عزيزي القارئ حتام نغالط الواقع وندس الحقائقَ في جيوبِ الهلعِ والخيبة لتَضمرَ مع مرورِ الزمن ثم تموت ويستمر الظالم ظالما والمظلوم مظلوما أبد الدنيا. لن تتحق الحياة العادلة السعيدة إلا بإقرار الحق ورد المظالم. وبين يديكم سأطرح قضية أنتم فيها الشهود والقضاة "تويتر وتغريدات الخيبة"، لا أكاد أمر على الخط الزمني للتغريدات إلا وتستوقفني تغريدة تعتصر القلب ألما وتستفز الدموع عنوة، بل هي غصة على هيئة تغريدة أو قل قصة مختصرة لمدة من الألم، الله يعلمها !! نساء وفتيات اُقتِحِمتْ خلواتهن وغُرّر بهن بكلمات معسولة وعبارات مرطبة بريق حلو ظاهره مُرٌّ باطنه فجرجرت أقدامهن حتى استوين مطبوخات بنار التعلق بأشخاص هم من الفضيلة براء، فبينما هن كذلك إذ تفاجئها الخاتمة الصاعقة والنهاية المحرقة والتي مفادها باختصار "إنما كنتِ لعبتي برهة من الزمن والآن مللتك ووجدت أخرى جديدة"!! فيسدل ستار القصة على طرف مخادع منتصر وآخر مخدوع منهزم !! يتركها وليس عندها ما تخصف به جراحها إلا دموع وزفرات تصففها حروفا من حزن تنفثها – عبر هذه المواقع – خارج قلبها تخفف بذلك ماتجد من حرّ الخيبة ومرارة الخذلان نعم عبر هذه المواقع السمعلاجية إن وافقتموني التعبير يا ألله !! إني لأجزم عزيزي القارئ أنه لو كان نبينا الكريم موجودا بيننا ومر على تغريدة من تلك التغريدات وغصة من تلك الغصص لقال: من فجع هذه بقلبها!! ردوا قلبها إليها!!! قالها في حق قبّرةٍ فَجعها الصحابة بأخذ فراخها فجعلت ترفرف مذعورة !! قالها تأثرا من حالها ورحمة وشفقة بها كما ثبت في الحديث الصحيح، فكيف لا يقولها في حق إنسان وهو الذي أرسل رحمة للعالمين!! نعم يامن خطفت قلبها وسلبتها أغلى ما تملك في ساعة كنت فيها محموم الشهوة مستثار الغريزة فدخلت تنقب وتبحث بين المعرفات النسائية عن صيد ثمين يجزئك عاما أو عامين تزيد أو تنقص ثم تلقي بها على قارعة الخيبة وتحكم عليها بالسجن المؤبد مع الذكريات الشاقة. هلّا راجعت ضميرك لعل به بقية من خوف الله فإن لم يكن فشهامة جاهلي تمنعه من مد نظره إلى بيت جاره!! فإن لم تجد لا هذا ولا ذاك فمكانك إذن ليس بيننا هنا ليس بين المسلمين بل جزاؤك النفي والإقصاء من كل موقع. وإني لتكاد تأخذني الحيرة عزيزي القارئ فتذهب بي أبعد ما يكون عن وعيي حين أعلم أن لأولئك الماكرين زوجات وأخوات وبنات!! أو هانت عليهم أعراضهم إلى حد اقتحام أعراض الناس !! أم استوت عندهم الفضيلة بالرذيلة فباتوا كفارا بين المسلمين !! أم قست قلوبهم فغدت كالحجارة أو أشد قسوة !! أم جمعوا كل ذلك فأصبحوا وحوشا في أجساد بشر!! من يكونون وماحقيقتهم!! أعزائي القراء ما كان حديثا يفترى بل حقائق تقصيتها من هنا وهناك من بين يدي ومن خلفي ومن ألسنة من وثقوا بي وصارحوني. هذا ولعدم بتر الحقيقة أقول: ربما كانت هناك بعض القصص التي تحكي عكس ما ذكرت حيث يكون المخادع فيها امرأة والمخدوع رجل ولكنها قلة لا تقارن وأيا كان الباغي فعليه ستدور الدوائر والدنيا كرٌّ وفرّ والجولات مستمرة. أخيرا: إلى كل مخادع مترصد للقلوب تحت جنح المواقع التواصلية أمن عقاب الدنيا وتناسى عقاب الآخرة أي سعادة ترجوها هذه التي تبنيها على أنقاض القلوب؟! وأي أمنٍ تنشده وقد روعت أرواحا، وسلبتَ أمنا وأوقدت مضاجع!! فهل ستقولون معي أعزائي القراء وبصوت واحد: (أيها المفسدون فيها ، لا مُقام لكم فاخرجوا)؟؟