مانشيني يفسر استبعاد فيصل وأحمد الغامدي    حساب المواطن: 3.4 مليار ريال لمستفيدي دفعة شهر يونيو    القيادة تهنئ رئيس جمهورية البرتغال بذكرى اليوم الوطني لبلاده    الذهب يستقر عند 2296.17 دولار للأوقية    وزير التجارة يصدر قرارًا وزاريًا بإيقاع عقوبة مباشرة على كل من أخلّ بأداء واجبه في إيداع القوائم المالية    إستخراج بطاقات إقامة ممن مضى على إقامتهم في مصر أكثر من 6 أشهر    "التجارة" تضبط 374 مخالفة في المدينة    انحفاض الإنتاج الصناعي 6.1% في أبريل    الطقس : حاراً إلى شديد الحرارة على الرياض والشرقية والقصيم    خادم الحرمين يأمر باستضافة 1000 حاجّ من غزة استثنائياً    تطوير مضاد حيوي يحتفظ بالبكتيريا النافعة    "ميتا" تزوّد "ماسنجر" بميزة المجتمعات    المنتخب السعودي للفيزياء يحصد 5 جوائز عالمية    بدء أعمال المنتدى الدولي "الإعلام والحق الفلسطيني"    "الرياض للبولو" يتوّج بطلاً لبطولة تشيسترز ان ذا بارك    «أرامكو»: 0.73 % من أسهم الشركة لمؤسسات دولية    زوجة «سفاح التجمع» تظهر من لندن: نجوت من مصير الفتيات !    بعد ياسمين عبدالعزيز.. ليلى عبداللطيف: طلاق هنادي قريباً !    شريفة القطامي.. أول كويتية تخرج من بيتها للعمل بشركة النفط    عبدالعزيز عبدالعال ل«عكاظ»: أنا مع رئيس الأهلي القادم    شرائح «إنترنت واتصال» مجانية لضيوف خادم الحرمين    استقبال 460 حاجاً من ضيوف خادم الحرمين من 47 دولة    كيت ميدلتون.. قد لا تعود أبداً إلى ممارسة دورها الملكي    400 مخالفة على الجهات المخالفة للوائح التعليم الإلكتروني    المجلس الصحي يشدد على مبادرة «الملف الموحد»    أمير القصيم يشيد بجهود "طعامي"    محافظ الأحساء يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    «فتيان الكشافة» يعبرون عن فخرهم واعتزازهم بخدمة ضيوف الرحمن    قيادات تعليمية تشارك القحطاني حفل زواج إبنه    العطلة الصيفية واستغلالها مع العائلة    "السمكة المتوحشة" تغزو مواقع التواصل    11 مبادرة تنفيذية لحشد الدعم الإعلامي للاعتراف بدولة فلسطين    الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري    وزارة الحج تعقد دورات لتطوير مهارات العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    إعادة تدوير الفشل    خلود السقوفي تدشن كتابها "بائعة الأحلام "    شهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي.. "درب زبيدة".. تاريخ طويل من العطاء    الأمريكي" غورست" يتوج ببطولة العالم للبلياردو    الأهلي يفاوض كيميتش والنصر يتخلى عن لابورت    رسالة جوال ترسم خارطة الحج لشيخ الدين    "هيئة النقل" تدشن سيارة الرصد الآلي كأول تجربة لها في موسم الحج    «التعاون الإسلامي»: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء    الداخلية تستعرض خططها لموسم الحج.. مدير الأمن العام: أمن الوطن والحجاج خط أحمر    استشاري:المصابون بحساسية الأنف مطالبون باستخدام الكمامة    الدكتورة عظمى ضمن أفضل 10 قيادات صحية    أمير الرياض يطلع على عرض لمركز صالح العسكر الحضاري بالخرج    رئيس جمهورية قيرغيزستان يمنح رئيس البنك الإسلامي للتنمية وسام الصداقة المرموق    وفد الشورى يطّلع على برامج وخطط هيئة تطوير المنطقة الشرقية    التخبيب يهدد الأمن المجتمعي    تغييرات الحياة تتطلب قوانين جديدة !    رئيس الأهلي!    الشاعر محمد أبو الوفا ومحمد عبده والأضحية..!    فشل التجربة الهلالية    انطلاق معسكر أخضر ناشئي الطائرة .. استعداداً للعربية والآسيوية    أمير تبوك يواسي عامر الغرير في وفاة زوجته    نصيحة للشعاراتيين: حجوا ولا تتهوروا    نفائس «عروق بني معارض» في لوحات التراث الطبيعي    توفير الأدوية واللقاحات والخدمات الوقائية اللازمة.. منظومة متكاملة لخدمة الحجاج في منفذ الوديعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التربويون والمجتمع.. ماذا يريد كل منهما من الآخر؟
اليوم تستطلع الأفق التربوي في الساحل الشرقي
نشر في اليوم يوم 22 - 01 - 2003

تأتي الندوة التي يرعاها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وتنظمها وزارة المعارف تحت عنوان (ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع) في ظل متطلبات ملحة فرضتها ظروف المرحلة وواقع مراجعة ذاتية لمتطلبات العملية التربوية والتعليمية في المملكة, من حيث طبيعة المنهج الدراسي كأساس لصياغة العقل التربوي من جهة وحاجة سوق العمل كمخرج نهائي لكل منتجى العمل التعليمي.. مرورا بكل عناصر المربع التعليمي (المنهج - المعلم - الطالب - المجتمع).
الندوة عبارة عن حوار وطني مفتوح بين شرائح المجتمع ومؤسسات التعليم من اجل تكوين رؤية مشتركة عن التعليم العام بالمملكة واقعا ومستقبلا وتحديد اوجه التعاون بين المجتمع ومؤسسات التعليم والعمل المشترك على تذليل الصعوبات والمعوقات التي تواجه مسيرة التعليم, وذلك من خلال عدة محاور رئيسية:
المحور الاول: حاجات المجتمع.. من حيث:
1- سمات المخرج التعليمي في ضوء سياسة التعليم:
القيم والاتجاهات, والسلوك, والمهارات الشخصية والعلمية.
2- الخدمات التربوية المقدمة للمجتمع.
المحور الثاني: حاجات المؤسسات التعليمية.. من حيث:
1/ الدعم.
2/ التقدير.
3/ المشاركة والمساندة والتعاون.
المحور الثالث: تطوير التعليم:
1/ معوقات التخطيط للتعليم.
2/ افكار في تطوير التعليم.
3/ مشاركة المجتمع في تطوير التعليم.
4/ نحو خطة وطنية لتطوير التعليم.
من هنا كان ل (اليوم) هذه المحاولة من خلال استضافة نخبة من التربويات والاكاديميات وسيدات الاعمال من اجل قراءة الواقع دون هدم واستشراف المستقبل دون مبالغة, بنوع من النقد الموضوعي وتحديد الاحتياجات العملية المطلوبة في عملية تتسم بالوعي والعقلانية لاستخلاص النتائج المرجوة.
القطاع الخاص والدعم
@ (اليوم): ما مدى مشاركة القطاع الخاص في دعم البرامج التربوية, ومنها (الوقف التعليمي)؟
* الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي:
ان القطاع الخاص كان هو المبادر في البرامج التربوية قبل ان تتولى حكومة المملكة هذا الدور وتقوده, فالكتاتيب الدينية التي كانت منتشرة في الجزيرة العربية كانت بمبادرات فردية, حيث يقوم الشخص المعني بتعليم الصبية والفتيات قراءة القرآن ومبادئ القراءة مقابل مدفوعات نقدية او عينية.ومن اوائل ظهور المدارس بالشكل الاقرب للواقع اليوم كانت في منطقة الحجاز وتولى ذلك اعيان المنطقة ومازال بعضها قائما حتى اليوم كمدارس الفلاح. اذا القطاع الخاص كان المبادر في افتتاح المجال التعليمي, وعاد الحديث عن دور القطاع الخاص بعد ان تزايد الطلب عليها منذ 20 عاما, وشهدت هذه المرحلة انتشار التعليم الاهلي في جميع مناطق المملكة, وكان لتشجيع الحكومة ودعمها بالمساعدات المالية الاثر الكبير, كما كان لرغبة المواطنين في الحصول على تعليم متميز لابنائهم يؤهلهم للقيام بادوارهم الطليعية في المجتمع اهم الاسباب. الآن وبعد هذه الفترة الطويلة ومن مشاهدتي لطبيعة هذا النمو التعليمي وازدياد التنوع والمنافسة في هذا القطاع نرى ان الخلفية الثقافية والعلمية لملاك هذه المدارس تصبغ مدى مساهمتها لاضفاء التميز على المناهج الحكومية الموحدة, ومن خلال الوسائل التي توجد على الساحة العالمية ونقلها بالوسائل الملائمة مع الاخذ في الاعتبار مناهج اعداد المعلمين في العالم العربي والتي تخرج معلمين ملقنين وليسوا موجهين لادارة التفكير.
نريد رأس المال المثقف
@ (اليوم): ما تقييم نظرة المجتمع لدور القطاع الخاص في العمل التربوي؟
* الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي:
استطيع ان اؤكد ان الاهالي يملكون القدرة على التمييز بين المدارس الخاصة التي تتبنى وتسعى الى تطوير العملية التعليمية, ولكن للاسف وكما ذكرت سابقا, كان لفتح باب التعليم الاهلي على مصراعيه للقطاع الخاص دون التأكد من اهلية القائمين الحقيقيين عليه أثر سيىء نرى ونلمس معضلاته فيما تطالعنا به الصحف المحلية. الصحافة ساهمت في تركيز الاضواء على تلك المنشآت مما كرس نظرة سلبية لدى قطاعات كبيرة من الافراد عن فاعلية واثر المدارس الاهلية في تطوير التعليم العام, فالبحث عن مواضيع مثيرة ومشوقة لزيادة مشتريات الصحف كان له اثر غير مستحب.
المادة غير كافية
@ (اليوم): كيف نستطيع الوصول لاحترام الجانب الاحترافي للمهنة التعليمية في القطاع الخاص بعيدا عن حساب الارباح فقط؟
* الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي:
شخصيا, ارى انه من اجل اعادة الامور الى ارض الواقع واعطاء كل ذي حق حقه ومجازاة المقصر ومكافأة المجتهد, علينا الخروج بنظام تقييم صادق يحيط بجميع جوانب العملية التربوية والتعليمية في المدارس لتكون دافعا ومحفزا لدخول رأس المال المثقف والواعي لهذا المجال وانكماش رؤوس الاموال التي ليس لها قاعدة ثقافية منه, او ان يشارك الاثنان بحيث تكون الانشاءات المالية كالمباني والتجهيزات تقع على جانب والتطوير التربوي والعلمي على الجانب الذي يحمل العلم والمعرفة, وعندها فقط نكون قد دمجنا الاثنين اللذين بدونهما او قصور احدهما سيؤثر على التعليم الاهلي الخاص.
عندها وبقيام نظام تربوي وتعليمي في المدارس وهو الذي يشمل مجمل العملية التي توفر لنا تلميذا ذا قوة داخلية مستمدة من قدرته على التحليل والتفكير بطريقة منظمة وواعية متجاوزا حدود المدرسة الى الشارع والمنزل واماكن الترفيه.. الخ. اذا.. البناء عملية لابد ان تقوم على جميع الاصعدة في المجتمع دون استثناء, ولعلنا اليوم في بداية الطريق, ولا يهم ذلك مادمنا قد ادركنا ان المادة ليست هي الوحيد التي تبني المجتمعات وما نراه ونلمسه من قصور ما هو الا نتيجة لعدم اخذ الوقت والتدريب الكافيين للوصول الى حلول عن طريق الفكر.. وكانت المادة بطبيعتها تسهل لنا ان نجعلها الجواب لكل ما نراه من صعوبات ولكن لله الحمد, نرى وزارة المعارف وبرئاسة الدكتور محمد الرشيد تلتقط هم حكومتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو سيدي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وتترجم ذلك الى خطة عملية لانهاض المجتمع وجمعه لالقاء الضوء على القصور التربوي الذي صاحب العملية التعليمية في السنوات الاخيرة والتي لازمت سنوات الطفرة المالية.
مطلوب التخطيط السليم
@ (اليوم): كيف تتجاوز المدرسة الدور التعليمي والتربوي لتكون مؤسسة اجتماعية فعلية تعنى ببناء شخصية الطالبة من كل الجوانب؟
* الأميرة مشاعل بنت فيصل بن تركي:
لايمكن وضع القرارات من اعلى وخاصة في العملية التربوية, فالمنزل والاسرة الصغيرة ثم الكبيرة وجميع قطاعات المجتمع التي سيلتحق بها الطالب عليها مسئولية التواصل الفعال والتطوير كل في مكانه, من هنا تبدو الحاجة للتخطيط السليم لوضع اهداف طويلة وقصيرة المدى لترجمة ذلك بوضوح, ليعرف كل فرد دوره وما له وما عليه, عندها فقط ستكون المدرسة مؤسسة اجتماعية فعلية.
الاقتناع أولا
@(اليوم): ما الفرص المتاحة امام مؤسسات المجتمع وافراده في المشاركة في تطوير التعليم؟
* الدكتورة مها العجمي:
ان عملية تطوير التعليم لابد ان تكون جوهرية وشاملة لكل جزء من اجزاء العملية التعليمية, وذلك بهدف ايجاد التحسينات والتوافقات التي يحتاجها النظام التعليمي, وهذا يتطلب ان تكون استراتيجية التعليم دافعة بقوة لهذا النظام ليتلاءم مع الظروف الجديدة ومع عملية التجديد في التربية وهذا يجعلنا نحتاج الى:
أ- قناعة العاملين في المجال التربوي بان عملية تطوير التعليم هي الحل الانسب والامثل, وهذا يتطلب وجود اتجاه جديد نحو عملية التغيير من قبل القائمين بالعملية التربوية والتعليمية كذلك من قبل الآباء والتلاميذ انفسهم.
ب - توفير وسائل التطوير للنظام التعليمي نفسه, وهذا يتطلب وجود جهود فعالة تقوم بالمساعدة والمساندة.. اضافة لمنهج علمي يرتكز عليه.
صعوبات ومعوقات
@ (اليوم): ما الصعوبات, والعقبات التي تواجه مسيرة التعليم العام؟
* الدكتورة مها العجمي:
هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تتسبب في بطء التطوير ومنها:
أ- ما يتصل بالتربية, حيث ان آثار التربية النظامية تتأثر كغيرها من المؤسسات التربوية كالاسرة والاعلام, وهذا ما يؤدي الى نتائج غير واضحة للتربية المدرسية كما يؤدي الى عدم تقبل المجتمع وتحمسه للمستحدثات التربوية.
ب - معوقات تتصل بطبيعة المدرسة, حيث انها المكان الذي تطبق فيه الافكار والمستحدثات التربوية لان المدرسة محافظة بطبيعتها وليس من السهل تقبلها لكل جديد وحديث في التربية, بسبب انشغالها بالممارسات اليومية اضافة الى عدم اعداد العاملين في المدرسة لممارسة البحث العلمي وعدم تشجيع المجددين والمبدعين.
ج - معوقات تتصل بالمعلم لانه يقوم بتنفيذ التطوير في مجال المناهج ويعمل على نجاحه او فشله من خلال تطبيقه في الفصل المدرسي وهذا يتوقف على عدة عوامل منها ادراكه لاهداف التطوير وايمانه بها وتمكنه من المادة العلمية والمهارات المطلوب تنفيذها, وقد اثبتت بعض الدراسات التربوية والنفسية ان العاملين في المجال التربوي ينظرون الى التطوير التربوي الجديد في ضوء تصورهم لاحوالهم المهنية الجديدة وليس في ضوء آثاره ونتائجه, فاذا احسوا ان ذلك يهدد مكانتهم او طريقتهم التي تعودوا عليها فانهم ينفذونه مكرهين ويحاولون افشاله ووضع العقبات امامه والقضاء عليه.
د - معوقات تتصل بالمجتمع الذي ينظر الى التطوير والتحديث التربوي نظرة حذرة ومتشككة بالاخص عند شعوره بانها تتعارض مع عاداته وتقاليده وقيمه التي نشأ عليها.. ومن المشكلات التي تتصل بدور المجتمع في التطوير ان كل فرد من افراده يرى نفسه قادرا على ابداء الرأي الصائب في مجال التربية وذلك لايمانه بان التربية التي يمارسها كثيرا ما يأخذها من الاقران والاسلاف.
هذا هو الحل
@(اليوم): كيف نصل الى رؤية مشتركة لتطوير التعليم؟
* الدكتورة مها العجمي:
عملية تطوير التعليم ليست عفوية او ارتجالية ولكنها عملية لها اهميتها الخاصة, فالتطوير صفة اساسية لكل عمل متميز في كل مكان وزمان, ويكون التطوير في العمل تدريجيا لان التغيير في العملية التعليمية لابد ان يتم بعد اقتناع المسئولين التام بضرورته.
ولكي نستطيع ان نحل مشكلة تطوير التعليم لابد من الادراك الواعي لعدة عناصر:
1- ملاءمة النظام التعليمي لطموحات وتطلعات الدولة التنموية.
2- الاعتراف بوجود عدد من المشكلات التي يجب التعامل معها ومواجهتها بشكل يخدم المصلحة العامة.
3- الدعم المادي والمعنوي من جميع الاطراف التي تشارك في العملية التعليمية.
4- من المهم عمل دراسة علمية للواقع الحالي في ضوء الاستراتيجية المطلوبة لتطوير التعليم, تشمل اعداد وتدريب المعلم وطرق ووسائل التدريس واساليب التقويم والادارة المدرسية, ويجب ان تحدد الدراسة وضع التعليم الحالي ثم ترسم بناء عليه الشكل الذي نرغب في الوصول اليها سواء على الامد البعيد او القريب.
ولابد ايضا من القيام بعملية تقويم شامل لجميع جوانب العملية التربوية والتعليمية بدءا بالاهداف للتعرف على درجة تحققها والمعوقات التي اعترضت طريقها ثم تقويم جوانب عدة منها المنهج الدراسي(المحتوى - طرق التدريس - الوسائل التعليمية - الانشطة) والسلم التعليمي ومراحله المختلفة والنظم الادارية المدرسية والاساليب المتبعة في عملية الاشراف الفني والنظم المتبعة في تأهيل المعلمين وتدريبهم.
المسئولية المشتركة
@ (اليوم): كيف نعزز التواصل بين المجتمع وبين مؤسسات التعليم العام؟
* الدكتورة أميرة الجعفري:
يجب ان نعترف في البداية, ان المدرسة مؤسسة اجتماعية متخصصة توازي في اهميتها الاسرة, وتعد استكمالا لبنية المدرسة.. فهي مسئولة عن التربية الخلقية والتربية الاجتماعية والمعرفية والمهارية, لذلك لابد من تعزيز العلاقة بينهما حتى تتحقق العملية التربوية بشمولية اكثر. وعلى الرغم من وجود علاقة بين الطرفين تتمثل في قنوات عدة مثل مجالس الآباء والامهات, الا ان ذلك لا يعد كافيا لتحقيق الفائدة المرجوة.. لذا فان فتح المدرسة ابوابها وتقديم ما لديها من امكانات من ملاعب ومكتبة واجهزة اخرى تخدم البيئة المحلية, ونشر الوعي الثقافي سيجعل العلاقة بينهما اعمق واشد وستكون الصلة اوضح مع اقامة المحاضرات والندوات المشتركة لموضوعات تهم الطرفين تجعل من التواصل بينهما سمة لازمة وملائمة تؤتي ثمارها بلاشك في العملية التربوية.
عوائق التخطيط
@ (اليوم): ما معوقات التخطيط للتعليم؟ وكيف يمكننا التغلب عليها؟
* الدكتورة أميرة الجعفري:
يواجه التخطيط للتعليم عدة معوقات من اهمها المتغيرات الاجتماعية المرتبطة بالسكن من ناحية التركيب النوعي والعمري, وارتفاع نسب السكان في الفئة العمرية, اضافة الى المتغيرات الاجتماعية في الميادين المتعلقة بالعمل والمهنة والنشاط الاجتماعي والمتغيرات الاجتماعية الاجرية.
ويمكن التغلب على معوقات التخطيط تلك بالتخطيط السليم الذي يرتكز على رؤية تربوية واضحة, عن طريق دراسات متخصصة لهذه المتغيرات ومعرفة آثارها على المجتمع مع وجود تخطيط شامل من خلال التكامل بين الوزارات والمؤسسات المعنية بالتخطيط للتعليم باعتباره ضرورة اجتماعية واقتصادية وثقافية لاي مجتمع يتوق للحضارة والرقي وليتمكن من حل مشكلاته ومواجهتها, فالتعليم هو العنصر الاساسي الفعال في عملية التقدم والتنمية في عالم اليوم.
توظيف المعلومة
@(اليوم): كيف نصل لمرحلة ان يكون المنهج الدراسي معبرا حقيقيا عن واقع احتياجات سوق العمل, وما هي السبل لتحقيق ذلك؟
* الدكتورة أميرة الجعفري:
في رأيي يمكننا ان نصل الى ذلك عندما نعيد النظر في المناهج بما يكفل تأديتها لتنمية حقيقية في اسلوب النقد والاستقلال والابداع لدى المتعلمين, ولينتقل التعليم من مرحلة التعلم المعرفي الكمي الى التعليم النوعي الذي يركز على توظيف المعلومة او ما يسمى ببرنامج تنمية التفكير من خلال العملية التعليمية وهو البرنامج الذي اقرته وزارة المعارف مؤخرا.
التربويون والمناهج
@(اليوم): ماذا يعني التطوير في المناهج؟ وما اهميته؟
* الاستاذة شمسة البلوشي:
التطوير سمة حضارية مهمة يجب ان نعترف بها, والتطوير في العملية التعليمية ليس مجرد تغيير فقط, بل هو حاجة ملحة تعكس التطورات الحديثة والمبادئ المعاصرة التي تؤدي الى تغير في التفكير والسلوك, ومن هذا المنطلق تبرز الاهمية القصوى.
فمن خلال الخبرات الحياتية والدراسات المتواصلة والتصورات القريبة والبعيدة لتطور الفكر التربوي نجد المعادلة المهمة, التربويون يدركون حاجة المقررات الدراسية لعملية متابعة حثيثة للتطور المتلاحق للعصر, والمناهج بما تحويه من مقررات ووسائل تعليمية ومبان دراسية ما هي الا مظهر من مظاهر التكنولوجيا في مجال التعليم والمقرر الدراسي بصفة خاصة ما هو الا ترجمة واقعية للمبادئ التربوية والنظريات العملية الخاضعة بشكل دائم لادوات العصر الحديثة.. وتطوير الفرد لا يحدث الا بتطور ما يتلقاه من علوم ومعارف بشكل مستمر كي يتواكب مع مجريات الحضارة من حوله. من هنا وضع القائمون على التربية اهدافا عامة لتطوير المقررات الدراسية بحيث لا تكون بمعزل عما يحتاجه المنهاج ككل من تطوير (من خلال وسائل تعليمية مناسبة ومتقدمة وابنية دراسية ملائمة وغيرها من حاجات التعليم المتطور) واستطيع ان ألخصها فيما يلي:
1- الدراسة المتعمقة لكل الاخطاء والعيوب في المقرر القديم من خلال استبيانات تمت تهيئتها من قبل مجموعة من المشرفات والمعلمات الاكفاء في جميع انحاء المملكة, وهي بالتأكيد تعكس رأيا مبنيا على ممارسات ميدانية في الفصول الدراسية حيث يجري تنفيذ المنهج.
2- مدى ملاءمة المادة المعطاة للطالبة في جميع المراحل العمرية المختلفة.
3- اللحاق بالركب الحضاري الذي يشمل مختلف نواحي الحياة اقتصاديا وعلميا وثقافيا ومعرفيا وغيرها.
4- تطوير اساليب التعليم واستبدالها بالاساليب الحديثة كالصور المطبوعة والحاسب والافلام والبرامج التليفزيونية والشبكة العنكبوتية كوسيلة بحث بجانب الكتاب المدرسي.
5- انسجام المادة مع اهداف التعليم العامة وسياسة الدولة, وتدرجها لكل مقرر وارتباطها بالمواد الاخرى.
6- توافق المادة مع متطلبات المجتمع وحاجاته واهدافه.
7- تهيئة الطالبة للقيام بدورها المستقبلي في المجتمع كأم وزوجة وفرد فاعل, مع تزويدها بالمهارات الفكرية والاجتماعية التي تؤهلها للقيام بهذا الدور على الوجه الصحيح.
8- الاهتمام بالتطور الكيفي لا النوعي للمقررات, وتشجيع الطالبة على البحث والتعود على كيفية اكتساب المعرفة بشكل ينمي مهارة الاطلاع والتفكير النقدي.
9- قابلية المناهج للتطبيق والتجريب والاستمرار دون مساس بالجوهر العام, مع ملاءمتها للمعلمة والطالبة في نفس الوقت.
10- الاهتمام بما اسميه التهيئة الفكرية والنفسية للطالبة بحيث تجعلها اكثر ابداعا وابتكارا.
المسئولية المشتركة
@(اليوم): بمناسبة الحديث عن تطوير المقررات, نعلم انك ترأسين لجنة تطوير مقررات اللغة العربية والمكتبات بالمنطقة.. ماذا عن هذا المشروع؟
* الاستاذة شمسة البلوشي:
الخطوات الاولى بدأت قبل قرار التكليف, منذ عام 1418ه حيث تم عمل مسح شامل لآراء مجموعة متميزة من المشرفات والمعلمات من جميع مناطق المملكة للوقوف على مناطق الخلل في المقررات القديمة, اعقب ذلك عملية الاعداد لاحتياجات المشروع من ترشيحات لاختيار المشرفات والمعلمات اضافة للهيئة الادارية.
العمل جرى فيه ايضا الاطلاع على جميع مقررات الدول الخليجية وبعض الدول العربية والاجنبية, كذلك القيام بزيارات ميدانية للمكتبات ومعارض الكتب وبعض المدارس المتميزة, وهنا ايضا قمنا بالاتصال بالعديد من المشايخ للتأكد مما وضع في المقرر من معلومات دينية كما تم الاتصال باساتذة وادباء واديبات وشعراء من المنطقة الشرقية وخارجها. كما قمنا بالاستفادة من التقنيات الحديثة في عملية البحث عن المعلومة من اكثر من مصدر, وحضرنا دورات تدريبية وعملنا تطبيقا ميدانيا للمقررات المطورة.. وبالاضافة لكل هذا تم اخضاع المقررات للجنة الشرعية والسياسية والعلمية داخل اللجنة للتأكد من المعلومات الواردة في هذه المقررات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.