جاء العيد خالي الكفين على غير عادته .. كرجل شحيح بخيل جاء متثاقل القدمين كرجل نرجسي لا يريد أن يشاركنا سعادته .. وكمسافر تجسدت على وجهه آثار طريق طويل … جاء العيد وبيده حقيبة خبأ فيها كل شي ولكنها خلت من تلك الأشياء البسيطة , صغيرة التفاصيل…تلك الأشياء التي لطالما زينت اعيادنا وأعطتها ذاك الطابع الجميل جاء العيد جامدا ً كعنق أنثى فقد بريق قلادته جاء صامتاً ساكناً بلا أهازيج وبلا قناديل جاء العيد وقد فقد من لذة أعيادي الكثير ،،،أتغير العيد أم أنه شاخ وفقد بهجة الطفل الصغير ؟!! جاء العيد لا يشبه نفسه ولا يحمل من طقوسه إلا اسمه .. تغير العيد ولم تعد تفاصيله جميلة بالنسبة إلي فأنا أفتقد كثيراً منها رغم بساطتها ,, تغيرت نكهة السكاكر الملونة… تغيرت أماكن ترفيهنا وعناوينها التي كانت في أجندتي مدونة والابتسامات أصبحت صفراء وعبارات التهاني مبطنة !! لم يعد العيد يبهجني كثيراً ,, ولم تعد هناك ملامح ترتبط بقدومه سوى رؤية ثياب أمي وأبي الجديدة !! تلك الثياب المتواضعة الزاهية التي تجعلني أحمد الله الآف المرات على وجودهما معي ,, فهما أجمل وأغلى وأهم ما بقىي من ملامح أعيادي … فاطمة أحمد