عندما تنطلق فعاليات التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) لكرة القدم غدا الخميس ، يتطلع المنتخب الإنجليزي إلى ضربة بداية قوية على استاد “ويمبلي” العريق في العاصمة لندن بينما يسعى المنتخب الألماني إلى العودة لمساره الصحيح مع بداية مرحلة جديدة لإعادة بناء الفريق. وفي الوقت نفسه، يحلم المنتخب الفرنسي الفائز بلقب كأس العالم 2018 في روسيا بتحقيق فوز عريض خارج ملعبه بينما يأمل المنتخب البرتغالي حامل اللقب الأوروبي في تقديم بداية قوية في المرحلة الأولى من رحلة الدفاع عن اللقب. ووزعت ال55 منتخبا على عشر مجموعات خلال قرعة التصفيات حيث تضم كل من المجموعات الخمس الأولى خمسة منتخبات بينما تضم كل من المجموعات الخمس التالية ستة منتخبات. وفي نهاية التصفيات ، يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة إلى النهائيات بينما تتحدد هوية المنتخبات الأربعة الأخرى المتأهلة للنهائيات من خلال الدور الفاصل في بطولة كأس أمم أوروبا. وتقام فعاليات يورو 2020 في 12 مدينة مختلفة منتشرة في أنحاء أوروبا وهي أمستردام وباكو وبلباو وبوخارست وكوبنهاجن ودبلن وجلاسجو ولندن وميونخ وروما وسان بطرسبرج. وخلال النهائيات ، سيكون لكل منتخب تأهل للنهائيات وتستضيف بلاده النهائيات الحق في خوض اثنتين من مبارياته في دور المجموعات على ملعبه. وتستضيف كل مدينة من المدن ال12 المضيفة ثلاث من مباريات دور المجموعات وإحدى مباريات دور الستة عشر أو دور الثمانية بينما تقام مباريات المربع الذهبي والنهائي على استاد “ويمبلي”. ويستهل المنتخب الإنجليزي (الأسود الثلاثة) ، الذي بلغ المربع الذهبي في مونديال 2018 ، مسيرته في التصفيات بلقاء نظيره التشيكي على استاد “ويمبلي” بعد غد الجمعة. ويأمل الفريق في الحصول على دفعة معنوية إضافية على هذا الاستاد الذي يستضيف الأدوار الحاسمة من يورو 2020 منتصف العام المقبل. وكان المنتخب الإنجليزي بلغ المربع الذهبي في المونديال الروسي كما تصدر مجموعته بالدور الأول في دوري أمم أوروبا وتأهل للمربع الذهبي بالبطولة. والآن ، يتطلع منتخب الأسود الثلاثة إلى مواصلة انطلاقته من خلال تصفيات يورو 2020 حيث يستهل مسيرته فيها بلقاء نظيره التشيكي بعد غد ثم يلتقي منتخب مونتنجرو (الجبل الأسود) يوم الاثنين المقبل في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى التي تضم معهم أيضا منتخبي بلغاريا وكوسوفو. وتشهد المجموعة نفسها بعد غد الجمعة مباراة ثانية بين منتخبي بلغاريا ومونتنجرو. ويدرك جاريث ساوثجيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي أن فريقه سيواجه محاولات قوية من المنافسين لاصطياده ولكنه يشعر بأن الفريق يمكنه الاستفادة من بدء مسيرته في التصفيات على استاد “ويمبلي” لينال دفعة هائلة إلى الأمام. وأوضح ساوثجيت ، بعد القرعة التي أجريت في كانون أول/ديسمبر الماضي: “قضيت وقتا طويلا بدرجة كافية في كرة القدم على الساحة الدولية لأدرك أن كل الأماكن التي تحل فيها ضيفا تكون صعبة للغاية وأن الحوافز لدى منافسي المنتخب الإنجليزي كبيرة دائما… لدينا دوافع كبيرة لبلوغ الأدوار النهائية للبطولة. نتمتع بأن لدينا إحدى المدن المضيفة. ولذا نحرص على أن نكون في النهائيات”. واضطر ساوثجيت لإجراء بعض التغييرات في الفريق نظرا للإصابات التي طالت كلا من جون ستونز وفابيان ديلف وروبن لوفتس تشيك ولوك شو. واستدعى ساوثجيت في المقابل كلا من جيمس وورد براوس وكالوم هودسون أودوي.وفي المقابل ، بدأ يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني (مانشافت) مرحلة إعادة بناء الفريق بعد الخروج المهين من الدور الأول (دور المجموعات) في المونديال الروسي حيث استبعد لوف من حساباته ثلاثي بايرن ميونخ ؛ جيرون بواتينج وماتس هوملز وتوماس مولر ، قبل مباراته المرتقبة أمام مضيفه الهولندي في أمستردام يوم الأحد المقبل ضمن منافسات المجموعة الثالثة التي تضم معهما منتخبات بيلاروس وأيرلندا الشمالية وإستونيا. ويعتمد لوف في مرحلة إعادة البناء على مجموعة من الوجوه الشابة مثل نيكلاس شتارك ولوكاس كلوسترمان وماكسيميليان إيجيشتاين. وتشهد المجموعة نفسها مباراتين غدا الخميس حيث يلتقي المنتخب الهولندي نظيره البيلاروسي وتلعب أيرلندا الشمالية مع إستونيا بينما تقام يوم الأحد المقبل أيضا مباراة أخرى في المجموعة حيث يلتقي منتخب أيرلندا الشمالية نظيره البيلاروسي. ويحظى المنتخبان الألماني والهولندي بمعظم الترشيحات لصدارة المجموعة ، ولكن أوليفر بيرهوف مدير المانشافت طالب أنصار الفريق بالصبر على اللاعبين الشبان نظرا لاحتمالات ارتكابهم بعض الأخطاء. وقال بيرهوف : الجميع يعلم أننا نعتمد على فريق جديد يحتاج للتعلم وطالب الجماهير ب”الصفح عن اللاعبين إذا لم تسر الأمور بنفس الشكل الذي تريده. كما يمر المنتخب الإسباني الفائز بلقبي يورو 2008 و2012 وكأس العالم 2010 ، بمرحلة انتقالية تحت قيادة المدرب لويس إنريكي بعد الخروج المبكر من مونديال 2014 و2018 ويورو 2016 . ويستهل الماتادور الإسباني مسيرته في التصفيات بلقاء نظيره النرويجي يوم السبت المقبل ضمن منافسات المجموعة السادسة التي تشهد يوم السبت أيضا مباراتي السويد مع رومانيا ومالطا مع جزر فارو. وقال إنريكي : أفضل أن يكون هذا حافزا أكثر منه ثورة تغيير في الفريق.واستدعى إنريكي خلال الفترة الماضية 41 لاعبا في أربعة تجمعات للمنتخب. وبعد هزيمته أمام البرتغال في نهائي يورو 2016 بفرنسا يخوض المنتخب الفرنسي تصفيات النسخة الجديدة من البطولة الأوروبية بكثير من التفاؤل في ظل تتويجه قبل شهور قليلة بلقب كأس العالم 2018 بروسيا. وأعاد ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي اللاعب كينجسلي كومان إلى صفوف الفريق بعد تعافيه من الإصابة. وحذر ديشان من صعوبة المجموعة الثامنة التي تضم مع فريقه منتخبات تركيا وأيسلندا وألبانيا وأندورا. ويرى ديشان أن فرص الفريق في المنافسة وتقديم مسيرة ناجحة بالتصفيات يتوقف على ما يقدمه الفريق نفسه. ويبدأ المنتخب الفرنسي مسيرته في التصفيات بلقاء منتخب مولدوفا في عقر دار الأخير بعد غد الجمعة كما تشهد المجموعة نفسها يوم الجمعة مباراتي ألبانيا مع تركيا وأندورا مع أيسلندا. ويستهل المنتخب البرتغالي بقيادة نجمه الشهير كريستيانو رونالدو حملة الدفاع عن اللقب القاري بمباراتيه أمام منتخبي أوكرانيا بعد غد الجمعة وصربيا يوم الاثنين المقبل ضمن منافسات المجموعة الثانية. وتشهد المجموعة نفسها بعد غد الجمعة مباراة لوكسمبورج مع ليتوانيا. وقال فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي : “من المهم إدراك أنها دورة جديدة في مسيرة الفريق” لكنه اعترف أيضا بأن الفريق “يرغب في الدفاع عن لقبه الأوروبي”. ويستضيف المنتخب الإيطالي (الآزوري) ، الذي غاب مثل نظيره الهولندي عن مونديال 2018 بروسيا ، نظيره الفنلندي يوم السبت المقبل ثم يلتقي منتخب ليشتنشتاين يوم الثلاثاء المقبل في بداية مسيرته بالمجموعة العاشرة التي تضم معهم منتخبات اليونان والبوسنة وأرمينيا. وتشهد هذه المجموعة يوم السبت المقبل مباراتين أخريين حيث يلتقي منتخب البوسنة مع أرمينيا وليشتنشتاين مع اليونان. وقال روبرتو مانشيني المدير الفني للآزوري : “نحتاج لهز الشباك بشكل أكبر في ظل الفرص التي تسنح لنا. وعلينا أن ندافع جيدا عندما نحتاج لهذا”. وأعاد مانشيني المهاجم فابيو كوالياريلا نجم سامبدوريا متصدر قائمة هدافي الدوري الإيطالي برصيد 21 هدفا رغم بلوغه السادسة والثلاثين من عمره. ويعود كوالياريلا إلى صفوف الآزوري بعد غياب لثماني سنوات.ورغم هذا ، نجح مانشيني في النزول بمتوسط أعمار لاعبي الفريق من خلال استدعاء اللاعب الشاب مويس كين من صفوف يوفنتوس واللاعب الشاب نيكولو زانيولو من روما وهما في التاسعة عشر من عمرهما. وفي باقي مباريات الجولة الأولى من تصفيات يورو 2020 ، يلتقي منتخب كازاخستان مع اسكتلندا وقبرص مع سان مارينو وبلجيكا مع روسيا في المجموعة التاسعة والنمسا مع بولندا وإسرائيل مع سلوفينيا ومقدونيا مع لاتفيا في المجموعة السابعة وسلوفاكيا مع المجر وكرواتيا مع أذربيجان في المجموعة الخامسة غدا. كما يلتقي المنتخب الجورجي نظيره السويسري ويلتقي منتخب جبل طارق مع نظيره الأيرلندي في المجموعة الرابعة يوم السبت المقبل.
