تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للمطرب التونسي صابر الرباعي، جراء تداول صورة جمعته ب"ضابط إسرائيلي"، خلال وجوده بالضفة الغربية المحتلة، التي أحيا فيها حفلاً غنائيًا، الجمعة الماضي. ورغم تأكيد المطرب التونسي أن الضابط، الذي ظهر في الصورة، عرف نفسه بأنه "فلسطيني"، لكن حملة الهجوم لم تتوقف على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشطاء معنيين بالقضية الفلسطينية في تونس. وشدا الرباعي، مساء الجمعة الماضي، على مسرح مدينة "روابي"، شمالي رام الله، بالضفة الغربية، متمنيًا "تحرير القدس والغناء في كل فلسطين". وطل الرباعي على جمهوره بأغنيته الشهيرة "ببساطة"، قبل أن يخاطب جمهور قائلا: "يعجز الكلام عن التعبير عما يجول في النفس، أنا اليوم هنا بين أهلي وأصدقائي وعشاقي في فلسطين"، وذلك بحضور الآلاف. ونشر الحساب الرسمي لوحدة "تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية" في المناطق (المحتلة)، أمس الإثنين، صورة تجمع الرباعي بضابط إسرائيلي، على موقع "تويتر"، وبدا فيها الضابط مرتديًا زي قوات الأمن الإسرائيلية. ودافع الرباعي عن نفسه، في بيان لمكتبه، مساء الإثنين، قال: إن الصورة التقطت مع "منسق عبور فلسطينيّ عرّف عن نفسه باللغة العربيّة باسم (هادي)"، مشيرًا إلى أنه "كان مسؤولاً عن تسهيل عبور الرباعي، والفرقة الموسيقيّة، بحيث لا يتمّ التواصل مع أي شخص إسرائيلي". وبحسب البيان "وافق الرباعي على التقاط الصورة معه، ومع غيره من المواطنين الفلسطينيين، بشكلٍ طبيعي وتلقائيّ، والمفاجأة كانت أن البعض بدأ يعطيها صفات وأبعاد غير صحيحة، وتبرّعوا بمنح منسّق العبور جنسيّة غير جنسيته الفلسطينيّة".ّ ورفض الرباعي الاتهامات الموجهة إليه ب"التطبيع"، مشددًا على أن "مواقف كهذه ستزيده تمسّكًا بالقضيّة الفلسطينيّة، وإيمانًا بها، وستزيده إصرارًا على دعم حقّ الشعب الفلسطينيّ". ولم ينجح بيان الرباعي في وقف حملة الهجوم، فأعرب نشطاء عن تنديدهم بما أسموه "تطبيعًا ثقافيًا، وسقوطًا لمغني تونسي كان يصنف ضمن المدافعين عن القضية الفلسطينية".