخل ضمن اهتمامه كفرد من أبناء الشعب، لأن ذلك القياس لرضا المواطن سيظهر حقيقة ما تم تقديمه، ومدى نجاح ما تم إنجازه من مشاريع وخدمات، وهل ذلك التطور يسير في الاتجاه الصحيح والأنسب لأبناء الوطن، وهل الأسلوب المطبق بالعمل أو الوصول للقرار هو ما يرضي ويفي بطموح المواطنين ،،، بالإضافة إلى ما تقدم، سوف تعطي النتائج الدورية لقياس رضا المواطن فكرة واضحة وصريحة لولاة الأمر -حفظهم الله- عن مدى تحقيق الأهداف التنموية للدولة، وكذلك يعطي نظرة واضحة عن شعور وارتياح أبناء الشعب عما تحقق لهم من انجازات وخدمات، خصوصاً، أن قيادتنا الكريمة تطمح لتحقيق أفضل ما يمكن لأبناء الوطن ... وإلى الأمام يا بلادي.