ندرة المساكن، وصعوبة الحصول عليها، هاجسان يؤرقان الطلبة السعوديين المبتعثين في مدينة بيرث، الواقعة في الغرب الأسترالي، لا سيما الطلاب الجدد. وما بين ارتفاع التكلفة، والجهل بالأنظمة، يستعين الطلاب بحلول موقتة، كالسكن في الفنادق، وهو الأمر الذي يزيد من الأعباء المالية، ويؤثر على المستوى التعليمي للطلاب. "الوطن" رصدت شكاوى عدد من الطلاب، في ولاية غرب أستراليا، حيث يعانون من ندرة السكن وصعوبة الحصول عليه، علاوة على جهلهم بأنظمة العقار في الولاية، ما اضطرهم للبقاء في الفنادق لحين العثور على مسكن يؤويهم وتحملهم نفقات باهظة الثمن قد لا تغطيها المكافأة المقدمة من قبل الملحقية الثقافية في أستراليا. ويشرح محمد العوفي معاناته مع مشكلة السكن قائلا إنه ومنذ وصوله لغرب أستراليا بدأ بالبحث عن سكن لأسرته حيث استأجر لدى وصوله إلى أستراليا غرفة في فندق بوسط مدينة بيرث بتكلفة عالية، واضطر بعد ذلك للانتقال إلى منزل أحد زملائه السعوديين، وهو ما سبب له إحراجا نظرا للخصوصية العائلية، على الرغم من ترحيب زميله، في الوقت الذي يواجه فيه عددا من الطلبة ذات المشكلة. وأضاف العوفي أنه ما زال يبحث عن مسكن ويتوجب عليه الانتظار لحين حلول شهر يونيو وتخرج بعض الطلبة السعوديين، حتى تتاح له فرصة إيجاد سكن في ظل وجود عدد آخر من الطلبة يتطلعون للحصول على مقر للإقامة، مشيرا إلى أن ذلك أثر على تحصيله الدراسي حسب قوله. من ناحيته قال بدر العلي إنه بقي يبحث عن منزل لمدة شهرين، حتى عثر على مسكن عن طريق المصادفة، مبينا أنه تقدم بحوالي 11 طلبا للسكن وعبر عدة مكاتب عقار دون فائدة. وأرجع السبب في عدم حصوله على مسكن إلى وضع المالك بنودا صعبة في العقد تصل في بعض الأحيان إلى 100 بند، وأضاف العلي أنه عثر على بيت أحد الطلبة السعوديين، الذي غادرت زوجته للسعودية لظرف ألم بها، ففضل زوجها الانتقال لسكن العزاب، ليفسح المجال لمواطنه العلي وزوجته، وذلك في تضحية ثمنها العلي لزميله فهد. ويتفق كل من العوفي والعلي في أن الملحقية الثقافية السعودية في كانبرا لم تتأخر في الاستجابة لطلبات المبتعثين، مشيرين إلى أن الملحقية بادرت بصرف المكافأة بشكل عاجل، واحتسبتها من وقت ختم الدخول للأراضي الأسترالية، وحولت المبلغ للحسابات البنكية مباشرة، وهو الأمر الذي ساهم في علاج مشكلة السكن بشكل موقت. وقال الطالب محمد بن سابر القرني إنه لم يجد صعوبات من خلال التعاملات الإلكترونية لكونها مدرجة باللغة العربية، ويسهل التعامل مع الأوامر الموجودة في موقع الملحقية، علاوة على التعاون الإيجابي من قبل المشرفين الدراسيين، وسرعة تعويض الملحقية لتكاليف وفواتير الكشف الطبي الخاص بالفيزا الدراسية.