عقد مجلس علماء باكستان مؤتمراً حاشداً على شرف استضافة معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، وترأس المؤتمر الدكتور الحافظ محمد طاهر محمود الأشرفي، بينما تحدّث أمام المؤتمر كلٌّ من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، ومستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز، ومستشار رئيس الوزراء الباكستاني للشؤون العسكرية الجنرال ناصر جنجوعه. وسعادة السفير السعودي لدى إسلام آباد عبد الله مرزوق الزهراني، ومولانا أيوب صفدر، ومولانا عبد الحميد وتو، ومولانا عبد الحميد صابري، ومولانا نعمان حاشر، ومولانا طاهر عقيل أعوان، ومولانا ابتسام إلهي ظهير، ومولانا كراروي، وحضر المؤتمر سفراء دولة الكويت ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة، واليمن، وفلسطين، والنرويج، وطاجيكستان، وأستراليا، والبحرين، وعددٌ من أعضاء البعثات الدبلوماسية، والمسؤولين الباكستانيين، والزعماء الدينيين والسياسيين الباكستانيين. وقال معالي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في خطابه أمام المؤتمر أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى وحدة الأمة الإسلامية، وأن أداء الشعائر المقدّسة في الحرمين الشريفين أسمى من أن يكون طائفياً، وأضاف في حديثه أن الإسلام يعني السِّلم والأمان، والسِّلم هو درس الإسلام للإنسانية، بينما التطرّف والإرهاب لا يمتان إلى الإسلام بأية صلة. وأشار الدكتور العيسى في خطابه إلى أن السُنة النبوية الشريفة والشريعة الإسلامية الغراء فيها تعليمات واضحة بخصوص حقوق غير المسلمين، مؤكداً على أن علماء المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية يبذلون جهودهم ومساعيهم لصدّ التطرّف، بينما تقوم المؤسسات الأمنية للبلدين بصدّ الإرهاب وحماية الإنسانية، ووصف الدكتور العيسى المتطرّفين والإرهابيين بأنهم لا دين لهم، وندّد بقتلهم الإنسانية بالهجمات الانتحارية ثم ربطهم ذلك بدين الأمن والسِّلم والمحبة والاحترام، دين الإسلام. وأثني معاليه على باكستان شعباً وجيشاً ومؤسساتٍ لما ألحقوه من هزيمة نكراء بالإرهاب، وأكّد الدكتور العيسى أن الحُب الذي يكنّه الشعب الباكستاني للحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية لا نظير له، وأن هذه الصداقة بين البلدين مبعث فخرٍ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ووليّ عهده ووليّ وليّ عهده والشعب السعودي. وعلى صعيد المؤتمر نفسه قال المستشار الباكستاني للشؤون الخارجية سرتاج عزيز في كلمته أمام المؤتمر أنّ الأمة الإسلامية تُقدّر وتُوقّر مساعي وجهود رابطة العالَم الإسلامي لوحدة الأمّة الإسلامية، موضحاً أن باكستان والسعودية تتخذان موقفاً موحداً تجاه قضايا الأمة الإسلامية مثل القضية الفلسطينية وقضية كشمير وغيرها من القضايا، وأشار سرتاج عزيز في حديثه إلى أنّ الإرهاب يحاولون الإساءة إلى الإسلام، وطالبَ بضرورة توسيع العمل المشترك ضد التطرف والطائفية والإرهاب داعياً رابطة العالم الإسلامي إلى تفعيل دورها في المساهمة في إرساء الأمن والسلامة والاستقرار في الدول الإسلامية وخصوصاً في ظلّ الأوضاع السائدة في المنطقة، وأكّد سرتاج عزيز على أن علماء باكستان وعلماء رابطة العالم الإسلامي لديهم ما يؤهلهم لأداء دورهم المنوط في حلّ قضايا الأمة. وقال المستشار الباكستاني للشؤون العسكرية الجنرال ناصر جنجوعه أن الأمة الإسلامية تتعرّض للإنهاك عبر تقسيم المسلمين إلى فِرق وطوائف، ويجب علينا بذل جهودنا الموحّدة لإعلاء الإسلام والإنسانية، مؤكداً على أن توعية الشباب المسلم ضد قتلة الإنسانية هي مسؤولية عظيمة تقع على عاتق علماء الأمة، وأشار جنجوعه في حديثه إلى أن الدول الإسلامية يتم إضعافها باسم الجهاد، والإسلام بريء من هذا القتل والنهب باسم الجهاد، وأضاف جنجوعه إلى أن الأمة الإسلامية تتطلّع إلى دور ريادي قيادي لرابطة العالَم الإسلامي وأمين العام الدكتور محمد عبد الكريم العيسى. بدوره قال السفير السعودي لدى إسلام آباد سعادة عبد الله مرزوق الزهراني أن ما تواجهه باكستان والسعودية والدول الإسلامية من تحدّيات لا يُمكن صدّها إلا بالاتحاد ضدّها، وقد دأبت باكستان والسعودية على التعاون المتبادل لنبذ التطرّف والإرهاب، مشيراً إلى توجيهات صريحة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ببذل كل الجهود الممكنة على مختلف الأصعدة لوحدة الأمة الإسلامية وعلاج قضاياها. من جانبه قال الدكتور حافظ محمد طاهر محمود الأشرفي رئيس مجلس علماء باكستان أمام المؤتمر أن الإرهاب لا دين له، وأن الإرهابيين الذين استهدفوا مكةالمكرمة بالصواريخ والمدينة المنورة بالهجمات الانتحارية هم بعينهم وفكرهم نفس الفئة التي استهدفت الأبرياء في المدن الباكستانية كوئته وبيشاور. وأكّد الأشرفي أن أمن الدول الإسلامية مستهدف عبر تنظيمات مثل داعش وحزب الله، لكن الأمة الإسلامية ستكون بالمرصاد ولن تسمح لليد العابثة بالتوسّع أكثر. مشيراً إلى أمن الدول الخليجية مثل الكويت والبحرين. وحذّر الأشرفي في حديثه من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدسالمحتلة واصفاً ذلك بأنها ستكون نقطة البداية لتدهور الأمن العالَميّ ككل، مؤكداً على أن الأمة الإسلامية لن ترضى أبداً بذلك، وذكر الأشرفي في حديثه أمام المؤتمر أن مشاركة باكستان في الائتلاف العسكري الإسلامي يترجم تطلّعات الشعب الباكستاني، وأنّ إمكانية حصول الجنرال الباكستاني راحيل شريف على منصب قيادة الائتلاف العسكري الإسلامي سيكون مبعث فخرٍ وعزةٍ لباكستان. وتمخّض المؤتمر عن عدة قرارات أهمّها الإعلان عن بذل كل الجهود المستطاعة للدفاع عن سلامة وأمن أرض الحرميْن الشريفين، وبذل الجهود المشتركة للدفاع عن أمن وسلامة المملكة العربية السعودية، والسعي الموحّد لقطع دابر المؤامرات التي تُحاك ضد الدول العربية والإسلامية، وتأسيس اتحادٍ فكري ضد داعش والتنظيمات الإرهابية لدحض الأفكار الهدّامة التي تُنشر باسم الإسلام، وقرار تحية للمؤسسات الأمنية الباكستانية والسعودية على كونها السدّ المنيع لإيقاف ما يمسّ الأمن والأمان، وقرار تحية لوزارة الشؤون الإسلامية السعودية على جهودها في نشر الوسطية والاعتدال.