محافظ الزلفي يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية السابع    الرويلي: جامعة الدفاع الوطني تؤسس لمرحلة جديدة لمستقبل تعليمي عسكري احترافي    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق متباينة    الأخضر تحت 23 يتغلب على كوريا الجنوبية بثنائية    «مسام» ينزع 5,726 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة في شهر    الأمير خالد بن سلمان يدشن جامعة الدفاع الوطني    مانشيني يستبعد أيمن يحيى من معسكر الأخضر    هل وصلت رسالة الفراج ؟    فريق أكاديمية مهد يشارك في بطولة كارلوفي فاري بالتشيك    أحمد جميل ل«عكاظ»: ناظر قادر على إعادة توهج العميد    السعودية والكويت.. رؤية واستدامة    محاصرة سيارة إسعاف !    «التعليم» تحذر «الغشاشين»: «الصفر» في انتظاركم!    المثقف والمفكر والفيلسوف    الاغتيال المعنوي للمثقف    الاقتصاد لا الثقافة ما يُمكّن اللغة العربية خليجياً    سفير خادم الحرمين لدى كوت ديفوار: خدمة ضيوف الرحمن مبدأ ثابت في سياسة المملكة    "الحج والعمرة" تطلق Nusuk Wallet أول محفظة رقمية دولية لخدمة الحجاج والمعتمرين    ولي العهد يهاتف الشيخ صباح الخالد مهنئاً    محافظ بيش يرأس لجنة السلامة المرورية الفرعية بالشخوص ميدانياً    الأمن الغذائي    أمير القصيم شهد توقيع الاتفاقية    خادم الحرمين يتلقى رسالتين من ملك الأردن والرئيس المصري    كأس أمم أوروبا 2024.. صراع كبار القارة يتجدد على ملاعب ألمانيا    رونالدو يتطلع لتعزيز أرقامه القياسية في يورو 2024    5441 منتجاً عقارياً على الخارطة    بدء رحلات «إيتا الإيطالية» إلى الرياض    محمد بن سلمان.. الجانب الآخر    ثمّن دعم القيادة للتطلعات العدلية.. الصمعاني:المملكة موطن للفرص والمهن القانونية    وزير العدل: دعم القيادة الرشيدة غير المحدود يضع على أفراد العدالة مسؤولية كبيرة لتحقيق التطلعات العدلية    منفذ حالة عمار يواصل خدماته لضيوف الرحمن    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية    «سناب شات» تضيف عدسات الواقع المعزز    محافظ جدة يكرّم المشاركين في" الاعتماد الصحي"    الحركة و التقدم    نهاية حزينة لحب بين جنية وإنسان    تكريم المُبدعين    خبراء أمميون يحثّون كافة الدول على الاعتراف بدولة فلسطين    أمير عسير يفتتح مقر" رعاية أسر الشهداء"    القرار    السكر الحملى: العلاج    أكدت ضرورة أخذ التطعيمات.. إخصائية تغذية: هذه أبرز الأطعمة المفيدة للحوامل في الحج    اكتشاف أدمغة مقاومة ل" الزهايمر"    أمير حائل لمنظومة «الصحة»: قلّلوا نسبة الإحالات الطبية إلى خارج المنطقة    تمديد «أوبك+» يدعم أسواق النفط    خمسة آلاف وظيفة نسائية «موسمية» بقطاع خدمات حجاج الخارج    متعب بن مشعل يكرم الفائزين بجائزة "المواطنة المسؤولة" بالجوف    أمير تبوك يشيد بجهود الجوازات في منفذ حالة عمار    أمير قطر والرئيس الأمريكي يبحثان وقف إطلاق النار في غزة    الفريق اليحيى يقف على سير العمل بجوازات مطار المدينة ومنفذ حالة عمّار    واشنطن: مقترحات بايدن سُلّمت ل «حماس» الخميس.. والكرة في ملعبها    هل نتائج طلابنا تعكس وتمثل واقعهم المعرفي والمهاري فعلاً؟    القبض على شخصين لترويجهما 4000 قرص "إمفيتامين" بعسير    محافظ حفرالباطن يتفقد مدينة الحجاج بمنفذ الرقعي    كلوديا شينباوم أول زعيمة للمكسيك    تطهير المسجد النبوي وجنباته خمس مرات يومياً خلال موسم الحج    «العقار»: تراخيص جديدة للبيع على الخارطة ب 6 مليارات ريال    مستشفى أبها للولادة والأطفال يُنظّم فعالية "اليوم العالمي للتصلب اللويحي المتعدد"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصتي مع الداء الذي يلتهم أبنائي
مأساة اسمها الانيميا المنجلية
نشر في اليوم يوم 16 - 11 - 2002


سعادة رئيس التحرير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من العوامل التي تكون اساسا لكثير من المعاناة الانسانية التي تجر على الانسان اذيال المرارة وتترك له بقايا الحسرة والندامة التي ربما جعلت منه بقايا انسان.
اقول من تلك العوامل عاملا المرض والفقر.. اما عامل الفقر فيمكن علاجه بكسرة من خبز وشربة من ماء ولكن الطامة الكبرى والداء العضال هو عامل المرض الذي يستفحل أمره وتتشكل الوانه وتتعدد مشاربه ليظهر في كل طالع شمس بأشكال لاعهد للبشرية بمثلها ولا يخطر على قلب انسان تصورها.. ولقد شهدت الساحة البشرية في آونتها الاخيرة مالا يعد حصرا ولا يشمل عدا.
وانا هنا لست بصدد السرد والعد.. ولا في معرض الدرس والعلاج فهذا الامر له مجاله الذي يخصه ورجاله الذين يهتمون به.. ولكنني كواحد ممن عاش معاناة سرت مرارتها حتى غيرت مجرى حياتي وبدلت جمال معيشتي واذهبت هناء راحتي من هنا أبدا في عرض القضية وتحديدا في عام 1404ه حين كان عمر ابني السنتين وكان الوقت حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وكانت ليلة شتائية ذات مطر وبرد قارس انطلق من ابني صوت مرتفع ايقظنا جميعا حاولنا اسكاته ولكن بدون فائدة اذا لا بد من الذهاب الى المستشفى.. وزاد الامر سوءا ومرارة ان السيارة ابت انه تعمل ولا احد يوجد في الشارع في ذلك الوقت اذا لابد من حل واحد وهو ان اقوم بحمله علىكتفي واسير به مسافة ليست بالقصيرة لأصل الى المستشفى.
وبين حالة التعب الجسدي والحالة النفسية التي اعانيها في تلك اللحظة يخبرني الدكتور بمرض يعاني منه ابني اسمه (الانيميا المنجلية) قلت له إنه يعاني ألما في ساقه.. لماذا لاتقوم بأخذ اشعة على ساقة فلربما وقع او اصابه اي عارض من عوارض الحياة.. ولكن الدكتور شرح لي الوضع.
ويستمر الحال الى الاسواء وتتبدل صحة ابني وبدا يظهر عليه الاصفرار واشتدت الازمات وتكررت ملازمته للسرير داخل المستشفى وتحت الحاح والدته واقتراحات بقية افراد اسرته بالذهاب به الى الرياض لعلاجه في مستشفى فيصل التخصصي قررت ذلك.. ومع عناء السفر وسوء الحالة النفسية التي تعانيها والدته.. فوجئت بالدكتور يخبرني انه لايوجد له علاج غير ما يتلقاه في المستشفيات الحكومية وطلب مني الرجوع الى مدينتي وعدم تكبد الخسائر المادية التي لاداعي لها.
وتمضي الايام طويلة ونحن نعاني سوء هذا الامر ومرارته.
كنت اقضي الليالي بمرافقة ابني للمستشفى وفي الصباح اذهب الى عملي مدرسا ثم اعود مرة اخرى الى المستشفى ولا تغمض عيناي الا فترة يسيرة وشاء الله ان يرزقنا طفلة اسميناها (فاطمة) فتعم الفرحة ارجاء البيت لأنها تبدو في صورة جميلة وذات لون يشرح الصدر ويبهج الفؤاد وماهي الا سنوات قليلة لم نكد نتنفسِ فيها الصعداء حتى فوجئنا بتلك الطفلة البريئة الطفلة الملاك تتحول فجأة الى لون اصفر شاحب وتبدأ باطلاق صيحات عالية تشكو ألما في بطنها.. ولم تكن مفاجأة احمد بأشد من مفاجأة فاطمة.. نعم انها الانيميا المنجلية.. وينقلب منزلنا الى اشبه بالعزاء فهناك من يقول: لماذا لاتعالجوها في المستوصفات الخاصة.. وآخر يقول: لماذا لا تسافرون بها الى الخارج.. وغيرهما يهون الأمر فربما يكون عارضا سرعان ما يزول.
وتجري الايام تباعا.. اذ اصيبت فاطمة بمرض الانيميا المعروف بالتكسر وبطبيعة الحال تم تنويمها في المستشفى برفقة امها ومع صعوبة الأمر وسوء نفسية والدتها.. فاذا باخيها احمد تصيبه الحالة ذاتها ونأخذه الى المستشفى.. وما ان علمت والدته بحضوره وان طفليها اصبحا امام عينها في غرفة واحدة حتى انهارت قواها وتحطمت نفسيتها وبدات في بكاء شديد وكاد يغمى عليها وقبل ايام قليلة لازمت فاطمة السرير في المستشفى لانها اصيبت بأزمة التكسر وبقيت خمسة ايام في هذه الايام التي يستعد فيها طلاب المدارس للاختبارات النهائية.
ان هذه المعاناة التي عشتها وتعيشها معي اسرتي ليست وقفا علي وليست خاصة بي بل هناك من الاسر ما لا يمكن عدها وحصرها عايشت هذه المعاناة بل ربما تكون اشد واصعب من معاناتي.
فلقد كنت اعرف رجلا لديه اكثر من خمسة اطفال جميعهم يعانون هذه الازمة لايكاد يفارق المستشفى ولقد التقيت به ذات مرة خارج المستشفي وسألته عن حاله وحال مرضاه فقال الحمد لله على كل حال.. لقد رزقني الله بمولود.. وبعد تحليل دمه تبين انه مصاب ايضا بالانيميا.
هذه صوره اردت عرضها ومشاهد يسيرة اردت بيانها مآس داخل البيوت وآلام تعتصر القلوب.. وحسرات تقطع الافئدة ان لفتة حانية.. ونظرة ابوية توليها حكومتنا الرشيدة لهذه الظاهرة التي استفحل امرها واستطار شررها وعمت مضرتها السواد الاعظم من ابناء هذه المحافظة هي الرجاء والامل بعد الله عزوجل فما عهدنا بولاة امرنا إلاحريصين كل الحرص على رسم البسمة على الشفاه وغرس الفرحة في النفوس لترتفع الأكف بالدعاء الى الله عزوجل بان يبقي لهذه الامة قيادتها ويحي رموزها ويعز قائد مسيرتها ورائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني والاسرة المالكة الكريمة وان يحفظ لهذه المحافظة محافظها البار سمو الامير بدر بن محمد آل جلوي ال سعود .
ابراهيم بن سلمان بوجليع الاحساء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.