هناك الكثير من الأمور التي قد تؤرق حياتنا اليومية باستمرار وتلزمنا بالدخول في بوابة القلق والتفكير، وبالتالي لا نستطيع الهروب منها بشتى الوسائل لأننا اصبحنا خاضعين للاستسلام لها ولكل ما يأتينا من متطلبات الحياة التي تفرض علينا المواءمة والتعايش مع الظروف والمتغيرات العصرية.. ولعل من أبرز الأشياء التي تصل بنا الى مغيبات التخوف من المستقبل لحظات القلق التي تنتاب الأم احيانا مع غياب اولادها الى ان يعودوا الى دفء احضانها سالمين دون الوقوع في اي ضرر كان. وكذلك انشغال تفكير الأم وتخوفها الدائم من دخول ابنها في حياة زوجية جديدة ان تتحول معه هذه الزوجة الى شخص آخر يبتعد عن مجالسة والديه واخوته فيظل حبيس الزوجة والأبناء وما يترتب عليه من احوال اخرى قد تصل الى مرحلة عقوق الوالدين والغياب الأبدي من الرؤية والاهتمام وما تلك الافكار الا امور تراود الامهات والاباء في التخوف من مستقبل اولادهم وما ينتظرونه من تغيرات مفاجئة ولعل توسع ازدياد دائرة القلق مع الموقف الذي يستمر كذلك في الفتاة التي تقلق في لحظات فوات قطار الزواج منها ومع بدء زواجها في السنة الاولى دون وصولها الى مرحلة الإنجاب ومع عدم التحاقها في اي جامعة او كلية او وظيفة فإن كل ذلك يزداد سوءا مع مجالستها وسط أقاربها وزميلاتها عند سؤال الآخرين عنها وعن احوالها فالمسألة تدور وتختلف باختلاف التكوين الشخصي للانسان والبيئة الاجتماعية التي تعيش فيها فالناجح على سبيل المثال هو الشخص الذي يسعى للتميز دائما في عمله وبالتالي يقع في القلق والخوف من الوقوع في الفشل اما الانسان الذي لا يرى الأمور الا برؤية المساحة والسهولة في كافة أمور حياته المعيشية فانه يعيش القناعة الحقيقية وهذا يقودنا الى معرفة ان نصيب كل انسان يعيش على هذه الأرض هو مقدر له ومكتوب من الله عز وجل سواء كان في المعيشة ام في الرزق ام في الابتلاء بما كتب له ان يعيش شقيا أم سعيدا. فالقلق الذي نعيشه لا يتوقف عند هذا الحد بل يتعدى ذلك للموظف الذي لا يعلم مزاجية المسؤول عنه في حالة وقوعه في الخطأ غير المقصود الذي يصل الى مرحلة ان يسخط عليه او تصدر بحقه العقوبة بالفصل من عمله لاقدر الله فإذا ما استشعرنا الإيمان الحقيقي بالله عز وجل من ان كل ما يأتينا هو المكتوب والمقدر فان نواحي القلق والتفكير والاكتئاب مراحل ستزول منا في الغد.