ليست هى المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة التى تثبت فيها أجهزتنا الأمنية يقظتها، ومتابعتها الدقيقة للفئة الضالة، والعناصر التخريبية، التى تستهدف رجال الأمن البواسل، وتسعى إلى زعزعة استقرارالوطن. ويأتى حادث بيشة بمنطقة عسير، ليكشف مدى دناءة وحقارة هذه الفئة، التى انكشفت كل أوراقها وأهدافها، فهى لا تملك فكرا ولا رؤية ولا حتى دينا أو قيما، سوى فكر الغدر، و ترويع المجتمع وترهيب البشر، بالأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، وغيرها من الوسائل والعمليات الانتحارية الجبانة؛ مقابل حفنة من الريالات، تدفعها جماعات الضلال والإرهاب بالمنطقة، لقلة من الشباب لا يمثلون المجتمع، تم اصطيادهم بعمليات تغرير وغسيل مخ ممنهجة؛ لتنفيذ المخطط الشيطانى، بضرب اقتصاد المملكة وتقويض نجاحها داخليا وإقليميا ودوليا. ويمثل نجاح قوات الأمن السعودية فى قتل الإرهابيين، بعد مطاردتهما فى الصحراء ضربة قوية، ودرسا جديدا، يؤكد نجاح الضربات الوقائية، لفلول الإرهاب ولكل من تسول نفسه الاقتراب من أجهزة الأمن، أو العمل على استدراجها قبل القيام بعمليات تفجيرية انتحارية؛ تستهدف أساسا العيون الساهرة على أمن الوطن بألاعيب وحيل باتت مرصودة من قبل أجهزتنا الأمنية الشجاعة. فبعد أن يئست جماعات الضلال، و فشلت فى اختراق المجتمع السعودى بأفكارها المسمومة، بدأت توجه سهام غدرها لرجال الأمن، كنوع من الانتقام من الدولة، التى تقف أجهزتها المعنية بالمرصاد لكل المؤامرات التى تحاك لمجتمعنا السعودى بهدف عرقلة تقدمه وازدهاره. فكلما خطت الدولة خطوة للأمام، وعززت من مكانتها العالمية، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وكلما صنعت الدولة رؤية لمستقبل أجيالها وأبنائها، ظهر رصاص الحقد وقنابل اليأس، وتكررت المحاولات اليائسة والعمليات الانتحارية الجبانة، التى تفشل دائما، ويكون مصيرها، مثل سابقتها، فى مزبلة التاريخ. إن حادث بيشة، بكل ملامحه، وإن كان يكشف مهارة رجال الأمن وخبرتهم فى إجهاض مثل هذه العمليات التخريبية قبل وقوعها، والتعامل بحنكة مع مثل هؤلاء المدعين والمتاجرين بالدين، إلا أنه يتطلب منا كمجتمع أن نكون أكثر يقظة ووعيا، لمساعدة أجهزة الأمن فى القيام بدورها على أكمل وجه. فيجب أن يكون كل منا رجل أمن، فى الشارع والعمل وفى كل مكان؛ وذلك لحماية الوطن من فكر أهل الشر، الذين يزعجهم كثيرا تقدمنا، والتفاف الشعب السعودى حول قيادته الحكيمة، ودعمه وتأييده لكل الخطوات والقرارات التى تتخذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز داخليا وخارجيا. إن الإرهاب الذي يضرب العالم، شرقه وغربه، لن تنطفئ جذوته، إلا بمثل هذه الضربات الأمنية الاستباقية، التى أثبت من خلالها الأمن السعودى قوته وذكاءه فى إفشال مثل هذه المحاولات اليائسة لجماعات الضلال، وأصحاب الفكر المسموم، وبمثل هذه الضربات التى يحمل فيها رجل الأمن السعودى روحه بين كفيه، فداءً للوطن، ودفاعا عن دينه وقيمه.. وبمزيد من الوعى المجتمعى والمؤسسي، حتما سترفع هذه الجماعات الراية البيضاء، ولن تجد أمامها سوى الانتحار؛ استسلاما لوطن يرفضهم ولشعب لا يحتمل بقاءهم فوق ترابه لحظة واحدة.