أكد فيصل بن معمر مستشار خادم الحرمين الشريفين، الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، أن مركز الملك عبدالعزيز يضع الآن تصورًا لنقلة نوعية في طريقة عمله. وقال إنه سيتم الانتقال من مرحلة التنظير والتوصيات والاقتراحات والنتائج إلى مرحلة التطبيق والتنسيق، وذلك بعد مرور أكثر من عشر سنوات على تأسيسه. واستعرض بن معمر منجزات وثمرات مبادرة الملك عبدالله للحوار محليا ودوليا، وعرض إلى شيء من تقييم هذه التجربة والتصور للمرحلة القادمة. جاء ذلك في حديث إذاعي شامل أدلى به معاليه للبرنامج الأسبوعي مساحة في ساعة الذي تبثه إذاعة نداء الإسلام من مكةالمكرمة ويعده ويقدمه الشيخ يزيد الهريش. وبيّن فيصل المعمر في مطلع حديثه أن هذا المشروع قصد به خدمة الدين وخدمة الوطن، سوءًا كان لقاء (الغلو والتطرف وآثارها على الوحدة الوطنية) الذي نظمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أو مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، فكل هذه الجهود في كلا المسارين المحلي أو الدولي تسعى إلى خدمة الدين وخدمة ما تقوم به المملكة العربية السعودية من خدمة لهذا الدين عملاً بما ذكره خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي بثت في مطلع هذه الحلقة بأننا نخدم هذا الدين ونتشرف بحمل المسؤولية، والمملكة العربية السعودية قبلة الإسلام وقبلة المسلمين ويتجه إليها مليار وستمئة مليون مسلم إلى مكان مقدس في مكةالمكرمة خمس مرات في اليوم، ويقصدها الحجاج والمعتمرون، ولها مكانة عالمية بما حققته من إنجاز، ووحدة حققها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بعد ألف عام من العزلة، وكذلك ما اكتشف في هذه البلاد المباركة من ثروات اقتصادية، كل هذا يجعلنا في مكانة عالمية تتطلب منا أن نحمل هذه الرسالة التي شرفنا بحملها وأن تتميز المملكة العربية السعودية من خلال مواطنيها وبوسطيتهم واعتدالهم ونبذهم للغلو والتطرف أو التحلل. وأضاف مستشار خادم الحرمين الشريفين أننا في هذا المجال نعمل على عدة مستويات المستوى الداخلي من خلال مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وكذلك المؤسسات الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية، وأما المستوى الخارجي فمن خلال النشاطات المتعددة في مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الذي هو مؤسسة عالمية أنشئت بعلاقة مباشرة مع الأممالمتحدة، وبشراكة أيضًا بين المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة أسبانيا وعضوية الفاتيكان كعضو مراقب، لذلك فهذا المركز يحمل صفة العالمية ويبحث في المشكلات الإنسانية بين البشر ونحن نتشرف بذلك ونشعر بأن ما يجمع الناس أكثر مما يفرقهم. وفيه حديثه عن تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتقييمه لعشر سنوات خلت من تاريخ تأسيس المركز قال مستشار خادم الحرمين الشريفين: المسؤولية مسؤولية مشتركة وليست محددة في جهة واحدة ولكننا أيضًا من واقع الأمانة التي تحملناها في هذا المجال فإنني أريد أن أقول، إن العشر سنوات الماضية ومن خلال التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين مؤسس هذا المشروع الوطني بأن يكون الحوار طبعًا من طباع المجتمع السعودي وأسلوب حياة، فسعينا من خلال الأعمال التي نقوم بها إلى نشر ثقافة الحوار بالتعاون مع الجهات المتعددة، ومنها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون الاجتماعية، ووزارة الثقافة والإعلام، لذلك فإن هذا المشروع نريد أن يتم من خلال ثلاثة أضلاع: المسجد، والمدرسة، والأسرة، وعندما تتظافر هذه الجهود وتنسق بينها وتوحد رسائلها ووسائلها فإن النتائج ستكون جيدة جدًا. وفي ما يتعلق بقياس فعالية ما يطرحه المركز ورحع صداه قال: تقاس هذه الأمور من خلال جهة محايدة تعاقدنا معها لقياس ما حقق المركز وما حقق من توصيات، وطموحاتنا كبيرة، لكن ما أنجز لا يستهان به ونعتقد بأنه تحقق الكثير؛ والمركز يضع الآن تصورًا لنقلة نوعية في طريقة عمله بحيث يتم الانتقال من مرحلة التنظير والتوصيات والاقتراحات والنتائج إلى مرحلة التطبيق والتنسيق. وأوضح فيصل بن معمر طرفًا من جهد و دور مركز الملك عبدالله العالمي لحوار الأديان إذ قال: هذا المشروع يعتبر من المشاريع الرائدة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين قبل سبع سنوات، عندما أعلن عن المبادرة وخلال السبع سنوات التي قطعتها المبادرة بإشراف رابطة العالم الإسلامي ومتابعة ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين استطعنا إنجاز الكثير عبر إقناع العالم بأن الإسلام دين سلام ومحبة، ومن خلال الشراكات مع القيادات الدينية والنخب والمؤسسات العالمية استطعنا ولله الحمد تكوين مركز دولي يشرف بحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزبز، ويتعاون مع القيادات الدينية الأخرى سوءًا كانت مسيحية أو يهودية أو بوذية أو هندوسية، في تعزيز المشتركات الإنسانية والتعاون والتعايش لما فيه خير البشرية. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بن معمر : مركز الملك عبدالعزيز وضع تصورًا لنقلة نوعية