"والله ما يردنى إلا سلمان" يعرفها سكان الرياض ، ويرددونها بغية العدل والإنصاف بدأت إبان كان حاكما للرياض ، ولم يخيب الأمير العادل ظن من يصله ويطلب العدل والإنصاف ، ومنذ ذلك اليوم ، صارت تلك العبارة ، حديث أهل العاصمة يحفظونها عن ظهر قلب ، فبها تعود الحقوق لأصحابها من الأمراء وغيرهم ، وبها ينتصر أهل الحق على أهل الباطل فى بلد الأمن والأمان . وبات تحقيق رجاء المظلوم ، قبل عشرات السنين ، عين الحقيقة الدامغة لكل من يلجأ إلى ملك يقيم العدل تكليفا لا تشريفا، كان ومازال مجلسه مفتوحا للجميع ، وإن أخطأ أمير، كان أول من تصدى له ، يحاسبه ويعاقبه ، ولذا عرف انه "حاكم الأسرة " يحترمه الصغير والكبير. ومواقف المليك مع العدل لا تعد ولا تحصى ، ولما لا وقد شرب وارتوى من معين والده المؤسس طيب الله ثراه كل معانى الإنسانية والعدل والإنصاف، منذ أن كان بجواره فى إدارة شئون البلاد. وهكذا لا يفعلها دائما إلا " سلمان " ملك الحزم والعدل والمساواة والإنصاف ، لقد شهد العالم كله كيف حضرت عدالة خادم الحرمين الشريفين في قضية أمير سعودى شاب، تخيل أنه سيكون فى منأى عن المحاسبة والمحاكمة ، وأعتقد خطأ انه كأمير يجوز له التصرف كيفما شاء ، حتى جاءه السيف البتار، والقرارالعاجل والفورى، بالقبض عليه وإحالته ومن معه إلى محاكمة شرعية فورية ، لينال جزاء ما اقترفت يده . لقد حمل قرار خادم الحرمين الشريفين ، الملك سلمان بسجن الأمير سعود بن عبدالعزيز بن مساعد، وجميع من ظهروا فى فيديوإهانة بعض المواطنين والمقيمين ، الكثير من الدلالات ، التى تؤكد أن شمس العدل لن تغيب يوما فى عهد ملك ، أخذ ميثاقا غليظا على نفسه ، وتعهد منذ أن تولى الحكم لأن يكون عادلا منصفا للجميع ، لا فرق عنده ولا تمييز بين أمير ووزير ومواطن عادي ، حريصا على تحقيق العدل، واستتباب الأمن، وتنفيذ شرع الله فى كل من يعتدي على الآمنين . وما أشبه الليلة بالبارحة ، فقبل عدة شهور وبالتحديد فى فى 17محرم من عام 1438ه ، شهد عهد سلمان حكما بالقصاص من الأمير تركى بن سعود بن تركى بن سعود الكبير، لقيامه بقتل المواطن عادل بن سليمان، بإطلاق النار عليه فى مشاجرة جماعية فى منطقة الثمامة بالرياض . هنا فى "مملكة العدل" الجميع سواسية فى عين "سلمان " الإنسان ، الذى يرفض رفضا قاطعا أى إستغلال للمنصب والنفوذ ، وأى إنتهاكات أو إهانات أوتصرفات مشينة يقوم بها أى أمير أو وزير أو مسئول مهما كان موقعه . وهو ما أكده خلال لقائه قبل عامين بالمسئولين عن هيئة مكافحة الفساد بقوله لهم " يستطيع أى شخص أن يرفع قضية على أى فرد من أفراد الأسرة… وإذا رأيتم شيئا يضر بالمواطن أوبأفراد أو بقبيلة او ببلدة أو باى شيء كان ، أبوابنا مفتوحة ، وآذاننا مفتوحة " وكانت تلك إشارة ، لمرحلة جديدة من الحكم ، يواصل بها و يرسي بها الملك سلمان دعائم المساواة بين كافة شرائح المجتمع ، وهو مافعله وطبقه واقعيا ، مع وزير الخدمة المدنية خالد العرج، عندما أحاله للتحقيق، لقيامه بتعيين إبنه فى وظيفة لا يستحقها . إن إحتفاء المغردين والصحف والشبكات ومحطات التلفزيون العالمية وقبلها الشعب السعودى نفسه أمس واليوم بقرار المليك وسجنه للأمير سعود، جاء ليؤكد أن المملكة العربية السعودية فى عهد سلمان ستستمر ولن تحيد أبدا عن حفظ كرامة الإنسان مواطنا كان أومقيما، وأن كل من يحاول إستغلال نفوذه فى إهانة الآخرين لن يجد سوى العقاب الرادع والحازم ، صيانة لأمن الوطن وحماية لحقوق كل مواطن ومقيم. أو كما جاء فى الأمر الملكي " منعاً لكل سلوك منحرف، وصيانة لأمن الوطن، وحماية لحقوق كل مواطن ومقيم، ومنعاً للظلم والتجبر، والأذى والإساءة والتعدي، وتطبيقاً للشرع العادل، وردعاً لأي تجاوز أو انتهاك من أي شخص مهما كانت صفته أو وضعه أو مكانته". وما من يوم يمر، إلا ويثبت الملك سلمان صدقه التام فيما يقول ويعد به ، بحفظ كرامة أى إنسان يعيش فوق أرض الحرمين الشريفين ، وأن يكون نصيرا لكل مظلوم ، يستغيث به، أوضعيف يلجأ إليه؛ لأنه باختصار شديد الملك الذى أعلن على الملأ " إن حق المواطن أهم من حق نفسه " .