آخر ما يحتاج إليه اليمن المزيد من الكوارث؛ مشكلات السياسة والاقتصاد تخنق حاضر اليمن وتغتال مستقبله، والتدهور الأمني والانقسام الاجتماعي أصبحا رفيقَي اليمني في حله وترحاله. يرتكب الحوثيون اليوم، تحت ضغط صعوبة الموقف وحداثة التجربة الأخطاء والخطايا، ولا أعتقد أن آخر تلك الخطايا سيكون ما تفاهم عليه الحوثيون والإيرانيون بخصوص تسيير أربعة عشرة رحلة طيران أسبوعيا بين طهران وصنعاء. إن مراجعة بسيطة لأرقام التبادل التجاري بين اليمن وإيران، ولحجم العلاقات الاجتماعية والثقافية الإيرانية، تشير إلى أن التفاهم الإيراني الحوثي لم يكن إلا خطيئة أخرى ارتكبها الحوثيون، وضررا – لم يكن الأول ولن يكون الأخير – يلحقه الإيرانيون باليمن وجواره. لقد واظب الإيرانيون عبر دمشق إلى تنظيم برامج زيارة إلى طهران لسياسيين يمنيين وخليجيين وعرب (بالبطاقة الشخصية) ودون أن تظهر تأشيرات السفر على جوازات المسافرين، وبالتأكيد لم تشمل الرحلات سياسيين فقط، بل عكف الإيرانيون على تنظيم رحلات للشباب بهدف التدريب العسكري وأمور أخرى أكثر خطورة. يمتلك الإيرانيون – وحلفاؤهم في حزب الله – استثمارات سياحية ضخمة في بيروتودمشق وغيرها، تشمل فنادق ومكاتب طيران وشركات نقل، حيث يتم تسخير كل هذه الاستثمارات لخدمة مشروع التغلغل الإيراني في المنطقة، وفتح أكبر عدد من الاتصالات بالشخصيات والمؤسسات والأجهزة في دول المنطقة. يتساءل الكثير من اليمنيين (في الداخل والخليج) عما يرتكبه الحوثيون اليوم من انتهاكات بحق المصالح العليا للمجتمع اليمني، وعلاقاته مع جواره، لصالح مشاريع خارجية مذهبية هدامة، كلفت اليمن عشرات آلاف الأرواح ومليارات الدولارات، ويبدو أنها تتجه إلى ما هو أسوأ من ذلك بكثير… يا الله.. نسألك اللطف . رابط الخبر بصحيفة الوئام: أربع عشرة رحلة مشبوهة ..