بعد السلام والتحايا والصباحات النرجسية وعيدكم مبارك عُدنا أحبتي والعود أحمدُ، مرت تلك الأيام القليلة والكثيرة في حساباتي حزينة جداً على قلمي الذي عاتبني كثيرًا فهو لا زال يترقب كل يوم عودتي ولازال ينتظر أن أحمله، بدأت العزلة من مطار تبوك وانتهت في مطار تبوك! عندما يتوقف الأمل عند تطلعات المستقبل المُحطم داخلياً نضطر آنذاك أن نقف على منصة الواسطة وننادي لعل أحداً يأتي ويمسك أيدينا وينطق بالجوهرة المعتادة (هذا الرجال من طرفي). كل شيء من حولنا تغير عدا مغاسل الملابس لا زالت باقية على تسعيرتها ومن هذا المنبر أقدم لهم تحية خاصة وأتمنى أن تبقى (صاملة) في ظل التغييرات، للأسف بعض الأشياء تغيرت إلى الأسوأ مع احتمالية أن تسوء أكثر ، السكن ، الوظيفة ، الكهرباء، التنقل، كلها تعتبر معادلات متفاعلة بالحياة وللآن نتيجتها عند البعض مجهولة وحلولها تأخذ وقتًا. حتى الترفيه، لازال في سوء متناهٍ في الدقة ومتمادٍ علينا نحن البسطاء. البسطاء الذين لا يستطيعون أن يسافروا ليجدوا ترفيهًا بأقل الأسعار و بخدمة خمس نجوم، نريده هنا.بعد عزلة ثلاثة أشهر تتنامى التساؤلات! كيف يعيش اللاصقون بالأرض؟ على الأرض ومن الأرض وإلى الأرض. أين ذهبوا بالوظائف التي تعلن أم أنها تعلن فقط أرقامًا! أين حلول البطالة! وأين ذهبوا بوعود حل أزمة السكن والقروض! وزيرنا الرائع بيتك الراقي هل عليه قرض أم امتلكته قبل شروطك التعجيزية أم أنك مثلنا تستقطع من راتبك لأجل دفع إيجار شقة قبلت بها رغما عنك لأنها تقع بمنطقة تتميز بانخفاض الإيجارات لكونها بعيدة عن الخدمات! دعّ لنا حيّز لنتنفس، شروطك تأثيرها انعكس على العمل والدهانات و السباكة ومواد البناء وأثرت على مشاريعنا الصغيرة التي بدأنا للتو بإنشائها وبالتالي امتدت إلى تأرجح أسعار الوحدات السكنية بشكلٍ مفاجئ. دع لنا مجالًا لنسكن، يبدو أنك أنت الوحيد الذي لم تفكر؟ ولو فكرت لما كان حصيلتها هكذا، هل تعلم أن غالبية المواطنين أثقلت كاهلهم الديون، هل تعلم ماهي نتيجة تفكيرك؟ لقد تم صرف النظر عن السكن، لأن الانتظار مرهق والراتب لايكفي ولا أعمارنا تكفي! أخيراً.. إيقاعات ظلم تجار العقار أضحت تتسارع على مسامع البسطاء فهل كنت أنت، ضابط إيقاعاتهم.