رد مدرب الفريق الكروي الأول في النادي الأهلي، التشيكي كارل ياروليم على الانتقادات التي طالته حول خطته واختياراته في مواجهة فريقه الأخيرة في دوري زين للمحترفين أمام الشباب ، مبيناً أنه كان يريد الخروج متعادلاً في الشوط الأول للضغط على الخصم في الثاني، لكنه صدم بهدف ناصر الشمراني، مؤكداً أنه لم يشرك الكولمبي بالومينو المصاب إلا بعد أن تلقى ضوءً أخضر من الجهاز الطبي، مبيناً قناعته باللاعب حسن الراهب كمهاجم صريح أكثر من زميله عبدالرحيم الجيزاوي، مبيناً أن عدم إنهاء المباراة بالعدد الكامل للاعبين وتعرضهم للضغط النفسي أفقدهم اللقب. وأرجع ياروليم خلال حديثه إلى "الوطن" سر عودة الأهلي إلى المنافسة على صدارة الدوري بعد سنوات عدة، مرجعاً ذلك إلى إصلاحه للخلل الذي كان موجوداً في خطي الحراسة والدفاع، موضحاً أن أمورا أخرى لا تزال تتطلب التدخل أثرت على فريقه وأفقدته البطولة، ومنها استقطاب مهاجم آخر بمستوى فيكتور والحوسني، وعدم وجود البديل الجاهز تحسباً للظروف والإصابات، ولهذا ربما بدا المدرب الأهلاوي غير مفرط بالتفاؤل بالفوز بكأسي الأبطال السعودي والدوري الآسيوي. كل هذه التفاصيل وكثير غيرها تطرق إليها ياروليم في الحوار التالي: نبارك لكم وصافة دوري زين، ونسأل عن التغييرات التي أدخلتها لتعيد الفريق من المركز السادس في الموسم الماضي إلى المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم؟ حاولت صنع فريق يلعب بطريقة خاصة معتمداً على اللاعبين الحاليين في الفريق، مع إضافة المحترفين البرازيلي كماتشو والكولومبي بالومينو.. وحسب معلوماتي تلقى مرمى الأهلي في الموسم الماضي 41 هدفاً، ومن غير المعقول أن يتمكن فريق من المنافسة على الدوري وفي مرماه 41 هدفاً، مع أن هجومه سجل 48 هدفاً، فالمشكلة إذن دفاعية وليست هجومية، ومن هنا ركزت على تجهيز الفريق في هذه الناحية، وأن يكون على استعداد لياقي وبدني جيد في ظل الإمكانيات البشرية الموجودة. بالرجوع إلى مباراة ختام الدوري الذي جمعكم مع الشباب، لماذا خسرتم المباراة؟ في مباراة واحدة تكون كل الاحتمالات واردة، فخلال المباراة كانت أمامنا فرص للتسجيل حتى قبل أن يسجل الشباب هدفه الوحيد، وكان من الممكن أن نقلب النتيجة لو لم يطرد لاعبون من فريقي، ولو استطعنا أن نكمل اللقاء بالعدد الكامل للاعبين. ومن الطبيعي في كرة القدم أن يفوز فريق في النهاية، كما أن الضغط النفسي كان سبباً مهماً في التعادل في هذه المواجهة، حيث لم يتمكن اللاعبون من تحمل هذا الضغط، لكن السبب الرئيس من وجهة نظري هو خسارتنا بتعادلين أمام الفتح والشباب في الرياض لأن هاتين المباراتين كانتا بين أيدينا وفقدنا فيهما نقاط الفوز في الدقائق الأخيرة. وماذا عن خسارتكم أمام الاتحاد في الجولة ال24 من الدوري؟ أمام الاتحاد تعرض الفريق لإصابات عدة عطلت استمراره في التقدم. هناك انتقادات حادة وجهت إليك بأنك سبب الخسارة بسبب لعبك بطريقة متحفظة رغم حاجة الأهلي للفوز، حيث شاركت برأس حربة واحد هو فيكتور، وبالومينو المصاب بدلاً من العيسى، ثم إشراك الراهب الذي لم يلعب أساسياً طوال الموسم؟ لم أقصد اللعب بطريقة دفاعية، لكنني أبلغت اللاعبين أن الشوط الأول هو شوطهم، والثاني لي كمدرب، وأن عليهم أن يخرجوا من الشوط الأول بالتعادل على أقل تقدير، وإذا تمكنوا من تسجيل هدف فهذا أمر جيد، وذلك لتشكيل ضغط نفسي على فريق الشباب في الشوط الثاني لأن لاعبيه سيحاولون إغلاق ملعبهم، وهذا سيسمح لنا بالتقدم، ولكن اللاعبين أضاعوا فرصاً متاحة للتسجيل. أما بالنسبة لمشاركة بالومينو فهو وبشهادة الجهاز الطبي كان جاهزاً، وأظهر استعداداً عالياً في التدريبات، فلا يمكن أن أزج بلاعب مصاب في أي مباراة. أما بخصوص إشراكي لحسن الراهب وليس عبدالرحيم الجيزاوي، فكلاهما لم يلعبا كثيراَ في الموسم الحالي، وأعتبر الراهب مهاجماً صريحاً أكثر من الجيزاوي الذي لم يقنعني في أي مباراة لأزج به في مباراة مهمة كهذه منذ بدايتها. اعتمادكم على فيكتور والحوسني فقط في المقدمة أثر على فقدان الفريق للبطولة، ووضح ذلك جلياً عندما غاب الأخير؟ لماذا لم توفروا مهاجماً بمستوى الحوسني تحسباً لظروف الإصابات؟ طلبت من إدارة النادي التعاقد مع أسماء معينة من المهاجمين في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، وكان ردها أنها لم تستطع توفير المهاجم إما بسبب عدم تخلي الأندية عن اللاعبين الذين كنا نريدهم، أو لمبالغة الإدارات بالمبلغ المالي المطلوب للانتقال. قدم الفريق مستوى جيداً في معظم المباريات المحلية والخارجية، لماذا لم يظهروا بروح قتالية في المباراة الأهم أمام الشباب؟ أعتقد أن الناحية النفسية لعبت دوراً كبيراً أدى إلى ضعف الأداء أمام الشباب، واجتمعت على الفريق عوامل كثيرة مثل إصابة بالومينو وتيسير الجاسم وجفين البيشي رغم تأكيد الأطباء بتحسن حالتهم وإمكانيتهم اللعب، لهذا في الموسم المقبل لا بد ألا نضيع الفرصة بالتعادلات أو الهزائم ونقرر حسم اللقب قبل المباراة الأخيرة. بدا الجهاز الفني واللاعبون غير واثقين من الفوز على الشباب، هل ترى أن فريقك أقل قدرة من نظيره الشبابي؟ لدينا حالياً لاعبون جيدون، ولكننا نعاني عدم وجود البديل المناسب، علماً بأن فريقي هو الوحيد الذي لم يفز الشباب عليه ولم يخسر منه خلال الموسم. إذن مشكلة الأهلي تكمن في البديل الجاهز؟ لا أقلل من قدرات اللاعبين الموجودين في الفريق، وأؤكد أن مباراتنا الأخيرة أمام الشباب ليست هي التي أفقدتنا لقب الدوري، إنما كما أسلفت هي تعادلاتنا أمام الفتح والشباب في آخر الوقت من اللقائين. الدوري في الموسمين الأخيرين لم يتوج إلا الفريقين اللذين لم يخسرا أي مباراة وهما الهلال والشباب، ما هي رؤيتكم للدوري المقبل؟ الفوز في 26 مباراة خلال موسم كامل أمر صعب، فريق الشباب لم يتعرض لضغوط مثل الأهلي، بسبب عدم وجود استحقاقات أمامه كفريقي الذي استمر باللعب في مسابقة كأس ولي العهد ودوري الأبطال الآسيوي. ماذا أعددتم لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال؟ بداية لا بد أن نعمل على الفوز في أولى مبارياتنا في المسابقة، فالمحطة الأولى مهمة لضمان الاستمرار نحو الكأس. هل تعد الأهلي محظوظاً بملاقاة الفيصلي الثامن في كأس الأبطال؟ لا نستهين بأي فريق تضعنا القرعة أمامه، لأن كل فريق سيدخل هذه البطولة بدافع الفوز، والفيصلي يريد أن يتأهل للمرحلة التالية، وسيدخل مباراته أمامنا بشعار الفوز فقط. بصراحة هل الأهلي قادر على مقارعة الأندية الآسيوية وتحقيق اللقب القاري؟ سنبذل كل جهدنا للتأهل والحصول على مركز متقدم في المجموعة الحالية التي أرى أن أنديتها متكافئة ولديها جميعها الفرصة للتأهل، وأعتقد أن فريق لخويا ليس قطرياً بل أفريقياً. عموماً يجب أن نتأهل أولاً عن هذه المجموعة، وألا نستبق الأحداث حيث تنتظرنا مباريات صعبة في المجموعة. هل تلقيت أية عروض محلية أو خليجية قبل التجديد للأهلي أخيراً؟ في البداية كان من أولولياتي احترام عرض الأهلي ولو لم أتوصل للاتفاق معه كنت سأدرس العروض المتوافرة أمامي في المنطقة. لماذا طلبت من إدارة النادي تأشيرات لعدد من الأشخاص في جمهورية التشيك؟ استقدمت أصدقائي لحضور المباراة الأخيرة أمام الشباب في الدوري، وكانوا متواجدين في الملعب. ما هو تقييمك للأندية السعودية واللاعبين المحليين؟ يوجد أداء جيد للفرق، ولدى اللاعبين إمكانيات جيدة، لكن التعامل الاحترافي من قبل اللاعبين ليس على الشكل المطلوب حيث إن اللاعب لا يجوز أن يكون بشخصيتين إحداهما في الملعب وأخرى خارج الملعب من حيث عدم احترامه للمواعيد والانضباطية، فلا أحد يعلم كيف يقضي أوقاته خارج النادي. لماذا يشارك اللاعب السعودي فريقه بقتالية فيما لا ينجح مع منتخب وطنه من وجهة نظرك؟ أشعر أن اللاعب السعودي يفخر باللعب لمنتخب بلاده لكن يجب أن يظهر اللاعبون في المنتخب كفريق واحد ولا يلعب كل لاعب وكأنه يمثل نفسه أو فريقه داخل الملعب. إلى أي مدى ترى أن مدرب المنتخب السعودي، الهولندي فرانك ريكارد لم يوفق مع المنتخب السعودي؟ لا يمكنني أن أحكم على ريكارد من خلال عدم تأهل المنتخب السعودي للمرحلة التالية من تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهو زميل عمل لكنني لم أعمل معه في الطاقم حتى أعرف آلية اختياره للاعبين.
