"مبروك البوية الجديدة"، عبارة لا يكاد يخلو حي في الرياض من وجودها على جدران بعض المنازل والمرافق العامة، في سلوك يمارسه "عابثون" دون أن يجدوا من يردعهم، محولين تلك الجدران الأنيقة إلى "سبورات حائطيّة" يعبّرون فيها عن مشاعرهم التي تكون أحيانا عاطفيّة أو بداعي التعصّب الرياضي أو المناطقي، وأحيانا أخرى لمجرد العبث والانتقام و"تطفيش" السكان واستفزازهم. وخلال جولة ل "الوطن" على عدد من الأحياء شرق وجنوب العاصمة منها النسيم والملك فيصل والجنادرية والشفا، وجدت عددا من المنازل التي جدد أصحابها بويتها وقد سودت بمثل هذه العبارات التي يكتبها عابثون بواسطة دهان رشاش "بخاخ"، بمجرد انتهاء صاحب المنزل أوالمرفق من دهن جدرانه، كما تم رصد تحويل عدد من الجدران إلى سبورات حائطية تحمل عبارات وأشكال كتب بعضها بعشوائية وأخرى بطرق فنيّة جميلة في مشهد يطرح أكثر من سؤال حول أهمية احتواء مثل هذه المواهب وتفريغ طاقاتها فيما يفيد بدلا من السلوكيات الخاطئة التي يمارسونها في العبث على الجدران. وقال المواطن عبدالعزيز المطيري من سكان حي النسيم شرق الرياض، إنه تعب كثيرا من قيام مراهقين وصغار سن بتشويه جدران منزله حيث يتسللون في أوقات لا ترصدهم الأعين ويحولونه إلى سبورة يكتبون فيها عبارات مختلفة تصل أحيانا إلى الإساءة للآخرين وكتابة كلمات وأشعار غرامية وأخرى خادشة للحياء، فيضطر "مكرها" لدهن الجدران أكثر من مرّة وحين ينتهي من دهنها يتفاجأ في الأيام التالية بكتابة عبارة "مبروك البوية الجديدة" في مشهد يعبّر عن تعمّد هؤلاء المراهقين استفزازه وتطفيشه ومراقبة ردّة فعله ، لافتا إلى أنه بعد هذه الممارسات المتكررة استسلم للأمر الواقع وتخلّى عن هذا الحل حين وجد أن إعادة الدهن لم تجد نفعا مع هؤلاء العابثين. وأوضح المواطن فهد الودعاني أن مثل هذه الممارسات تكثر في الأحياء القديمة والعشوائية والفقيرة التي يقطنها مراهقون وشباب يكون مستوى أسرهم التعليمي والثقافي ضعيفا، وتكاد تنعدم في الأحياء الراقية التي يكون تعليم سكانها عادة عاليا مما يؤكد أهمية الثقافة والتربية في مثل هذه الممارسات، مضيفا أن الحل الوحيد يكون من داخل الحي عبر خطباء الجمع والمسؤولين في المدارس الذين يمكنهم توضيح سلبيات مثل هذه الممارسات الخاطئة وتنظيم برامج توعويّة مشجّعة للطلاب في إزالة العبارات والصور السيئة من على جدران أحيائهم وترسيخ أهمية المحافظة على الذوق العام واحترام خصوصيات غيرهم والمحافظة على الممتلكات العامة وعدم العبث بها، مشيرا إلى أن من ضمن الحلول التي يمكن تنفيذها وضع كاميرات مراقبة على الجدران المتضررة لكنها طريقة قد لا تجدي نفعا مع بعض العابثين.